كلمتنا حول الخطبة الشقشقية











کلمتنا حول الخطبة الشقشقية



هذه الخطبة تسمي بالشقشقية وقد کثر الکلام حولها فأثبتها مهرة الفن من الفريقين ورأوها من خطب مولانا أميرالمؤمنين الثابتة التي لا مغمز فيها، فلا يسمع إذن قول الجاهل بأنها من کلام الشريف الرضي، وقد رواها غير واحد في القرون الاولي قبل أن تنعقد للرضي نطفته، کما جاءت باسناد معاصريه والمتأخرين عنه من غير طريقه و إليک امة من اولئک:

1- الحافظ يحيي بن عبدالحميد الحماني المتوفي 228 کما في طريق الجلودي في العلل والمعاني.

2- أبوجعفر دعبل الخزاعي المتوفي 246 رواها باسناده عن ابن عباس کما في أمالي شيخ الطائفة ص 237، ورواها عنه أخوه أبوالحسن علي.

3- أبوجعفر أحمد بن محمد البرقي المتوفي 80-274 کما في علل الشرايع.

4- أبوعلي الجبائي شيخ المعتزلة المتوفي 303 کما في الفرقة الناجية للشيخ ابراهيم القطيفي، والبحار للعلامة المجلسي 161:8.

5- وجدت بخط قديم عليه کتابة الوزير أبي الحسن علي بن الفرات المتوفي 312 کما في شرح ابن ميثم.

6- أبوالقاسم البلخي أحد مشايخ المعتزلة المتوفي 317 کما في شرح ابن ابي الحديد 1 ص 69.

7- أبوأحمد عبدالعزيز الجلودي البصري المتوفي 332 کما في معاني الاخبار.

8- أبوجعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم البلخي المذکور رواها في کتابه ( الانصاف) کما في شرح ابن ابي الحديد 69:1 وشرح ابن ميثم.

9- الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني المتوفي 360 کما في طريق القطب الراوندي في شرح النهج.

[صفحه 83]

10- أبوجعفر ابن بابويه القمي المتوفي 381 في کتابيه: علل الشرايع ومعاني الاخبار.

11- أبوأحمد الحسن بن عبدالله العسکري المتوفي 382. حکي عنه شيخنا الصدوق شرح الخطبة في معاني الاخبار والعلل.

(لفت نظر) عده السيد العلامة الشهرستاني في (ما هو نهج البلاغة) ص 22 ممن روي الشقشقية فأرخ وفاته بسنة 395، وذکره في ص 23 فقال: من أبناء القرن الثالث. لا يتم هذا ولا يصح ذاک، وقد خفي عليه أن الحسن بن عبدالله العسکري راوي الشقشقية هو أبوأحمد صاحب کتاب الزواجر وقد توفي سنة 382 وولد 293، وحسبه أبا هلال الحسن بن عبدالله العسکري صاحب کتاب «الاوائل » تلميذ أبي أحمد العسکري والتاريخ الذي ذکره تاريخ فراغه من کتابه الاوائل لا تاريخ وفاته. توجد ترجمة کلا الحسنين العسکريين فمعجم الادباء 268-233:8 ، وبغية الوعاة ص 221.

12- أبو عبدالله المفيد المتوفي 412، استاذ الشريف الرضي رواها في کتابه (لارشاد) ص 135

13- القاضي عبدالجبار المعتزلي المتوفي 415: ذکر في کتابه «المغني» تأويل بعض جمل الخطبة ومنع دلالتها علي الطعن في خلافة من تقدم علي أميرالمؤمنين من دون أي إيعاز إلي الغمز في إسنادها.

14- الحافظ أبوبکر ابن مردويه المتوفي 416، کما في طريق الراوندي في شرح النهج.

15- الوزير أبوسعيد الآبي المتوفي 422 في کتابه (نثر الدرر ونزهة الاديب. 16- الشريف المرتضي أخو الشريف الرضي الاکبر توفي سنة 436 ذکر جملة منها في الشافي ص 203 فقال: مشهور: وذکر صدرها في ص 204 فقال: معروف.

17- شيخ الطائفة الطوسي المتوفي 460 رواها في أماليه ص 327 عن السيد أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المترجم في مستدرک العلامة النوري 3:509 من طريق الخزاعيين وفي تلخيص الشافي.

م 18- أبوالفضل الميداني المتوفي 518 في مجمع الامثال ص 383 قال: و

[صفحه 84]

لامير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقية لان ابن عباس رضي الله عنهما قال له حين قطع کلامه: يا أميرالمؤمنين لو اطردت مقالتک من حيث افضيت فقال: هيهات يا ابن عباس تلک شقشقة هدرت ثم قرت).

19- أبومحمد عبدالله بن أحمد البغدادي الشهير بابن الخشاب المتوفي 567 قرأها عليه أبوالخبر مصدق الواسطي النحوي، وسيوافيک بعيد هذا کلامه فيها. 20- أبوالحسن قطب الدين الراوندي المتوفي 573 رواها في شرح نهج البلاغة من طريق الحافظين: ابن مردويه والطبراني وقال: أقول: وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي بمدة، أحدهما: أنها مضمنة کتاب «الانصاف» لابي جعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم الکعبي أحد شيوخ المعتزلة وکانت وفاته قبل مولد الرضي. الثاني: وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وکان وزير المقتدر بالله، وذلک قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة، والذي يغلب علي ظني أن تلک النسخة کانت کتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة.

21- أبومنصور الطبرسي أحد مشايخ ابن شهر اشوب المتوفي 588 في کتابه «الاحتجاج» ص 95 فقال: روي جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن إبن عباس. 22- أبوالخير مصدق بن شبيب الصلحي النحوي المتوفي 605 قرأها علي أبي محمد ابن الخشاب وقال: لما قرأت هذه الخطبة علي شيخي أبي محمد ابن الخشاب ووصلت إلي قول إبن عباس: ما أسفت علي شئ قط کأسفي علي هذا الکلام. قال: لو کنت حاضرا لقلت لابن عباس: وهل ترک ابن عمک في نفسه شيئا لم يقله في هذه الخطبة؟ فانه ما ترک لا الاولين ولا الآخرين. قال مصدق: وکانت فيه دعابة فقلت له: ياسيدي؟ فلعلها منحولة إليه. فقال: لا والله إني أعرف أنها من کلامه کما أعرف انک مصدق، قال فقلت: إن الناس ينسبونها إلي الشريف الرضي فقال: لا والله، ومن أين للرضي هذا الکلام وهذا الاسلوب؟ فقد رأينا کلامه في نظمه ونثره لا يقرب من هذا الکلام ولا ينتظم في سلکه ثم قال: والله لقد وقفت علي هذه الخطبة في کتب صنف قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الادب قبل أن يخلق النقيب أبوأحمد والد الرضي «راجع

[صفحه 85]

شرح ابن ميثم. وشرح ابن أبي الحديد 69:1».

23- مجد الدين أبوالسعادات ابن الاثير الجزري المتوفي 606، أوعز إليها في کلمة «شقشق» في النهاية ج 294:2 فقال: ومنه حديث علي في خطبة له: تلک شقشقة هدرت ثم قرت.

24- أبوالمظفر سبط ابن الجوزي المتوفي 654 في تذکرته ص 73 من طريق شيخه أبي القاسم النفيس الانباري باسناده عن ابن عباس فقال: تعرف بالشقشقية ذکر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخل بالبعض وقد أتيت بها مستوفاة ثم ذکرها مع اختلاف ألفاظها.

25- عز الدين ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفي 655 قال في شرح النهج 69:1.قلت: وقد وجدت أنا کثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وکان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة. ووجدت أيضا کثيرا منها في کتاب أبي جعفر ابن قبة أحد متکلمي الامامية وهو الکتاب المشهور بکتاب «الانصاف» وکان أبوجعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالي ومات في ذلک العصر قبل أن يکون الرضي رحمه الله تعالي موجودا.

26- کمال الدين ابن ميثم البحراني المتوفي 679، حکاها عن نسخة قديمة عليها خط الوزير علي بن الفرات المتوفي 312، وعن کتاب «الانصاف» لابن قبة، وذکر کلمة ابن الخشاب المذکورة وقراءة أبي الخير إياها عليه.

27- أبوالفضل جمال الدين ابن منظور الافريقي المصري المتوفي 711 قال في مادة(شقشق) من کتابه (لسان العرب) ج 53:12: وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له: تلک شقشقة هدرت ثم قرت.

28- مجد الدين الفيروز آبادي المتوفي 17-816 أوعز إليها في القاموس ج 251:3 قال: والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس لما قال له: لو اطردت مقالتک من حيث أفضيت: يابن عباس هيهات تلک شقشقة هدرت ثم قرت.

ثم ما عساني أن أقول بعد ما يعربد شاعر النيل[1] اليوم، ويأجج النيران الخامدة

[صفحه 86]

ويجدد تلکم الجنايات المنسية (لاها الله لاتنسي مع الابد) ويعدها ثناء علي السلف، ويرفع عقيرته بعد مضي قرون علي تلکم المعرات، ويتبهج ويتبجح بقوله في القصيدة (العمرية) تحت عنوان: عمر وعلي:


وقولة لعلي قالها عمر
أکرم بسامعها أعظم بملقيها


: حرقت دارک لا ابقي عليک بها
إن لم تبايع وبنت المصطفي فيها


ما کان غير أبي حفص يفوه بها
أمام فارس عدنان وحاميها


ماذا أقول بعد ما تحتفل الامة المصرية في حفلة جامعة في أوائل سنة 1918 بانشاد هذه القصيدة العمرية التي تتضمن ماذکر من الابيات؟ وتنشرها الجرائد في أرجاء العالم، ويأتي رجال مصر نظراء أحمد أمين. وأحمد الزين. وابراهيم الابياري[2] و علي جارم. وعلي أمين[3] وخليل مطران[4] ومصطفي الدمياطي بک[5] وغيرهم[6] ويعتنون بنشر ديوان هذا شعره، وبتقدير شاعر هذا شعوره، ويخدشون العواطف في هذه الازمة في هذا اليوم العصبصب، ويعکرون بهذه النعرات الطائفية صوف السلام الوئام في جامعة الاسلام ويشتتون بها شمل المسلمين، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. وتراهم يجددون طبع ديوان الشاعر وقصيدتة العمرية خاصة مرة بعد اخري ويعلق عليها شارحها الدمياطي قوله في البيت الثاني: المراد أن عليا لا يعصمه عن عمر سکني بنت المصطفي في هذه الدار.

وقال في ص 39 من الشرح: وفي رواية لابن جرير الطبري قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن کليب قال: أتي عمر بن الخطاب منزل علي وبه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: والله لاحرقن عليکم أو لتخرجن إلي البيعة فخرج عليه

[صفحه 87]

الزبير مصلتا بالسيف فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه. فان کان زياد هذا هو الحنظلي أبومعشر الکوفي فهو موثق. والظاهر أن حافظا رحمه الله عول علي هذه الرواية ه.

وتراهم بالغوا في الثناء علي الشاعر وقصيدته هذه کأنه جاء للامة بعلم جم، أو رأي صالح جديد، أو أتي لعمر بفضيلة رابية تسر بها الامة ونبيها المقدس، فبشري بل بشريان لنبي الاعظم بأن بضعته الصديقة لم تکن لها أي حرمة وکرامة عند من يلهج بهذا القول، ولم يکن سکناها في دار طهر الله أهلها يعصمهم منه ومن حرق الدار عليهم فزه زه بانتخاب هذا شأنه وبخ بخ ببيعة تمت بذلک الارهاب قضت بتلک الوصمات.

لا تهمنا هذه کلها وإنما يهمنا الساعة «بعد أن درسنا تاريخ حياة الخليفة الاول فوجدناه لدة غيره من الناس العاديين في نفسياته قبل إسلامه وبعده، وإنما سنمه عرش الخلافة الانتخاب فحسب» البحث في موضوعين ألاوهما: فضائله المأثورة: وملکاته النفسية.


صفحه 83، 84، 85، 86، 87.








  1. محمد حافظ ابراهيم المتوفي سنة 1933 م 1351 ه.
  2. ضبط وصحح وشرح هؤلاء الثلاث الديوان طبعة سنة 1937 م بدار الکتب في جزئين والابيات المذکورة توجد فيها ج 1 ص 82.
  3. هما ومعهما ثالث التزموا تصحيح الديوان في طبعة اخري.
  4. له مقدمة لديوان الحافظ في طبعة مکتبة الهلال سنة 1935 م 1353 ه د والابيات فيها ص 184 غير ان الشطر الثاني من البيت الثاني محرف: ان لم تبالغ وبنت المصطفي فيها.
  5. شارح القصيدة العمرية طبع بمطبعة السعادة في مصر في 90 صفحة. توجد الابيات فيه مشروحة ص 38.
  6. في عدة طبعات اخري.