تعاهدوا أمر الصلاة











تعاهدوا أمر الصلاة



و إلي جانب تعاهد الإمام (ع) لأمر الصلاة، فقد کان کثيرا ما يوصي أتباعه بتعاهد أمرها، و أدائها في أوقاتها و تعريفهم بأهميتها و أثرها في شخصية المسلم، فها هو يدعو المؤمنين من أصحابه:

«تعاهدوا أمر الصلاة، و حافظوا عليها، و استکثروا منها، و تقربوا بها، فإنها کانت علي المؤمنين کتابا موقوتا، ألا تسمعون إلي جواب أهل النار حين سئلوا: (ما سلککم في سقر قالوا لم نک من المصلين).

و إنها لتحت الذنوب حت الورق، و تطلقها إطلاق الربق.و شبهها رسول الله (ص) بالحمة، تکون علي باب الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم و الليلة خمس مرات، فما عسي أن يبقي عليه من درن.

و قد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، و لا قرة عين من ولد و لا مال.يقول الله سبحانه: (رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذکر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزکاة...)، و کان رسول الله (ص) نصبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه: (و أمر أهلک بالصلاة و اصطبر عليها)، فکان يأمر بها أهله و يصبر عليها نفسه»[1] .









  1. نهج البلاغة/تبويب صبحي الصالح/ص 199.حت الورق عن الشجر: قشره.الربق: حبل فيه عدة عري کل واحدة ربقة.الحمة: عين ماء حار يستشفي فيها من المرض.الدرن: الوسخ.نصبا: نصب في الأمر: جد واجتهد فيه.