اما التقدم في الإسلام
وکتب الأثر والتاريخ ملاء من ذکر ذلک عن الرسول والوصي والصحابة والتابعين علي وجه لا يدع مجالا للشک والريب فإليک بعضها: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): (أولکم واردا- وورودا- علي الحوض أولکم إسلاما علي بن أبي طالب)[1] , وقال (صلي الله عليه وآله): لابنته فاطمة: (أما ترضين إني زوجتک أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما)[2] , وقال لها أيضا: (انه لأول أصحابي إسلاما أو: اقدم أمتي سلما وأکثرهم علما وأعظمهم حلما)[3] وقال مشيرا إلي علي: (أن هذا أول من آمن بي وهو أول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأکبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب الدين)[4] . وقال الإمام علي (عليه السلام): (أنا أول من اسلم مع النبي)[5] . وقال: (أنا أول من صلي مع رسول الله)[6] وقال: (أسلمت قبل أن يسلم الناس بسبع سنين)[7] . وقال: (بعث رسول الله يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء)[8] . وقال: (أنا الصديق الأکبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بکر وأسلمت قبل أن يسلم أبو بکر)[9] وقال: (أنا عبد الله وأخو رسوله, وأنا الصديق الأکبر لا يقولها بعدي إلا کذاب مفتر. لقد صليت قبل الناس سبع سنين)[10] وقال في کتاب له إلي معاوية: (إن أولي الناس بأمر هذه الأمة قديما وحديثا أقربها إلي رسول الله, واعلمها بالکتاب وافقهها في الدين وأولها إسلاما وأفضلها جهادا)[11] . وقال عمر بن الخطاب: (أما علي فسمعت رسول الله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تکون لي واحدة منهن وکانت احب إلي مما طلعت عليه الشمس, کنت أنا وأبو عبيدة وأبو بکر وجماعة من أصحابه, إذ ضرب النبي علي منکب علي (عليه السلام) فقال له: (يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسي)[12] . وقال عبد الله بن عباس: (أول من صلي علي)[13] . وقال سلمان الفارسي: (أول هذه الأمة ورودا علي نبيها الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب)[14] . وقال زيد بن الأرقم: (أول من آمن بالله بعد رسول الله علي بن أبي طالب (عليه السلام))[15] . وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: (بعث النبي (صلي الله عليه وآله) يوم الاثنين وصلي علي يوم الثلاثاء)[16] وقال بريدة الأسلمي: (أوحي إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم الاثنين صلي علي يوم الثلاثاء)[17] . وقال أبو ذر الغفاري والمقداد الکندي وأبو سعيد الخدري: (أن علي بن أبي طالب أول من اسلم)[18] . وقال أبو رافع: (صلي النبي (صلي الله عليه وآله) أول يوم الاثنين, وصلت خديجة آخره, وصلي علي يوم الثلاثاء من الغد)[19] . قال عفيف الکندي: جئت في الجاهلية إلي مکة وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فأتيت العباس بن عبد المطلب وکان رجلا تاجرا فأنا عنده جالس حيث انظر إلي الکعبة وقد حلقت الشمس في السماء فارتفعت وذهب إذ جاء شاب فرمي ببصره إلي السماء ثم قام مستقبل الکعبة ثم لم البث إلا يسيرا حتي جاء غلام فقام علي يمينه, ثم لم البث إلا يسيرا حتي جاءت امرأة فقامت خلفهما فرکع الشاب فرکع الغلام والمرأة, فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة, فقلت: يا عباس أمر عظيم. قال العباس: أمر عظيم أتدري من هذا الشاب؟ قلت: لا. قال: هذا محمد بن عبد الله ابن أخي, أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي, أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته. أن ابن أخي هذا اخبرني أن ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه. ولا والله ما علي الأرض کلها أحد علي هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة[20] . قال بن عبد البر في الاستيعاب: اتفقوا علي أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه بما جاء به ثم علي بعدها[21] . وقال الحاکم صاحب المستدرک في کتاب المعرفة[22] : (ولا اعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أولهم إسلاما). هذا غيض من فيض مما جاء في الموضوع[23] . قدمناه إلي القارئ الکريم ليبدو له جليا ويعلم بوضوح أن عليا (عليه السلام) هو أول من استجاب لله تعالي والمتفرد بالفوز بهذه الفضيلة السامية. قال سبحانه: (والسابقون السابقون* أولئک المقربون)[24] .
فقد تسالم المحققون من المسلمين وغيرهم علي أن عليا (عليه السلام) هو أول من اسلم وجها لله وتمسک بالدين الإسلامي الحنيف من الرجال. لم يسبقه في ذلک أبو بکر ولا غيره, کيف لا؟!