الضحاك بن قيس الفهري











الضحاک بن قيس الفهري



أرسله معاوية مع ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف مقاتل، و أوصاه بما يلي:

«سر حتي تمر بناحية الکوفة و ترتفع عنها ما استطعت، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي، فأغر عليه، و إن وجدت مسلحة أو خيلا فأغر عليهما.فأقبل الضحاک يأخذ الأموال و يقتل من لقي من الأعراب[1] ، حتي مر ب (الثعلبية) ـو هي قرية تقع علي الطريق المتجه إلي مکةـفأغار خيله علي الحاج فأخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي، و هو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله (ص) فقتله في طريق الحاج عند (القطقطانة) و قتل معه ناسا من أصحابه»[2] .

و الغريب أن هذا السفاک کان يتباهي بأعماله تلک التي ليس فيها إلا سخط الخالق، فقد خطب علي منبر الکوفة بعد تلک الوقائع بسنين فقال مفتخرا و مخوفا أهل الکوفة:

«أما إني لصاحبکم الذي أغرت علي بلادکم، فکنت أول من غزاها في الاسلام، اعاقب من شئت و أعفو عمن شئت، لقد ذعرت المخدرات في خدورهن[3] ، و إن کانت المرأة ليبکي ابنها فلا ترهبه و لا تسکته إلا بذکر اسمي[4] ، أنا الضحاک بن قيس، أنا أبو أنيس، أنا قاتل عمرو بن عميس»[5] .









  1. أي دين هذا الذي يبيح کل تلک الجرائم؟.
  2. الثقفي/الغارات/ص 421، ابن أبي الحديد/ج 2/ص 116، و قد اختصر هذه الفظائع ابن الأثير/ج 3/ص 377، و اختصرها أيضا ابن کثير/ج 7/ص 320.
  3. و هل في هذا فخر؟المخدرة: المرأة المستورة النجبية.
  4. هکذا أصبح اسم هذا السفاح مخيفا للأطفال، فأين هذا من الاسلام؟.
  5. ابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 2/ص 121، الثقفي/الغارات/ص 437.