عثمان يتشاور











عثمان يتشاور



دت أوضاع الولاة المذکورة، السياسية و الإدارية أيام عثمان إلي إثارة سخطالناس و تحرکهم نحو المدينة للمطالبة باصطلاح الأوضاع و تعيين الولاة، و عند ما اشتد ضغط الوفود التي وردت إلي المدينة من المدن و الأمصار و هم يطالبون عثمان بالعدالة و عزل ولاة السوء و الجور، أرسل إلي معاوية بن أبي سفيان، و عبد الله بن سعد بن أبي سرح، و سعيد بن العاص، و عمرو بن العاص، و عبد الله بن عامر، ليشاورهم و قال لهم: «إنکم وزرائي و نصحائي و أهل ثقتي، و قد صنع الناس ما قد رأيتم و طلبوا إلي أن أعزل عمالي، و أن أرجع عن جميع ما يکرهون إلي ما يحبون»[1] .

ارتأي عبد الله بن عامر أن يبعث عثمان بالمسلمين إلي«الجهاد»، و أن يبعدهم عنه في أقاصي الأرض حتي يکونوا أذلاء مشغولين بالقمل الذي في ملابسهم.

أما سعيد بن العاص فأمره أن يقتل قادة القوم، فلا يبقي لأتباعهم اهمية و يتفرقون، و قد عقب عثمان علي هذا الرأي بقوله: «إن هذا الرأي لو لا ما فيه»أي أنه استحسنه إلا أنه خاف عواقبه.

بينما رأي سعيد بن العاص أن الناس أهل طمع و ان علي عثمان أن يغدق عليهم المال ليعطف قلوبهم!

و رأي معاوية أن يقوم کل عامل من عمال الخليفة بمعالجة الموقف مع الثوار الذين في بلده، و من جهته هو، فسيدبر أمر أهل الشام، و هي دعوة للقتل و الاعتقال و الإرهاب.

و تکلم عمرو بن العاص بکلام معتدل قصد منه أن ينقل إلي الناس المحتشدين في المدينة، و تکلم بکلام آخر علي نقيضه عند ما انفرد بعثمان[2] .









  1. الطبري/ج 3/ص 373.
  2. المصدر السابق/ص 380.