في خلافة أبي بكر











في خلافة أبي بکر



1ـ فکر أبو بکر بغزو الروم فاستشار جماعة من الصحابة فقدموا و أخروا، و لم يقطعوا برأي، فاستشار عليا (ع) في الأمر فقال: إن فعلت ظفرت.فقال أبو بکر: بشرت بخير.و أمر أبو بکر الناس بالخروج بعد أن أمر عليهم خالد بن سعيد[1] .

2ـ أراد أبو بکر أن يقيم الحد علي شارب خمر.فقال الرجل: إني شربتها و لا علم لي بتحريمها، فأرسل إلي الإمام يسأله عن ذلک فقال (ع): «مر نقيبين من رجال المسلمين يطوفان به علي المهاجرين و الأنصار و ينشدانهم هل فيهم أحد تلا عليه آية التحريم أو أخبره بذلک عن رسول الله (ص)، فإن شهد بذلک رجلان منهم فأقم الحد عليه، و إن لم يشهد أحد بذلک، فاستتبه و خل سبيله». ففعل الخليفة ذلک، فعلم صدق الرجل فخلي سبيله[2] .

3ـ عن محمد بن المنکدر، أن خالد بن الوليد کتب إلي الخليفة أبي بکر أنه وجد رجلا في بعض ضواحي العرب، ينکح کما تنکح المرأة، و أن أبا بکر جمع لذلک ناسامن أصحاب رسول الله (ص) و کان فيهم علي بن أبي طالب أشدهم يومئذ قولا، فقال:

إن هذا ذنب لم تعمل به امة من الامم إلا امة واحدةـيعني قوم لوطـفصنع الله بها ما قد علمتم، أري أن تحرقوه بالنار، فکتب أبو بکر بذلک إلي ابن الوليد[3] .

4ـ قدم جاثليق النصاري يصحبه مائة من قومه، فسأل أبا بکر أسئلة، فدعا عليا (ع) فأجابه عنها، و نکتفي منهاـکنموذجـبسؤال واحد من أسئلة الجاثليق: أخبرني عن وجه الرب تبارک و تعالي.

فدعا علي (ع) بنار و حطب، و أضرمه، فلما اشتعلت قال: أين وجه هذا النار؟قال الجاثليق: هي وجه من جميع حدودها.فقال علي (ع): «هذه النار مدبرة مصنوعة، لا يعرف وجهها، و خالقها لا يشبهها، و لله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثم وجه الله لا تخفي علي ربنا خافية»[4] .

5ـ و أرسل ملک الروم رسولا إلي أبي بکر يسأله عن رجل لا يرجو الجنة و لا يخاف النار، و لا يخاف الله، و لا يرکع و لا يسجد و يأکل الميتة و الدم، و يشهد بما لم ير و يحب الفتنة و يبغض الحق، فأخبر بذلک عليا (ع) فقال:

«هذا رجل من أولياء الله: لا يرجو الجنة و لا يخاف النار، و لکن يخاف الله و لا يخاف من ظلمه، و إنما يخاف من عدله، و لا يرکع و لا يسجد في صلاة الجنازة، و يأکل الجراد و السمک، و يأکل الکبد، و يشهد بالجنة و النار و هو لم يرهما، و يحب المال و الولد (إنما أموالکم و أولادکم فتنة)، و يشهد بالجنة و النار و هو لم يرهما، و يکره الموت و هو حق»[5] .









  1. تاريخ اليعقوبي/ج 2/ص 111.
  2. ابن شهر آشوب/مناقب آل أبي طالب/ج 2/ص 356.
  3. علي و الخلفاء/ص 63، کنز العمال/ج 3/ص 99.
  4. علي و الخلفاء/ص 60، التستري/قضاء أمير المؤمنين/ط مؤسسة الأعلمي (بيروت) /ص 86.
  5. ابن شهر آشوب/مناقب آل أبي طالب/ج 2/ص 358.