الامام علي و مهابته











الامام علي و مهابته



1ـ قال المحدث القمي: «روي أن عدي بن حاتم دخل علي معاوية ابن أبي سفيان، فقال: يا عدي! أين الطرفات؟ـ يعني بنيه: طريفا و طارفة و طرفةـ قال: قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: ما أنصفک ابن أبي طالب إذ قدم بنيک و أخر بنيه، قال: بل ما أنصفت أنا عليا عليه السلام إذ قتل و بقيت[1] .


قال: صف لي عليا، فقال: إن رأيت أن تعفيني، قال: لا أعفيک. قال: کان و الله، بعيد المدي، شديد القوي، يقول عدلا، و يحکم فصلا، تنفجر الحکمة من جوانبه و العلم من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يستانس بالليل و وحشته، و کان و الله، غزير الدمعة، طويل الفکرة، يحاسب نفسه إذ خلا، و يقلب کفيه علي ما مضي، يعجبه من اللباس القصير، و من المعاش الخشن، و کان فينا کأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و يدنينا إذا أتيناه، و نحن مع تقريبه لنا و قربه منا لا نکلمه لهيبته، و لا نرفع أعيننا إليه لعظمته، فإن تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، و يتحبب إلي المساکين، لا يخاف القوي ظلمه، و لا ييأس الضعيف من عدله.

فأقسم لقد رأيته ليلة و قد مثل في محرابه، و أرخي الليل سرباله و غارت نجومه، و دموعه تحادر علي لحيته، و هو يتململ تململ السليم، و يبکي بکاء الحزين، فکأني الآن أسمعه و هو يقول: يا دنيا أبي تعرضت، أم إلي أقبلت؟ غري غيري لا حان حينک، قد طلقتک ثلاثا لارجعة لي فيک، فعيشک حقير، و خطرک يسير، آه من قلة الزاد، و بعد السفر، و قلة الأنيس.

قال: فوکفت عينا معاوية، و جعل ينشفها بکمه ثم قال: رحم الله أبا الحسن، کان کذلک، فکيف صبرک عنه؟ قال: کصبر من ذبح ولدها في حجرها فهي لاترقأ دمعتها، و لا تسکن عبرتها. قال: فکيف ذکرک له؟ قال: و هل يترکني الدهر أن أنساه[2] .

2ـ قيل له: بأي شي ء غلبت الأقران؟ فقال عليه السلام: «ما لقيت رجلا إلا أعانني علي نفسه[3] ، قال الرضي ـ رحمه الله ـ: يومي بذلک إلي تمکن هيبته في القلوب.









  1. دور از حريم کوي تو شرمنده مانده ام
    شرمنده مانده ام که چرا زنده مانده ام.
  2. القمي: سفينة البحار، ج 2: ص 170، «عدي».؟.
  3. نهج البلاغة، الخطبة. 318.