عمر أقرأ الصحابة وأفقههم











عمر أقرأ الصحابة وأفقههم



عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال: أمرت أن أقرأ القرآن علي عمر. ذکره الحکيم الترمذي في نوادر الاصول 58.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: کان عمر أتقانا للرب، وأقرأنا لکتاب الله. أخرجه الحاکم في المستدرک ج 3 ص 86.

وذکر المحب الطبري نقلا عن علي بن حرب الطائي من طريق ابن مسعود انه قال لزيد بن وهب: إقرأ بما أقرأکه عمر، إن عمر أعلمنا بکتاب الله وأفقهنا في دين الله[1] .

هذه مراسيل مقطوعة عن الاسناد، وانصف الحاکم إذ سکت عن إسناد ما أخرجه اوانه لم يقف عليه فيصححه، وسکت عنه الذهبي للعلة نفسها، وأحسب ان بطلان هذه

[صفحه 63]

الروايات في غني عن إبطال إسنادها، فان العناية الالهية لوشملت الخليفة بحيث أمر نبيه صلي الله عليه وآله بقراءة القرآن عليه، لابد وأن تشمله بالتمکن من تلقيه وضبطه و حفظه وفقهه والوقوف علي مغازيه والعمل به، وأن يکون أقرأ کما في رواية الحاکم، أو أعلم وأفقه کما في رواية الطائي، إذن فما تلکم الجهود المتعبة في تعلم سورة البقرة فحسب طيلة اثنتي عشرسنة؟ کما مر في الجزء السادس ص 196 ط 2.

وماهاتيک الاحکام الشاذة عن موارد من القرآن الکريم؟1- کحکمه للجنب الفاقد للماء بترک الصلاة ذهلا عن قوله تعالي في سورة النساء: 43، وفي سورة المائدة: 6.

2- وحکمه علي إمرأة ولدت لستة أشهر بالرجم، ونصب عينه الآية الکريمة: حمله وفصاله ثلاثون شهرا. وقوله تعالي: والوالدات يرضعن اولادهن حولين کاملين.

3- ونهيه عن المغالاة في مهور النساء، وبين يديه قوله تعالي: وآتيتم إحداهن قنطارا.

4- وجهله بمعني الاب وهو يتلو: متاعا لکم ولانعامکم.

5- وحسبانه ان الحجر الاسعد لايضر ولا ينفع جهلا بمغزي قوله تعالي: و إذا أخذ ربک من بني آدم من ظهورهم. الآية.

6- ونهيه عن الطيبات في الحياة الدنيا تمسکا بقوله تعالي: اذهبتم طيباتکم في حياتکم الدنيا ذاهلا عما قبله، غير ملتفت إلي الآية الاخري: قل من حرم زينة الله التي اخرجت للناس. الآية.

7- وجهله بمعاريض الکلم المتخذة من الکتاب.

8- وأمره برجم الزانية المضطرة، وفي الذکر الحکيم: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه.

9- وتجسسه عن صوت ارتاب به فتسلق الحائط ودخل البيت ولم يسلم غير مکترث لآيات ثلاث: لاتجسسوا. وأتوا البيوت من أبوابها. فاذا دخلتم بيوتا فسلموا.

10- وجهله بالکلالة وبمسمع منه آية الصيف.

11- وقوله بتعذيب الميت ببکاء الحي کأنه لم يقرأ قوله تعالي: ولا تزر وازرة وزر أخري.

[صفحه 64]

12- وقوله الشاذ في الطلاق قصورا منه عن فهم قوله تعالي: الطلاق مرتان.

13- ونهيه عن متعة الحج وهو يتلو قوله تعالي: وأتموا الحج والعمرة لله. الآية.

14- وتحريمه متعة النساء ذهولا منه عن قوله تعالي: فما ستمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن. الآية.

تجد تفاصيل هذه الجمل في نوادر الاثر من الجزء السادس من کتابنا هذا، وهناک موارد کثيرة من القرآن، لم يهتداليها، وتجد جملة منها في طيات أجزاء کتابنا هذا.

فهل من السائغ في شريعة الحجي أن يکون الاقرأ والاعلم والافقه بهذه المثابة من الابتعاد عن الآي الشريفة، ومراميها الکريمة، ولوکان کمازعموه فما قوله في خطبته الصحيحة الثابتة له باسناد صحيح رجاله کلهم ثقات: «من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن کعب، ومن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأ ت معاذبن جبل، و من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت». راجع ج 191: 6 ط 2.



صفحه 63، 64.





  1. الرياض النضرة 8: 2.