ترجمة ابن داغر الحلي











ترجمة ابن داغر الحلي



الشيخ مغامس بن داغر الحلي، طفح بذکر المغامس في حب آل الله صلي الله عليهم غير واحد من المعاجم المتأخرة کالحصون المنيعة للعلامة الشيخ علي آل کاشف الغطاء، والطليعة للعلامة السماوي، والبابليات للخطيب اليعقوبي، وذکر شطرا من شعره

[صفحه 28]

شيخنا فخر الدين الطريحي في المنتخب، والاديب الاصبهاني في التحفة الناصرية،و تضمن غير واحد من المجاميع قريظه المتدفق بمدح أهل بيت الوحي أئمة الهدي و رثائهم صلوات الله عليهم حتي جمع منها الشيخ السماوي ديوانا باسم المترجم يربو علي ألف وثلثمائة وخمسين بيتا ولعل التالف منها أکثر وأکثر.

فهو من شعراء أهل البيت المکثرين المتفانين في حبهم وولائهم غير أن الدهر أنسي ذکره الخالد، ولعل هذا الانقطاع عن غيرهم عليهم السلام هو الذي قطع إطراد ذکره في جملة من الموسوعات أو المعاجم لمن لا يألف إلي ودهم کما فعلوا ذلک بالنسبة إلي کثيرين من أمثال المترجم فترکوا ذکره أو أثبتوه بصورة مصغرة، وعندهم مکبرات لذکريات اناس هم دون اولئک في الفضيلة والادب، وکم للتاريخ من جنايات في الخفض والرفع، والجر والنصب، لا تستقصي؟

کان الشيخ مغامس من إحدي القبائل العربية في ضواحي الحلة الفيحاء فهبطها للدراسة، ولم يبارحها حتي قضي بها نحبه شاعرا خطيبا، في أواسط القرن التاسع و يعرب شعره عن انه کان له شوط في مضمار الخطابة کما کان يرکض في کل حلبة من حلبات القريض قال:


فتارة أنظم الاشعار ممتدحا
وتارة أنثر الاقوال في الخطب


وکان أبوه داغر شاعرا مواليا وهو الذي علمه قرض الشعر ومرنه علي ولاء العترة الطاهرة کما يأتي في قوله:


أعملت في مدحکم فکري فعلمني
نظم المديح وأوصاني بذاک أبي


فحيي الله الوالد والولد. وإليک فهرست قصائده التي وقفنا عليها في مجاميع الادب:

(1) محب الليالي في مساعيه متعب
يساق اليه حتفه وهو يدأب


(عدد الابيات 93)


(2) تذکر ما أحصي الکتاب فتابا
وحاذر من مس العذاب عقابا


(عدد الابيات 92)


(3) أصبحت للتقوي بجهلک تدعي
دعواک باطلة إذا لم تقلع


(عدد الابيات 81)


(4) هل حين عممه المشيب وقنعا؟
أتراه يصنع في الهداية مصنعا؟


(عدد الابيات 90)

[صفحه 29]

(5) أتطلب دنيا بعد شيب قذال؟[1] .

وتذکر أياما مضت وليالي؟


(عدد الابيات 92)


توجد جملة من هذه القصيدة في المنتخب 45:2 ط بمبئ.


(6) فصلت صروف الحادثات مفاصلي
وأصاب سهم النائبات مقاتلي


قطع الزمان عري قواي وکلما
قطع الزمان فما له من واصل


(عدد الابيات 77)


هذه القصيدة ذکرها شيخنا الطرحي في المنتخب 36:2.


(7) لغيرک يا دنيا ثنيت عناني
وذاک لامر عن غناک عناني


(عدد الابيات 99)


توجد هذه القصيدة برمتها في المنتخب 58:2.


(8) لبني الهادي مناحي
في غدوي ورواحي


صاح ما قلبي بصاح
ما لحزني من براح


(عدد الابيات 105)


(9) هجر الغمض وسادي
وکوي الحزن فؤادي


فحياتي في نکادي
لقتيل ابن زياد


(عدد الابيات 62)


(10) ليتني کنت فداء للحسين
وهو بالطف قطيع الودجين


ينظرالشمر بعين وبعين
ينظر النسوة بين العسکرين


(عدد الابيات 106)


(11) بکيت وما لريعان الشباب
ولا لدروس منزلة خراب


ولا لفوات عيش مستطاب
ولا لفراق زينب والرباب


(عدد الابيات 80)


(12) صحبتک لا اني بودک مغرم
فبيني فغيري في هواک المتيم


(عدد الابيات 88)


(13) رحل الشباب وانه لکريم
وفراغه عند النفوس عظيم


(عدد الابيات 81)


(14) أزال الشباب الغض عنک مزيل
فهل أنت للبيض الحسان خليل؟


(عدد الابيات 75)


(15) يمدح بها النبي الاعظم صلي الله عليه واله وسلم قوله:


عرج علي المصطفي يا سائق النجب
عرج علي خير مبعوث وخير نبي


عرج علي السيد المبعوث من مضر
عرج علي الصادق المنعوت في الکتب


عرج علي رحمة الباري ونعمته
عرج علي الابطحي الطاهر النسب


رآه آدم نورا بين أربعة
لالاؤها فوق ساق العرش من کثب


فقال: يارب من هذا؟ فقيل له
قول المحب وما في القول من ريب

[صفحه 30]

هم أولياءي وهم ذرية لکما
فقر عينا ونفسا فيهم وطب


أما وحقهم لولا مکانهم
مني لما دارت الافلاک بالقطب


کلا ولا کان من شمس ولا قمر
ولا شهاب ولا افق ولا حجب


ولا سماء ولا أرض ولا شجر
للناس يهمي عليه واکف السحب


ولا جنان ولا نار مؤججة
جعلت أعداءهم فيها من الحطب


وقال للملا الاعلي: ألا أحد
ينبي بأسمائهم صدقا بلا کذب


فلم يجيبوا فأنبا آدم بهم
لها بعلم من الجبار مکتسب


فقال للملا الاعلي: اسجدو اکملا
لآدم واطيعوا واتقوا غضبي


وصير الله ذاک النور ملتمعا
في الوجه منه بوعد منه مرتقب


وخاف نوح فناجي ربه فنجا
بهم علي دسر الالواح والخشب


وفي الجحيم دعا الله الخليل بهم
فأخمدت بعد ذاک الحر واللهب


وقد دعا الله موسي إذ هوي صعقا
بحقهم فنجا من شدة الکرب


فظل منتقلا والله حافظه
علي تنقله من حادث النوب


حتي تقسم في عبد الاله معا
وفي أبي طالب عن عبد مطلب


فأودع الله ذاک القسم آمنة
يوما إلي أجل بالحمل مقترب


حتي إذا وضعته انهد من فزع
رکن الضلال ونادي الشرک بالحرب


وانشق أيوان کسري وانطفت حذرا
نيرانهم وأقر الکفر بالغلب


تساقطت أنجم الاملاک مؤذنة
بالرجم فاحترق الاصنام باللهب


حتي إذا حاز سن الاربعين دعا
ربي به في لسان الوحي بالکتب


فقال: لبيک من داع وأرسله
إلي البرية من عجم ومن عرب


فأظهر المعجزات الواضحات لهم
بالبينات ولم يحذر ولم يهب


أراهم الآية الکبري فواعجبا
ما بالهم خالفوا؟ من أعجب العجب


رامت بنو عمه تبييته سحرا
فعاذ منهم رسول الله بالهرب

[صفحه 31]

وبات يفديه خير الخلق حيدرة[2] .

علي الفراش وفي يمناه ذو شطب[3] .


فأدبروا إذ رأوا غير الذي طلبوا
وأوغلوا لرسول الله في الطلب


فرابهم عنکب في الغار إذ جعلت
تسدي وتلحم في أبرادها القشب


حتي إذا ردهم عنه الاله مضي
ذاک النجيب علي المهرية النجب


فحل دار رجال بايعوه علي
اعداؤه فدماء القوم في صبب


في کل يوم لمولي الخلق واقعة
منه علي عابدي الاوثان والصلب


يمشي إلي حربهم والله ناصره
مشي العفرناة في غاب القنا السلب


في فتية کالاسود المحذرات لها
براثن[4] من رماح الخط والقضب


عافوا المعاقل للبيض الحسان فما
معاقل اقوم غير البيض واليلب[5] .


فالحق في فرح والدين في مرح
الشرک في ترح والکفر في نصب


حتي استراح نبي الله قاضية
بهم وراحتهم في ذلک التعب


يامن به أنبياء الله قد ختموا
فليس من بعده في العالمين نبي


إن کنت في درجات الوحي خاتمهم
فأنت أولهم في أول الرتب


قد بشرت بک رسل الله في أمم
خلت فما کنت فيما بينهم بغبي[6] .


شهدت انک أحسنت البلاغ فما
تکون في باطل يوما بمنجذب


حتي دعاک إلهي فاستجبت له
حبا ومن يدعه المحبوب يستجب


وقد نصبت لهم في دينهم خلفا
وکان بعدک فيهم خير منتصب


لکنهم خالفوه وابتغوا بدلا
تخيروه وليس النبع کالغرب[7] .


ويقول فيها:

[صفحه 32]

يا راکب الهوجل المحبوک تحمله[8] .
إلي زيارة خير العجم والعرب


إذا قضيت فروض الحج مکتملا
ونلت إدراک ما في النفس من إرب


وزرت قبر رسول الله سيدنا
وسيد الخلق من ناء ومقترب


قف موقفي ثم سلم لي عليه معا
حتي کأني ذاک اليوم لم أغب


واثن السلام إلي أهل البقيع فلي
بها أحبة صب دائم الوصب


وبثهم صبوتي طول الزمان لهم
وقل بدمع علي الخدين منسکب


: يا قدوة الخلق في علم وفي عمل
وأطهر الخلق في أصل وفي نسب


وصلت حبل رجائي في حبائلکم
کما تعلق في أسبابکم سببي


دنوت في الدين منکم والوداد فلو
لا دان لم يدن من أحسابکم حسبي


مديحکم مکسبي والدين مکتسبي
ما عشت والظن في معروفکم نشبي


فإن عدتني الليالي عن زيارتکم
فان قلبي عنکم غير منقلب


قد سيط لحمي وعظمي في محبتکم
وحبکم قد جري في المخ والعصب


هجري وبغضي لمن عاداکم ولکم
صدقي وحبي وفي مدحي لکم طربي


فتارة أنظم الاشعار ممتدحا
وتارة أنثر الاقوال في الخطب


حتي جعلت مقال الضد من شبه
إذ صغت فيکم قريض القول من ذهب


أعملت في مدحکم فکري فعلمني
نظم المديح وأوصاني بذاک أبي


فهل أنال مفازا في شفاعتکم
مما احتقبت له في سائر الحقب؟


فيا مغامس احبس في مدائحهم
تلک القوافي وأجر الله فاحتسب.

[صفحه 33]


صفحه 28، 29، 30، 31، 32، 33.








  1. القذال بفتح القاف: ما بين الاذنين من مؤخر الرأس.
  2. مر حديث ليلة المبيت في الجزء الثاني ص 47 ط 2.
  3. الشطب ج الشطبة بضم الاول وکسره. الخط في متن السيف.
  4. البرثن من السباع والطير بمنزلة الاصبع من الانسان. ج: براثن.
  5. المعقل: ألملجا. البيض جمع بيضاء: السيف. اليلب: الترس او الدروع اليمانية من الجلود. خالص الحديد.
  6. المستور: المجهول.
  7. النبع: خروج الماء من العين. الغرب: الماء المقطر من الدلو بين الحوض والبئر.
  8. الهوجل: الناقة التي بها هوج من سرعتها. المحبوک: مشدود الوسط.