خط الإمامة في دنيا الاسلام
بهم يقام الحق و تحمي الشريعة و يصان الدين، و تحفظ کلمة الله تعالي.و تبلغ الامة الهدي و الخير، و بسواهم يکون الضلال و الإنحراف و الضياع، يقول (ع): «لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الامة أحد، و لا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا: هم أساس الدين، و عماد اليقين، إليهم يفي ء الغالي، و بهم يلحق التالي، و لهم خصائص حق الولاية، و فيهم الوصية و الوراثة، الآن إذ رجع الحق إلي أهله و نقل إلي منتقله»[1] . «إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح علي سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم»[2] . و بعد هذا التحديد الدقيق للإمامة و للأئمة، يحذر (ع) من مغبة نکران الأئمة و التنکر لهم: «و إنما الأئمة قوام الله علي خلقه، و عرفاؤه علي عباده، و لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلا من أنکرهم و أنکروه»[3] . و يحذر من مغبة نکرانهم في مسيرة الحياة الاسلامية، حيث يوضح بکل جلاء أن الحق لا يقترن بسواهم، و أن الهدي لا وجود له إلا بمتابعتهم: «فأين تذهبون؟ و أني تؤفکون، و الأعلام قائمة، و الآيات واضحة، و المنار منصوبة، فأين يتاه بکم، و کيف تعمهون، و بينکم عترة نبيکم، و هم أزمة الحق، و أعلام الدين، و ألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش»[4] . ثم يشير الإمام (ع) إلي أن خط الإمامة مصاحب لمسيرة الامة، و أرض الله لا تخلو من حجة من آل محمد (ص) يحمل الهدي للناس: «ألا إن مثل آل محمد (ص)، کمثل نجوم السماء: إذا خوي نجم، طلع نجم، فکأنکم قد تکاملت من الله فيکم الصنائع، و أراکم ما کنتم تأملون»[5] . و نکتفي بهذه النماذج من الفکر العقائدي الذي عرضه الإمام (ع) في ساحة الفکرالاسلامي، و من شاء الاستزادة فدونه نهج البلاغة، فإنه ينبوع لا ينضب، يمد المتتبع بشتي ضروب المعرفة في مضمار العقيدة و سواها.
و يجلي الإمام (ع) حقيقة خط الإمامة و ضرورته في دنيا المسلمين، و يحدد مرامي الأئمة (ع) و يرشد الامة المسلمة إليهم، باعتبارهم الامتداد الحقيقي للرسالة، و الحملة الحقيقيين لرسالة الله تعالي و هديه للعالمين بعد رسوله (ص).