ارهاب منظم











ارهاب منظم



انتهي التحکيم الذي اقترحه المخدوعون برفع المصاحف في معرکة صفين، و الذين ضغطوا به علي الإمام علي (ع) لإيقاف القتال، انتهي إلي النتيجة التي ذکرناها آنفا.

و منذ ذلک الحين بدأ معاوية يتصرف و کأنه الملک الذي تنبغي إطاعته و راح يجبي أموال الزکاة و الخراج و ما إليهما له وحده بالشام علي الرغم من وجود الإمام علي (ع) خليفة للمسلمين، و اتبع معاوية في ذلک أسلوبا لا يمت إلي الاسلام بصلة، بل حتي لا يمت إلي الجاهلية بصلة أيضا، لأننا نعلم أن الجاهلية علي ما فيها من رذائل کان فيها أيضا قيم معينة لا ينبغي تجاوزها عند أهلها إطلاقها، مثل عدم الاعتداء علي النساء و الأطفال و الضعفاء، و کراهية الغدر و الخيانة، إلا أن کل ذلک أصبح مباحا في شرع معاوية بن أبي سفيان الذي أراد تثبيت ملکه بالارهاب و سفک الدماء.