الغناء في المذاهب الاربعة











الغناء في المذاهب الاربعة



1- حرمه إمام الحنفية وعده وسماعه من الذنوب، وهذا مذهب مشايخ أهل الکوفة: سفيان. وحماد. وابراهيم. والشعبي. وعکرمة.

2- عن مالک إمام المالکية انه نهي عن الغناء وعن استماعه وقال: إذا اشتري أحد جارية فوجدها مغنية فله أن يردها بالعيب. وهو مذهب ساير أهل المدينة إلا ابراهيم بن سعد وحده.

وسئل مالک: ماترخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.

وسئل مالک عن الغناء؟ فقال: قال الله تعالي: فماذا بعد الحق إلاالضلال. أفحق هو؟

3- ونقل التحريم عن جمع من الحنابلة علي ماحکاه شارح المقنع، وعن عبدالله بن الامام أحمد انه قال: سألت أبي عن الغناء. فقال: ينبت النفاق في القلب لايعجبني ثم ذکر قول مالک: إنمايفعله عندنا الفساق.

4- وصرح أصحاب الشافعي العارفون بمذهبه بتحريمه وأنکروا علي من نسب إليه حله کالقاضي أبي الطيب وله في ذم الغناء والمنع عنه کتاب مصنف، والطبري والشيخ أبي اسحاق في التنبيه.

وقال أبوالطيب الطبري: أما سماع الغناء من المرأة التي ليست بمحرم فان أصحاب الشافعي لايجوزوه سواء کانت حرة أو مملوکة. قال: وقال الشافعي: وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته، ثم غلظ القول فيه فقال: فهي دياثة. و إنما جعل صاحبها سفيها لانه دعاالناس إلي الباطل ومن دعا الناس کان سفيها.

[صفحه 73]

وقال ابن الصلاح: هذاالسماع حرام باجماع أهل الحل والعقد من المسلمين.

وقال الطبري: أجمع علماء الامصار علي کراهة الغناء والمنع منه، وإنما فارق الجماعة ابراهيم ابن السعد، وعبيدالله العنبري.

وسئل القاسم ابن محمد عن الغناء فقال: أنهاک عنه وأکرهه لک. فقال السائل. أحرام هو؟ قال: انظريابن أخي إذا ميزالله تعالي الحق من الباطل في أيهما يجعل سبحانه الغناء؟ وقال: لعن الله المغني والمغني له.

وقال المحاسبي في رسالة الانشاء: الغناء حرام کالميتة.

وفي کتاب التقريب: ان الغناء حرام فعله وسماعه.

وقال النحاس: ممنوع بالکتاب والسنة.

وقال القفال لاتقبل شهادة المغني والرقاص.

راجع سنن البيهقي 224: 10، نقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص 246 -242، تفسير القرطبي 56 و 55 و 52 و 51: 14، الدر المنثور 59. 5، عمدة القاري للعيني 160: 5، تفسير الآلوسي 69 و 68: 21.

وفي مفتاح السعادة 334: 1: وقد قيل: التلذذ بالغناء وضرب المناهي کفر.

قال الاميني: لعل القائل أخذ بما أخرجه أبويعقوب النيسابوري من حديث أبي هريرة مرفوعا: استماع الملاهي معصية، والجلوس عليها فسق، والتلذذ بها کفر. نيل الاطار 264: 8.

وعن ابراهيم بن مسعود: الغناء باطل والباطل في النار. وعنه: الغناء ينبت النفاق في القلب کما ينبت الماء البقل. وعنه: إذا رکب الرجل الدابة ولم يسم ردفه شيطان فقال: تغنه. فان کان لا يحسن قال: تمنه.

ومر ابن عمر رضي الله عنه بقوم محرمين وفيهم رجل يغني قال: الا لا سمع الله لکم. ومر بجارية صغيرة تغني فقال: لوترک الشيطان أحدا لترک هذه.

وقال الضحاک: الغناء منفدة للمال، مسخطة للرب، مفسدة للقلب.

وقال يزيد بن الوليد الناقص: يابني أمية إياکم والغناء فانه ينقص الحياء، و يزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وأنه لينوب عن الخمر، ويفعل مايفعل السکر، فإن کنتم

[صفحه 74]

لابد فاعلين فجنبوه النساء فان الغناء داعية الزنا.

وفيما کتب عمربن عبدالعزيز إلي سهل مولاه: بلغني عن الثقات من حملة العلم ان حضور المعازف واستماع الاغاني واللهج بهما، ينبت النفاق في القلب، کما ينبت الماء العشب.

وقيل: الغناء جاسوس القلب، وسارق المروءة والعقل، يتغلغلل في سويداء القلوب،ويطلع علي سرائر الافئدة، ويدب إلي بيت التخييل، فينشر ماغرزفيها من الهوي والشهوة والسخافة والرعونة، فبينما تري الرجل وعليه سمت الوقار، وبهاء العقل، وبهجة الايمان، ووقار العلم، وکلامه حکمة، وسکوته عبرة، فاذا سمع الغناء نقص عقله وحياؤه، وذهب مروءته وبهاؤه، فيستحسن ماکان قبل السماع يستقبحه، ويبدي من أسراره ماکان يکتمه، وينتقل من بهاء السکوت والسکون إلي کثرة الکلام والهذيان والاهتزار کأنه جان وربما صفق بيديه، ودق الارض برجليه، وهکذا تفعل الخمر إلي غير ذلک.

راجع سنن البيهقي 223: 1، نقدالعلم والعلماء لابن الجوزي ص 250، تفسير الزمخشري 411: 2، تفسير القرطبي 52: 14، إرشاد الساري 164. 9، الدر المنثور 160 و 159: 5، کنز العمال 333: 7، تفسير الخازن 46: 3، تفسير الشوکاني 228: 4، نيل الاطار 264: 8، تفسير الآلوسي 68 و 67: 21.



صفحه 73، 74.