الضحاک بن قيس الفهري
«سر حتي تمر بناحية الکوفة و ترتفع عنها ما استطعت، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي، فأغر عليه، و إن وجدت مسلحة أو خيلا فأغر عليهما.فأقبل الضحاک يأخذ الأموال و يقتل من لقي من الأعراب[1] ، حتي مر ب (الثعلبية) ـو هي قرية تقع علي الطريق المتجه إلي مکةـفأغار خيله علي الحاج فأخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي، و هو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله (ص) فقتله في طريق الحاج عند (القطقطانة) و قتل معه ناسا من أصحابه»[2] . و الغريب أن هذا السفاک کان يتباهي بأعماله تلک التي ليس فيها إلا سخط الخالق، فقد خطب علي منبر الکوفة بعد تلک الوقائع بسنين فقال مفتخرا و مخوفا أهل الکوفة: «أما إني لصاحبکم الذي أغرت علي بلادکم، فکنت أول من غزاها في الاسلام، اعاقب من شئت و أعفو عمن شئت، لقد ذعرت المخدرات في خدورهن[3] ، و إن کانت المرأة ليبکي ابنها فلا ترهبه و لا تسکته إلا بذکر اسمي[4] ، أنا الضحاک بن قيس، أنا أبو أنيس، أنا قاتل عمرو بن عميس»[5] .
أرسله معاوية مع ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف مقاتل، و أوصاه بما يلي: