رقابة دقيقة لوضع السوق
«کان أمير المؤمنين (ع) کل بکرة يطوف في أسواق الکوفة سوقا سوقا، و معه الدرة علي عاتقه، و کان لها طرفان، و کانت تسمي السبيبة، فيقف عليها سوقا سوقا فينادي: يا معشر التجار! قدموا الاستخارة، و تبرکوا بالسهولة، و اقتربوا من المبتاعين، و تزينوا بالحلم، و تناهوا عن الکذب و اليمين، و تجافوا عن الظلم و أنصفوا المظلومين، و لا تقربوا الربا (و أوفوا المکيال و الميزان بالقسط و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لاتعثوا في الأرض مفسدين)»[1] . و عن أبي النوار قال: «رأيت عليا (ع) وقف علي خياط، فقال له: يا خياط! صلب الخيط، و دقق الدرز، و قارب الغرز، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: يؤتي يوم القيامة بالخياط الخائن و عليه قميص و رداء مما خاطه، و خان فيه، فيفتضح علي رؤوس الأشهاد.ثم قال: يا خياط! إياک و الفضلات و السقطات فإن صاحب الثوب أحق بها»[2] . هکذا جسد الإمام أمير المؤمنين (ع) المخطط الاسلامي للعدالة الاجتماعية بأدق صورها، و هکذا عامل الامة بالرفق و الحب فعايش آمالها و آلامها حتي قطفت أروع ثمرات العدل في تاريخها کما کانت في عهد رسول الله (ص) سواء بسواء.
و لقد کان الإمام علي (ع) حريصا علي تجسيد العدالة الاقتصادية في مرافق الحياة الانسانية کافة، و من أجل ذلک فقد التزم خطة لمراقبة السوق من ناحية البيع و الشراء و طبيعة ما يعرض للبيع، للحيلولة دون التطفيف في المکاييل و التلاعب بالأسعار أو الغش، فعن الإمام الباقر (ع) قال: