الامام علي عصمته، و طهارته











الامام علي عصمته، و طهارته



1ـ قال عليه السلام: «عزب رأي امرء تخلف عني، ما شککت في الحق مذ أريته[1] .

قال قطب الدين الراوندي رحمه الله )المتوفي 573( في شرحه: «ثم نبه عليه السلام علي کونه معصوما بأن قال: أنا منذ حصلت المعارف الواجبة ما دخلني شک قط. بعد ذلک، فأنا علي يقين، و من ضل عني فهو شاک کافر[2] .

و قال ابن ميثم البحراني رحمه الله: «و ما أفاضه )الله تعالي( علي نفسه القدسية من الکمال مستلزم للإخبار بکمال قوته علي استثبات الحق الذي رآه و شدة جلائه له بحيث لا يعرض له شبهة فيه، و الإمامية تستدل بذلک علي وجوب عصمته و طهارته عن الأرجاس[3] .

2ـ و قال عليه السلام: «و إن معي لبصيرتي، ما لبست علي نفسي، و لا لبس علي[4] .

قال ابن أبي الحديد: «قوله: «ما لبست» تقسيم جيد لأن کل ضال عن الهداية، فإما أن يضل من تلقاء نفسه، أو بإضلال غيره له[5] .

و قال: «قال أبو مخنف: و قام رجل إلي علي عليه السلام، فقال: يا أميرالمؤمنين! أي فتنة أعظم من هذه )يعني حرب الجمل(؟ إن البدرية ليمشي بعضها إلي بعض بالسيف! فقال علي عليه السلام: ويحک، أتکون فتنة أنا أميرها و قائدها؟ و الذي بعث محمدا بالحق و کرم وجهه، ما کذبت و لا کذبت، و لا ضللت و لا ضل بي، و لا زللت و لازل بي، و إني لعلي بينه من ربي بينها الله لرسوله، و بينها رسوله لي، و سادعي يوم القيامة و لا ذنب لي...[6] .

3ـ و قال عليه السلام: «و الله، ما کتمت وشمة )أي کلمة(، و لا کذبت کذبة، و لقد نبئت بهذا و هذا اليوم )أي يوم بيعته([7] .

4ـ و قال عليه السلام: «و إني لعلي بينة من ربي، و منهاج من نبيي، و إني لعلي الطريق الواضح ألقطه لقطا، انظروا أهل بيت نبيکم، فالزموا سمتهم، و اتبعوا أثرهم، فلن يخرجوکم من هدي، و لن يعيدوکم في ردي، فإن لبدوا فالبدوا، و إن نهضوا فانهضوا، و لا تسبقوهم فتضلوا، و لا تتأخروا عنهم فتهلکوا[8] .

أقول: اللقط: أخذ الشي ء من الأرض، و إنما سمي اتباعه لمنهاج الحق لقطا لأن الحق واحد، و الباطل ألوان مختلفة، فهو يلتقط الحق من بين ضروب الباطل، و السمت ـ بالفتح ـ: الطريق، و لبد: أقام.

5ـ و قال عليه السلام: «و قد علمتم موضعي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالقرابة القريبة، و المنزلة الخصيصة، وضعني في حجره و أنا وليد [خ ل أنا ولد]، يضمني إلي صدره، و يکنفني في فراشه، و يمسني جسده، و يشمني عرفه، و کان يمضغ الشي ثم يلقمنيه، و ما وجد لي کذبة في قول، و لا خطلة في فعل[9] .

قال ابن أبي الحديد: «روي الفضل بن عباس رحمه الله قال: سألت أبي عن ولد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذکور أيهم کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم له أشد حبا؟ فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت له: سألتک عن بنيه، فقال: إنه کان أحب عليه من بنيه جميعا و أرأف، ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ کان طفلا... و ما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي، و لا ابنا أطوع لأب من علي له[10] .

أقول: و إن من کان هذا شأنه لا يکون إلا من عصمه الله من الزلل، و آمنه من الفتن، و طهره من الدنس، و أذهب عنه الرجس، و طهره تطهيرا.

6ـ قال العلامة المجلسي رحمه الله: عن بريدة الأسلمي ـ في حديثه ـ أنه قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «قال لي جبرئيل: يا محمد! إن حفظة علي بن أبي طالب تفتخر علي الملائکة أنها لم تکتب علي علي خطيئة منذ صحبته[11] .









  1. نهج البلاغة، خ 4.
  2. الراوندي: شرح نهج البلاغة، ج 1: ص 141.
  3. البحراني: شرح نهج البلاغة، ج 1: ص 275.
  4. نهج البلاغة، خ 10.
  5. ابن أبي الحديد: شرح النهج، ج 1: ص 239.
  6. ابن أبي الحديد: شرح النهج، ج 1: ص 265.
  7. نهج البلاغة، خ 16.
  8. المصدر، خ 95.
  9. نهج البلاغة، خ 190.
  10. ابن أبي الحديد: شرح النهج، ج 13: ص 200.
  11. المجلسي: بحار الانوار، ج 38: ص 65.