في كفالة رسول الله











في کفالة رسول الله



و بعد أن مضت ست سنوات علي ولادة علي (ع) اصيبت قريش بأزمة اقتصادية خانقة، و قد کانت وطأتها شديدة علي أبي طالب، إذ کان رجلا ذا عيال کثيرة، و کهفايلوذ به المحتاج و الفقير، بحکم مرکزه الاجتماعي في مکة، تري أيرضي المصطفي (ص) و بنو هاشم، أن تقسو الحياة علي عميدهم؟!

أقبل رسول الله (ص) علي عمه العباس بن عبد المطلب، و هو أثري بني هاشم يومها، فخاطبه بقوله: «يا عم! إن أخاک أبا طالب کثير العيال، و قد أصاب الناس ما تري فانطلق بنا إلي بيته لنخفف من عياله، فتأخذ أنت رجلا واحدا، و آخذ أنا رجلا فنکفلهما عنه»[1] .

و قوبل رأي المصطفي (ص) بالتأييد و الرضا من قبل عمه العباس، فأسرع إلي أبي طالب، و خاطباه بالأمر، فاستجاب لما عرضا قائلا: «إذا ترکتما لي عقيلا و طالبا، فاصنعا ما شئتما»[2] .

فأخذ العباس جعفرا.

و أخذ رسول الله (ص) عليا (ع)، و کان عمره يومئذ ستة أعوام[3] و قد قال (ص) بعد أن اختار عليا (ع): «قد اخترت من اختاره الله لي عليکم: عليا»[4] .

و هکذا آن لعلي أن يعيش منذ نعومة أظفاره في کنف محمد رسول الله (ص): حيث نشأ في رعايته، و شرب من ينابيع مودته و حنانه، و رباه وفقا لما علمه ربه تعالي، و لم يفارقه منذ ذلک التاريخ، حتي لحق الرسول (ص) بالرفيق الأعلي.









  1. ابن الصباغ المالکي/الفصول المهمة/ص 14، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 151.
  2. سيرة ابن هشام/ط دار إحياء التراث العربي (بيروت) /ص 263، المجلسي/بحار الأنوار/ج 35/ص 44، نقلا عن کنز العمال، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 15.
  3. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 15.
  4. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 15، نقلا عن البلاذري و الاصفهاني.