عبادة الشاكرين











عبادة الشاکرين



لقد عظم المعبود عز و جل في نفس الإمام (ع) فصارت عبادته تعبيرا عن الحب له و الشوق إليه، و استشعار أهليته للعبادة دون سواه، و من أجل ذلک کان علي (ع) لا يعبد الله خوفا من عذابه، و لا طمعا في جنته و لا فيما أعده من نعيم للمتقين، و إنما سما الإمام (ع) في علاقته بالله تعالي إلي أعلي الدرجات اسوة باستاذه الرسول (ص).

و قد کشف الإمام (ع) عن جوهر علاقته بالله تعالي و طبيعتها بقوله:

«إلهي! ما عبدتک خوفا من عقابک و لا طمعا في ثوابک، و لکن وجدتک أهلا للعبادة فعبدتک»[1] .

فأعظم به من يقين، و أکرم به من إيمان!!

و لقد حدد الإمام (ع) ألوان العبادة في کلمة خالدة:

«إن قوما عبدوا الله رغبة، فتلک عبادة التجار، و إن قوما عبدوا الله رهبة، فتلک عبادة العبيد، و إن قوما عبدوا الله شکرا، فتلک عبادة الأحرار»[2] .

و کانت عبادته (ع) من النوع الأخير، حيث تصدر حصيلة للشعور بأهلية المعبود و استحقاقه لها.

أما إيقاف العبادة علي حصول الثواب فحسب، فهي عبادة من وصفهم الإمام (ع) بالتجار، الذين يبتغون الثمن و ينتظرون التعويض، و شتان بين هدف الشاکرين، و هدف التجار في ميزان الله تعالي و حسابه.









  1. المصدر السابق/ص 14، عن نهج البلاغة.سبط ابن الجوزي/تذکرة الخواص/ص 144.
  2. المجلسي/بحار الأنوار/ج 41/ص 14، عن نهج البلاغة.