شخصية علي من خلال عناصرها الأساسية











شخصية علي من خلال عناصرها الأساسية



إذا کانت حصيلة الإعداد الإلهي المباشر لرسول الله (ص) أن صار خلقه (ص) القرآن بکل ما فيه من فضائل و قيم روحية رفيعة، تجسيدا حيا في الدنيا الواقع، فإن حصيلة الاعداد الرسالي من لدن رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب (ع) صيرته صورة للرسول (ص) فکرا و هديا و موقفا.

و لقد قرأنا بين ثنايا النصوص الکريمة التي مرت بنا خلال هذه الدراسة، تلک النصوص التي تکشف بقوة ما لعلي (ع) من مکانة في دنيا الاسلام:

فهو: المطهر من الرجس، و هارون الامة، و الذي کفه ککف النبي المصطفي، في العدل، و هو رفيق الحق لا ينفک أحدهما عن الآخر، و هو باب مدينة العلم الإلهي، و فاروق الامة[1] و...و...الخ.

و کل هذه الأوسمة التي زين بها الاسلام صدر علي (ع) کانت ذات مداليل عملية في دنيا الواقع في حياة علي (ع).

فهذه الصفات السامية جاءت ترجمة لواقع صار إليه الإمام (ع) کثمرة للإعداد الرسولي له منذ نعومة أظفاره حتي آخر يوم من أيام المصطفي (ص).

و لعلنا لا ندرک أهمية تلک الأوسمة التي زين بها صدر الإمام (ع) ما لم نسلط بعضا من الضوء علي المقومات العامة لشخصيته سلام الله عليه في هذه الصفحات:









  1. فاروق الامة رواه عن رسول الله (ص) الطبراني و البيهقي و کنز العمال و سواهم، راجع المراجعات لشرف الدين الموسوي/ص 170.