قصار الحکم
«وددت لو أني أعطيت جميع مصنفاتي و قطعت أنسابها عني، و أخذت بدلها ثلاث کلمات منسوبة إلي علي بن أبي طالب (ع) و صارت منسوبة إلي»[1] . و قد آثرنا أن ننقل مقتطفات من نهج البلاغة من خطب و وصايا و رسائل و حکم الإمام علي (ع)، علي أن نقتطف ما تيسر من بعض المصادر الاخري: قال (ع): 1«ما أخذ الله تعالي علي أهل الجهل أن يتعلموا، حتي أخذ علي أهل العلم أن يعلموا»[2] . 2ـ«إحذر من يطريک بما ليس فيک، فيوشک أن يبهتک بما ليس فيک»[3] . 3ـ«البخل و الجبن و الحرص من أصل واحد، يجمعهن سوء الظن بالله تعالي»[4] . 4ـ«کل شي ء يعز حين ينزر، و العلم يعز حين يغزر»[5] . 5ـ«تجنبوا الأماني فإنها تذهب بهجة ما خولتم و تصغر مواهب الله عندکم، و تعقبکم الحسرات علي ما أوهمتم أنفسکم»[6] . 6ـ«أوصيکم بخصال لو ضربتم إليها آباط الإبل کن أهلا لها: لا يرجون أحد إلا ربه، و لا يخافن إلا ذنبه، و لا يستحيين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، و لا يستحيين إذا لم يعلم الشي ء، أن يتعلمه»[7] . 7ـ«من قوي فليقو علي طاعة الله، و من ضعف فليضعف عن محارم الله»[8] . 8ـ«إن أخيب الناس سعيا و أخسرهم صفقة رجل أتعب بدنه في آماله، و شغل بها عن معاده، فلم تساعده المقادير علي إرادته، و خرج من الدنيا بحسرته، و قدم علي آخرته بغير زاد»[9] . 9ـ«إذا أقبلت الدنيا علي امرئ أعارته محاسن غيره، و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه»[10] . 10ـسمع أمير المؤمنين علي (ع) رجلا يغتاب رجلا عند ابنه الحسن (ع) فقال: «يا بني! نزه نفسک و سمعک عنه، فإنه نظر إلي أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائک»[11] . 11ـ«من بالغ في الخصومة ظلم، و من قصر فيها ظلم، و لا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم»[12] . 12ـ«يجب علي العاقل أن يکون عارفا بزمانه، مالکا للسانه، مقبلا علي شأنه»[13] . 13ـ«القريب من قربته المودة و إن بعد نسبه، و البعيد من باعدته العداوة و إن قرب نسبه»[14] . 14ـ«الفقيه کل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، و لم يرخص لهم في معاصي الله، و لم يؤمنهم من عذاب الله، و لم يدع القرآن رغبة عنه إلي غيره، لأنه لا خير في عبادة لا علم فيها، و لا علم لا فهم معه، و لا قراءة لا تدبر فيها»[15] . 15ـ«من أراد أن ينصف الناس من نفسه، فليحب لهم ما يحب لنفسه»[16] . 16ـلما ضرب ابن ملجم عليا، دخل عليه الحسن و هو باک، فقال له: ما يبکيک يا بني؟قال: و ما لي لا أبکي و أنت في أول يوم من الآخرة و آخر يوم من الدنيا؟فقال: «يا بني! إحفظ أربعا و أربعا لا يضرک ما عملت معهن». قال: و ما هن يا أبة؟ قال: «إن أغني الغني العقل، و أکبر الفقر الحمق، و أوحش الوحشة العجب، و أکرم الحسب الکرم و حسن الخلق». قال الحسن: قلت: يا أبة، هذه الأربع، فاعطني الأربع الاخر. قال: «إياک و مصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعک فيضرک، و إياک و مصادقة الکذاب فإنه يقرب إليک البعيد و يبعد عليک القريب، و إياک و مصادقة البخيل فإنه يقعد عنک أحوج ما تکون إليه، و إياک و مصادقة الفاجر، فإنه يبيعک بالتافه»[17] . ـالحافظ ابن عساکر/ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق/ج 3/ص 403، نهج البلاغة/ص. 475
إشتهرت قصار حکمه (ع) شهرة واسعة بين الادباء و البلغاء حتي لقد قال الجاحظـو هو الناقد البليغ و صاحب المؤلفات المعروفة في الأدب و البلاغةـ: