قصائد في مدح أبي طالب











قصائد في مدح أبي طالب



وقد نظم ذلک کثيرون من أعاظم الشيعة في قريضهم ومما يسعنا إثباته ها هنا قول السيد أبي محمد عبدالله بن حمزة الحسني الزيدي من قصيدة:


حماه أبونا أبوطالب
وأسلم والناس لم تسلم


وقد کان يکتم إيمانه
وأما الولاء فلم يکتم


وقول الشريف العلامة السيد علي خان الشيرازي[1] في الدرجات الرفيعة:


أبوطالب عم النبي محمد
به قام أزر الدين واشتد کاهله


ويکفيه فخرا في المفاخر انه
موازره دون الانام وکافله


لئن جهلت قوم عظيم مقامه
فما ضر ضوء الصبح من هو جاهله


ولولاه ما قلت لاحمد دعوة
ولا انجاب ليل الغي وانزاح باطله


أقر بدين الله سرا لحکمة
فقال عدو الحق ما هو قائله


وماذا عليه وهو في الدين هضبة
إذا عصفت من ذي العناد أباطله؟


وکيف يحل الذم ساحة ماجد
أواخره محمودة وأوائله


عليه سلام الله ما ذر شارق
وما تليت أحسابه وفضائله


وعن قصيدة للشريف الاجل سيدنا آية الله السيد ميرزا عبدالهادي الشيرازي.[2] .


ولي ندحة في مدحة الندب والدال
أئمة أعدال الکتاب أولي الامر


هو العلم الهادي أزين بمدحه
شعوري ويزهو في مآثره شعري


أبوطالب حامي الحقيقة سيد
تزان به البطحاء في البر والبحر


أبوطالب والخيل والليل واللوا
له شهدت في ملتقي الحرب بالنصر

[صفحه 404]

أبوالاوصياء الغر عم محمد
تضوع به الاحساب عن طيب النجر


لقد عرفت منه الخطوب محنکا
تدرع يوم الزحف بالباس والحجر


کما عرفت منه الجدوب أخا ندي
دوين سداه الغمر ملتطم البحر


فذا واحد الدنيا وثان له الحيا
وقل في سناه ثالث الشمس والبدر


وأني يحيط الوصف غر خصاله
وقد عجزت عن سردها صاغة الشعر


حمي المصطفي في باس ندب ومدجج
تذل له الابطال في موقف الکر


فلولاه لم تنجح لطاها دعاية
ولا کان للاسلام مستوسق الامر


وآمن بالله المهيمن والوري
لهم وثبات من يعوق إلي نسر


وجابه أسراب الضلال مصدقا
نبي الهدي إذ جاء يصدع بالامر


کفي مفخرا شيخ الاباطح انه
أبوحيدر المندوب في شدة الضر


وصلي عليه الله ما هبت الصبا
برياثنا شيخ الاباطح في الدهر


وقال العلامة الحجة شيخنا الاوردبادي:[3] .


بشيخ الابطحين فشا الصلاح
وفي أنواره زهت البطاح


براه الله للتوحيد عضبا
يلين به من الشرک الجماح


وعم المصطفي لولاه أضحي
حمي الاسلام نهبا يستباح


نضا للدين منه صفيح عزم
عنت لمضائه القضب الصفاح


وأشرع للهدي بأسا مريعا
تحطم دونه السمر الرماح


وأصحر بالحقيقة في قريض
عليه الحق يطفح والصلاح


صريخة هاشم في الخطب لکن
تزم لنيله الابل الصلاح


أخو الشرف الصراح أقام أمرا
حداه لمثله الشرف الصراح


فلا عاب يدنسه ولکن
غرائز ما برحن به سجاح


فعلم زانه خلق کريم
ودين فيه مشفوع سماح


ومنه الغيث إما عم جدب
وفيه الغوث إن عن الصباح


مناقب أعيت البلغاء مدحا
وتنفد دونها الکلم الفصاح

[صفحه 405]

وصفو القول إن أباعلي
له الدين الاصيل ولا براح


ولکن لابنه نصبوا عداءا
وما عن حيدر فضل يزاح


فنالوا من أبيه وما المعالي
لکل محاول قصدا تباح


وضوء البدر أبلج لا يواري
وإن يک حوله کثر النباح


(وهبني قلت: إن الصبح ليل)
فهل يخفي لذي العين الصباح؟


فدع بمتاهة التضليل قوما
بمرتبک الهوي لهم التياح


فذا شيخ الاباطح في هداه
تصافقه الامامة والنجاح


أبوالصيد الاکارم من لوي
مقاديم جحاجحة وضاح


لهم کأبيهم إن جال سهم
لاهل الفضل فائزة قداح


وقال لعلامة الاوحد الشيخ محمد تقي صادق العاملي من قصيدة يمدح بها أهل البيت عليهم السلام:


بسيف علي قد أشيدت صروحه
کما بأبيه قام قدما بنائه


أبوطالب أصل المعالي ورمزها
ومبدء عنوان الهدي وانتهائه


توحد في جمع الفضائل والنهي
وضم جميع المکرمات ردائه


وتنحط عنه رفعة هامة السهي
ويأرج في عرف الخزامي ثنائه


حمي الخائف اللاجي ومربع أمنه
وکعبة قصد المرتجي وغنائه


تحلق في جمع المکارم نفسه
ويسمو به للنيرين إبائه


أصاخ إلي الدين الحنيف ملبيا
لدعوته لما أتاه ندائه


وباع باعزاز الشريعة نفسه
فبورک قدرا بيعه وشرائه


وقال العلامة الشريف المبجل السيد علي النقي اللکهنوي:[4] .


زهت ام القري بأبي الوصي
غداة غدا يذود عن النبي


وقام بنصرة الاسلام فردا
يراغم کل مختال غوي


يذب عن الهدي کيد الاعادي
بأمضي من ذباب المشرفي


وأبصر رشده من دين طاها
فجاهر فيه بالسر الخفي

[صفحه 406]

وآمن بالاله الحق صدقا
بقلب موحد بر تقي


بني للسؤدد العربي صرحا
محاطا بالفخار الهاشمي


تلقي الرشد عن آباء صدق
توارثه صفيا عن صفي


کأن الامهات لهم أبت أن
تلدن سوي نبي أو وصي


فکان علي الهدي کأبيه قدما
ولم يبرح علي النهج السوي


وکان به رواء الشرع بدءا
وتم بنجله الزاکي علي


وقال العلامة الفاضل الشيخ محمد السماوي[5] من قصيدة نشرت في آخر کتاب الحجة ص 135 مطلعها:


فؤادي بالغادة الکاعب
غدا کرة في يدي لاعب


کأني بدائرة من هوي
فمن طالع لي ومن غارب


بليت بمن ضربت خدرها
بمنقطع النظر الصائب


بحيث الصفاح وحيث الرما
ح فمن مشرفي إلي: راغبي


لها منعة في ذري قومها
کأن أباها (أبوطالب)


فخار الابي وعم النبي
وشيخ الاباطح من غالب


وأمنع لا يرتقي أجدل
إلي ذروة منه أو غارب


إذا ال د رافع الطرف يرنو له
يعود بتنحية الناصب


تهلل طلعته للعيو
ن کما جرد الغمد عن قاضب


أقام عماد العلي سامکا
بأربعة کالسنا الثاقب


بمثل (علي) إلي (جعفر)
وثمل (عقيل) إلي (طالب)


أولئک لازمعات الرجا
ل من قالص الذيل أو ساحب


ومن ذا کعبد مناف يطو
ل علي راجل ثم أو راکب


حمي الدين في سيفه فانبري
بمکة ممتنع الجانب


وآمن بالله في سره
لامر جلي علي الطالب


وصدق (أحمد) في وحيه
وقام بما کان من واجب

[صفحه 407]

فکم بين مخف لتصديقه
وآخر مبد له کاذب


لنعم ملاذ الهدي والتقي
ومنتجع الوافد الراغب


ومعتصم الدين في مکة
إذا الدين منفرد الصاحب


وما نح حوزة أهل الهدي
مدي العمر من وثبة الواثب


فلولاه ما طفق (المصطفي)
ينادي علي المنهج اللاحب


ولم يعب الشرک مستظهرا
بيوم يضيق علي العائب


وللبحاثة الفاضل صاحب التآليف القيمة الشيخ جعفر بن الحاج محمد النقدي[6] من قصيدة ذکرها في کتابه (مواهب الواهب في فضائل أبي طالب)المطبوع في النجف الاشرف في 154 صفحة مطلعها:


برق ابتسامک قد أضاء الوادي
وحيا خدودک فيه ري الصادي


قوله:


مهما تراکمت الخطوب فانها
تجلي متي بأبي الوصي أنادي


عبدالمناف الطهر عم محمد
الطاهر الآباء والاجداد


غيث المکارم ليث کل ملمة
غوث المنادي بدر افق الناد


شيخ الاباطح من بصارم عزمه
بلغ الانام لخطة الارشاد


دانت لديه المکرمات رقابها
واليه ألقي الدهر فضل قياد


جد الائمة شيخ امة أحمد
ربع الاماني مربع الوفاد


سيف له المجد الاثيل حمائل
وله الفخار غدي حلي نجاد


داعي الوري للرشد في عصر به
لا يعرفون الناس نهج رشاد


وله قريش کم رأت من معجز
عرفوه فيه واحد الآحاد


کرضاعه خير البرية أحمدا[7] .
وقبول دعوته لسقي الوادي[8] .

[صفحه 408]

وبشارة الاسد الهصور بنجله
وشفائه بدعا النبي الهادي[9] .


وکلامه بالوحي قبل صدوره
وله انفجار الارض اذ هو صادي


وبيوم مولد أحمد إخباره
عن حيدر الکرار بالميلاد[10] .


وله علي الاسلام من سنن غدت
للمسلمين قلائد الاجياد


کفل النبي المصطفي خير الوري
ورعي الحقوق له بصدق وداد


رباه طفلا واقتفاه يافعا
وحماه کهلا من أذي الاضداد


ولاجله عادي قريشا بعد ما
سلکوا سبيل الغي والافساد


ورآهم متعاضدين ليقتلوا
خير البرية سيد الامجاد


فسطا بعزم ناله من معشر
شم الانوف مصالت أنجاد


وانصاع يفدي أحمدا في نفسه
والجاه والاموال والاولاد


وأقام ينصره إلي أن أصبحت
تزهو شريعته بکل بلاد


أفديه من صاد لواء للهدي
يحمي لافصح ناطق بالضاد


قد کان يعلم أنه المختار من
رب السماء عميد کل عماد


ولقد روي عن أنبياء جدوده
فيه حديثا واضح الاسناد


وعلي به عينا علي کل الوري
إذ قال فيه بمطرب الانشاد


(إن ابن آمنة النبي محمدا
عندي يفوق منازل الاولاد)[11] .


راعيت فيه قرابة موصولة
وحفظت فيه وصية الاجداد


يا والد الکرار والطيار وال
أطهار أبناء البني الهادي


کم معجز أبصرته من أحمد
باهلت فيه معاشر الحساد


من لصق أحجار ومزق صحيفة
ونزول أمطار ونطق جماد[12] .


لا فخرإلا فخرک السامي الذي
فقئت به أبصار أهل عناد

[صفحه 409]

إن المکارم لو رأت أجسادها
عين رأتک الروح للاجساد


شکر الاله فعالک الغر التي
فرحت بها أملاک سبع شداد


لله همتک التي خضعت لها
من خوف بأسک شامخ الاطواد


لله هيبتک التي رجفت بها
أعداء مجدک عصبة الالحاد


لله کفک کم بها من معدم
أحييت في الاصدار والايراد الخ


وله قصيدة 43 بيتا يمدح بها شيخ الاباطح أباطالب سلام الله عليه توجد في کتابه مواهب الواهب ص 151 مستهلها:


بالله يا قاصد الاطلال في العلم
سلمت سلم علي سلمي بذي سلسم


ها هنا نجعجع بالقلم عن الافاضلة في القول لان نطاق الجزء

ضاق عن التبسط فنرجئ تکملة البحث إلي اوليات

الجزء الثامن إنشاء الله تعالي.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

[صفحه 410]


صفحه 404، 405، 406، 407، 408، 409، 410.








  1. أحد شعراء الغدير تأتي ترجمته انشاء الله تعالي.
  2. أحد شعراء الغدير يأتي ذکره وترجمته في شعراء القرن الرابع عشر انشاء الله.
  3. من شعراء الغدير يأتي ذکره في شعراء القرن الرابع عشر انشاء الله تعالي.
  4. أحد شعراء الغدير ياتي في شعراء القرن الرابع عشر انشاء الله.
  5. احد شعراء الغدير ياتي ذکره انشاء الله. توفي رحمه الله في يوم الاحد 2 محر م سنة 1370.
  6. من شعراء الغدير يأتي تفصيل ترجمته في شعراء القرن الرابع عشر انشاء الله، ارتحل إلي رحمة ربه الودود يوم السبت 8 محرم 1280 بالکاظمية ونقل جثمانه إلي النجف الاشرف.
  7. أخرج حديث هذه المکرمة شيخنا ثقة الاسلام الکليني في اصول الکافي ص 344.
  8. راجع ما أسلفناه صفحة 345.
  9. يوجد حديثه في غير واحد من کتب الفريقين.
  10. راجع ما مر في صفحة 400 و 348.
  11. راجع ما اسلفناه ص 344.
  12. أشار شاعرنا (النقدي) بهذا البيت إلي اربع مکرمات لرسول الله صلي الله عليه وآله شاهدها شيخ الابطح ابوطالب، مر حديثها صفحة 396 و 345 و 362 و 336.