شعر في سيدنا أبي طالب











شعر في سيدنا أبي طالب



نختم البحث هاهنا عن ايمان سيدنا أبي طالب سلام الله عليه بقصيدة شيخ الفقه والفلسفة والاخلاق شيخنا الاکبر آية الله الشيخ محمد الحسين الاصبهاني النجفي قال:


نورالهدي في قلب عم المصطفي
في غاية الظهور في عين الخفا


في سره حقيقة الايمان
سرتعالي شاءنه عن شان


ايمانه يمثل الواجب في
مقام غيب الذات والکنز الخفي


ايمانه المکنون سام اسمه
إلا المطهرون لايمسه


ايمانه بالغيب غيب ذاته
له التجلي التام في آيته آياته


عند أولي الابصار
أجلي من الشمس ضحي النهار


وهو کفيل خاتم النبوة
وعنه قدحامي بکل قوة


ناصره الوحيد في زمانه
ورکنه الشديد في أوانه


عميد أهله زعيم أسرته
وکهفه الحصين يوم عسرته


حجابه العزيز عن أعدائه
وحرزه الحريز في ضرائه


فما أجل شرفا وجاها
من حرز ياسين وکهف طاها


قام بنصرة النبي السامي
حتي استوت قواعد الاسلام


جاهد عنه أعظم الجهاد
حتي علا أمر النبي الهادي


حماه عن أذي قريش الکفرة
بصولة ذلت لها الجبابرة


صابرکل محنة وکربة
والشعب من تلک الکروب شعبه


أکرم به من ناصر وحامي
وکافل لسيد الانام کفاه


فخرا شرف الکفالة
لصاحب الدعوة والرسالة


لسانه البليغ في ثنائه
أمضي من السيف علي أعدائه


له من المنظوم والمنثور
ماجعل العالم ملاءالنور


ينبئ عن ايمانه بقلبه
وإنه علي هدي من ربه

[صفحه 28]

وأشرقت أم القري بنوره
وکل نورهو نورطوره


وکيف لا؟ وهو أبوالانوار
ومطلع الشموس والاقمار


مبدأکل نير وشارق
وکيف وهو مشرق المشارق؟


بل هو بيضاء سماء المجد
مليک عرشه أبا عن جد


له السمو کابرا عن کابر
فهو تراثه من الاکابر


أزکي فروع دوحة الخليل
فياله من شرف أصيل


بل شرف الاشراف من عدنان
ملاذها في نوب الزمان


له من السمو ما يسمو علي
ذري الصراح والسماوات العلي


وکيف لا؟ وهو کفيل المصطفي
أبوالميا مين الهداة الخلفا


ووالد الوصي والطيار
وهو لعمري منتهي الفخار


بضوئه أضاءت البطحاء
لا بل به أضاءت السماء


والنير الاعظم في سمائه
مثل السهي في النور من سيمائه


کيف؟ ومن غرته تجلي
لاهله نورالعلي الاعلي


سادالوري بمکة المکرمة
فحاز بالسؤدد کل مکرمه


بل هو فخرالبلد الحرام
بل شرف المشاعر العظام


وقبلة الآمال والاماني
بل مستجار کعبة الايمان


وفي حمي سؤدده وهيبته
تم لداع الحق أمردعوته


ماتمت الدعوة للمختار
لولاه فهو أصل دين الباري


کيف؟ وظل الله في الانام
في ظله دعي إلي الاسلام


وانتشر الاسلام في حماه
مکرمة مانالها سواه


رايته علت بعالي همته
کفاه هذا في علو رتبته


مفاخر يعلوبها الفخار
مآثر تحلوبها الآثار


ذاک أبوطالب المنعوت
من قصرت عن شأنه النعوت


يجل عن أي مديح قدره
لکنه يحيي القلوب ذکره


«القصيدة»

[صفحه 29]

ومن قصيدة للعلامة الحجة شيخنا الشيخ عبدالحسين صادق العاملي قدس سره قوله:


لو لاه ماشد أزر المسلمين ولا
عين الحنيفة سالت في مجاريها


آوي وحامي وساوي قيد طاقته
عن خير حاضرها طرا وباديها


ماکان ذاک الحفاظ المرأطة أر
حام وضرب عروق فار غاليها


بل للاله کما فاهت روائعه ال
عصماء في کل شطر من قوافيها


ضاقت بمارحبت أم القري برسو
ل الله من بعده واسود ضاحيها


فانصاع يدعوله بالخير مبتهلا
بدعوة ليس بالمجبوه داعيها


لولم تکن نفس عم المصطفي طهرت
مافاه فوه بمافيه ينجيها


عاما قضي عمه فيه وزوجته
قضاه بالحزن يبکيه ويبکيها


أعظم بايمان مبکي المصطفي سنة
أيامها البيض أدجي من لياليها


من صلبه ايبثت الانوار قاطبة
فالمرتضي بدؤ هاوالذخر تاليها


هذا أبوطالب شيخ الاباطح وهذه نبذة من آيات ايمانه الخالص، ماکتبناها عليهم إلاابتغاء رضوان الله[1] ليستيقن الذين أوتوا الکتاب ويزداد الذين آمنوا ايماناولا يرتاب الذين أوتوا الکتاب والمؤمنون[2] والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنااغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنک رءوف رحيم.[3] .

[صفحه 30]



صفحه 28، 29، 30.





  1. سورة الحديد: 27.
  2. سورة المدثر: 31.
  3. سورة الحشر: 10.