سفيان بن عوف الغامدي











سفيان بن عوف الغامدي



أمره معاوية أن يدخل العراق منحدرا مع نهر الفرات و أوصاه أن يغير و ينهب و يحرق و يقتل قائلا: «إن هذه الغارات يا سفيان علي أهل العراق، ترهب في قلوبهم، و تجرئ کل من کان له فينا هوي منهم و يري فراقهم، و تدعو إلينا کل من کان يخاف الدوائر.

و خرب کل ما مررت به من القري، و اقتل کل من لقيت ممن ليس هو علي رأيک[1] ، و أحرب الأموال، فإنه شبيه بالقتل، و هو أوجع للقلوب»[2] .

ثم أمر معاوية الناس بالتوجه مع سفيان قائلا ان الخروج معه«وجه عظيم، فيه أجر عظيم»[3] ، فالتحق به ستة آلاف مقاتل، و لم لا، و هم يعلمون أنهم مقبلون علي النهب و السلب و الغارة و انتهاک الأعراض؟

و عمل سفيان ما أمره به معاوية و أضاف إلي ذلک قتله و نهبه لأناس من أهل الذمة کانوا هناک، و قد أجمل الإمام علي (ع) و هو حزين القلب لما جري، وصف أعمال سفيان الغامدي في خطبة له بالکوفة تقطر ألما:

«و قتل منکم رجالا صالحين و قد بلغني أن الرجل من أعدائکم کان يدخل بيت المرأة المسلمة و المعاهدة، فينتزع خلخالها من ساقها و رعثها[4] من أذنها فلا تمتنع منه، ثم انصرفوا وافرين لم يکلم منهم رجل کلما[5] ، فلو أن امرا مسلما مات من دون هذا أسفا، ما کان عندي ملوما بل کان عندي به جديرا»[6] .









  1. ليس المهم أن يکون المقتول مسلما و بريئا، فکل من لم يؤمن بمعاوية يستحق القتل.
  2. الثقفي/الغارات/ص 466.حربه ماله: أخذه منه و ترکه بلا شي ء.
  3. المصدر السابق/ص 467.
  4. الرعث: القرط.
  5. أي لم يجرح منهم رجل جرحا، کناية عن عدم وجود جيش لمقاتلتهم.
  6. الثقفي/الغارات/ص 476.