عمر لايحب الباطل











عمر لايحب الباطل



أخرج أبونعيم في حلية الاولياء 46: 2 من طريق الاسود بن سريع قال: أتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقلت: قدحمدت ربي بمحامد ومدح وإياک. فقال: إن ربک عزوجل يحب الحمد. فجعلت أنشده، فاستأذن رجل طويل أصلع فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم: اسکت فدخل فتکلم ساعة ثم خرج فأنشدته ثم جاء فسکتني النبي صلي الله عليه وسلم فتکلم ثم خرج، ففعل ذلک مرتين أوثلاثا فقلت: يارسول الله من هذا الذي أسکتني له؟ فقال: هذا عمر، رجل لايحب الباطل.

ومن طريق آخرعن الاسود التميمي قال: قدمت علي النبي صلي الله عليه وسلم فجعلت أنشده فدخل رجل أقني[1] فقال لي: امسک. فلما خرج قال: هات. فجعلت أنشده فلم ألبث أن عاد فقال لي: امسک. فلما خرج قال: هات. فقلت: من هذا يانبي الله الذي إذا دخل قلت: امسک، وإذا خرج قلت: هات؟ قال: هذا عمر بن الخطاب وليس من الباطل في شئ.

ومن طريق آخر عن الاسود قال: کنت أنشده صلي الله عليه وسلم ولا اعرف أصحابه حتي

[صفحه 90]

جاء رجل بعيد مابين المناکب أصلع؟ فقيل: اسکت اسکت. قلت: واثکلاه من هذاالذي أسکت له عند النبي صلي الله عليه وسلم؟ فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد انه کان يهون عليه لو سمعني أن لايکلمني حتي يأخذ برجلي فيسحبني إلي البقيع.

قال الاميني: هل علمت رواة السوء بالذي تلوکه بين أشداقها؟ أم درت فتعمدت؟ أم أن حب عمر والمغالاة في فضائله أعمياهم عن تبعات هذا القول الشائن؟ إنها لاتعمي الابصار ولکن تعمي القلوب التي في الصدور.

يقول القائل: إن ما أراد انشاده محامد ومدح لله ولرسوله فيجيزه رسول الله صلي الله عليه وآله ويقول: إن ربک عزوجل يحب الحمد. فأي باطل في هذا حتي يبغضه عمر؟ ولوکان باطلا؟ لمنعه رسول الله صلي الله عليه وآله قبل عمر، وأي نبي هذا يتقي رجلا من امته ولا يتقي الله؟ وکيف خشي الرجل أن يسحبه عمر برجله إلي البقيع ولم يخش رسول الله صلي الله عليه وآله أن يفعل به ذلک أو يأمر فيفعل به؟ أو أن عمر ما کان يميز بين الحق و الباطل فيحسب أن کل ما ينشد من الباطل، فيجاريه النبي صلي الله عليه وآله علي مزعمة؟ فهل علم الراوي أو المؤلف بهذه المفاسد، أولا؟.


فان کان لا يدري فتلک مصيبة
وإن کان يدري فالمصيبة أعظم



صفحه 90.





  1. قني الانف وأقني: ارتفع وسط قصبته وضاق منخراه.