علي و مکانته في الرسالة الاسلامية
«ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما ورد لعلي (رض)»[1] . و قد انطوي القرآن الکريم و السنة الشريفة و التاريخ الصحيح علي نصوص و روايات تنطق کلها بالثناء علي علي و وجوب سلوک سبيله و خطه، و هو الذي نزل في حقه من القرآن الکريم ثلاث مئة آية: «أخرج ابن عساکر عن ابن عباس قال: نزلت في علي ثلاث مئة آية»[2] . فمرة تأتي صورة الثناء أو سمة يضعها الاسلام علي صدره فيميز عن سواه من صحابة و أتباع، و مرة علي شکل أحکام و أوامر تلزم المسلمين علي التزام علي (ع) إماما و منهجا و خطا. فمن أو سمة التقدير التي نالها علي (ع) من الله تعالي و من رسوله (ص) ما يلي: 1ـ (إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت و يطهرکم تطهيرا). (الأحزاب/33) ذهب المفسرون لهذه الآية أنها نزلت في رسول الله (ص) و علي و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين (ع) حين دعا الرسول (ص) بعباءة و جللهم بها، و لما نزلت الآية قالت ام سلمة زوجة الرسول (ص): هل أنا من أهل بيتک؟قال: لا، و لکنک علي خير[3] ، رغم جلالة ام سلمة و علو شأنها بين نساء النبي (ص).
لم يحظ رجل في الاسلام بما حظي به علي بن أبي طالب (ع) من ثناء و تکريم من قبل الرسالة الاسلامية، و حثها المتزايد علي تقديره و انتهاج سبيله حتي قال أحمد بن حنبل: