اربعون حديثا في أبي طالب











اربعون حديثا في أبي طالب



ومستند هذا الاجماعات إنما هو ما جاء به رجالات بيت الوحي في سيد الابطح واليک أربعون حديثا:

1- أخرج شيخنا أبوعلي الفتال وغيره عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه وآله فقال: يا محمد إن ربک يقرئک السلام ويقول: إني قد حرمت النار علي صلب أنزلک، وبطن حملک، وحجر کفلک. فالصلب صلب أبيه عبدالله بن عبدالمطلب. والبطن الذي حملک آمنة بنت وهب. وأما حجر کفلک فحجر أبي طالب. وزاد في رواية: وفاطمة بنت أسد[1] روضة الواعظين ص 121.

راجع الکافي لثقة الاسلام الکليني ص 242 معاني الاخبار للصدوق، کتاب الحجة السيد فخار بن معد ص 8، ورواه شيخنا المفسر الکبير أبوالفتوح الرازي في تفسيره 210:4 ولفظه: ان الله عزوجل حرم علي النار صلبا حملک، وبطنا حملک،

[صفحه 386]

وثديا أرضعک، وحجرا کفلک.

2- عن أميرالمؤمنين قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: هبط علي جبرئيل فقال: لي يا محمد إن الله عز وجل مشفعک في ستة: بطن حملتک آمنة بنت وهب. وصلب أنزلک عبدالله بن عبدالمطلب. وحجر کفلک أبوطالب. وبيت آواک عبدالمطلب وأخ کان لک في الجاهلية. وثدي أرضعک حليمة بنت أبي ذويب.

رواه السيد فخار بن معد في کتاب الحجة ص 8.

3- روي شيخناالمعلم الاکبرالشيخ المفيد باسناد يرفعه قال: لما مات أبوطالب أتي أميرالمؤمنين رسول الله صلي الله عليه وآله فآذنه بموته فتوجع توجعا عظيما وحزن حزنا شديدا ثم قال لامير المؤمنين عليه السلام: إمض يا علي فتول أمره، وتول غسله و تحنيطه وتکفينه، فإذا رفعته علي سريره فأعلمني ففعل ذلک أميرالمؤمنين عليه السلام فلما رفعه علي السرير اعترضه النبي صلي الله عليه وآله فرق وتحزن وقال: وصلتک رحم وجزيت خيرا يا عم فلقد ربيت وکفلت صغيرا، ونصرت وآزرت کبيرا، ثم اقبل علي الناس وقال: أم والله لاشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين.

وفي لفظ شيخنا الصدوق: يا عم کفلت يتيما، وربيت صغيرا، ونصرت کبيرا فجزاک الله عني خيرا[2] .

راجع تفسير علي بن ابراهيم ص 355، أمالي إبن بابويه الصدوق، الفصول المختارة لسيدنا الشريف المرتضي 80، الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي طالب ص 67، بحار الانوار 9 ص 15، الدرجات الرفيعة لسيدنا الشيرازي، ضياء العالمين.

4- عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال: ما ترجو لابي طالب؟ فقال: کل الخير أرجو من ربي عزوجل.کتاب الحجة ص 15، الدرجات الرفيعة رجع ما أسلفناه ص 373.

5- عن رسول الله صلي الله عليه وآله إنه قال لعقيل بن أبي طالب: أنا احبک يا عقيل حبين: حبا لک وحبا لابي طالب لانه کان يحبک[3] .

[صفحه 387]

علل الشرايع لشيخنا الصدوق. الحجة ص 34، بحار الانوار 16:9.

6- عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي و عمي وأخ لي مواخيا في الجاهلية. تفسير علي بن ابراهيم ص 490 و 355، تفسير البرهان 794:3. راجع ما أسلفناه في صفحة 378.

7- عن الامام السبط الحسين بن علي عن والده أميرالمؤمنين إنه کان جالسا في الرحبة والناس حوله فقام اليه رجل فقال له: يا أميرالمؤمنين إنک بالمکان الذي أنزلک الله وأبوک معذب في النار فقال. له: مه فض الله فاک، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في کل مذنب علي وجه الارض لشفعه الله، أأبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمدا بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الائمة، ألا إن نوره من نورنا خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام.

المناقب المائة للشيخ أبي الحسن ابن شاذان[4] کنز الفوائد للکراجکي ص 80، أمالي ابن الشيخ ص 192، إحتجاج الطبرسي کما في البحار، تفسير أبي الفتوح 211:4، الحجة ص 15، الدرجات الرفيعة، بحار الانوار 15:9،ضياء العالمين، تفسير البرهان 794:3.

8- عن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام إنه قال: والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنما قط. قيل له: فما کانوا يعبدون؟ قال: کانوا يصلون إلي البيت علي دين ابراهيم عليه السلام متمسکين به.

رواه شيخنا الصدوق باسناده في کمال الدين ص 104، والشيخ أبوالفتوح في تفسيره 210:4، والسيد في البرهان 795:3.

9- عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال علي عليه السلام إن أبي حين حضره الموت شهده رسول الله صلي الله عليه وآله فأخبرني عنه بشئ خير لي من الدنيا وما فيها.

رواه بإسناده السيد فخار بن معد في کتاب الحجة ص 23، وذکره

[صفحه 388]

الفتوني في ضياء بالعالمين.

10- عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: ما مات أبوبطالب حتي أعطي رسول الله صلي الله عليه وآله من نفسه الرضا. تفسير علي بن ابراهيم ص 355، کتاب الحجة ص 23، الدرجات الرفيعة، ضياء العالمين.

11- عن الشعبي يرفعه عن أميرالمؤمنين انه قال: کان والله أبوطالب بن عبد مناف بن عبدالمطلب مؤمنا مسلما يکتم إيمانه مخافة علي بني هاشم أن تنابذها قريش قال أبوعلي الموضح: ولامير المؤمنين في أبيه يرثيه:


أباطالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم


لقد هد فقدک أهل الحفاظ
فصلي عليک ولي النعم


ولقاک ربک رضوانه
فقد کنت للمصطفي خير عم[5] .


کتاب الحجة ص 24.

12- عن الاصبغ بن نباته قال، سمعت أميرالمؤمنين عليا عليه السلام يقول: مر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنفر من قريش وقد نحروا جزورا وکانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها علي النصب فلم يسلم عليهم فلما انتهي إلي دار الندوة قالوا: يمر بنا يتيم أبي طالب فلا يسلم علينا فأيکم يأتيه فيفسد عليه مصلاه؟ فقال عبدالله بن الزبعري السهمي: أنا أفعل، فأخذ الفرث والدم فانتهي به إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وهو ساجد فملا به ثيابه ومظاهره فانصرف النبي صلي الله عليه وآله حتي أتي عمه أباطالب فقال: ياعم من أنا؟ فقال: ولم يا ابن أخي؟ فقص عليه القصة فقال: وأين ترکتهم؟ فقال: بالابطح فنادي في قومه: يا آل عبدالمطلب يا آل هاشم يا آل عبدمناف فاقبلوا إليه من کل مکان ملبين فقال: کم أنتم؟ قالوا: نحن أربعون قال: خذوا سلاحکم. فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم حتي إنتهي إلي اولئک النفر فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا فقال لهم: ورب هذه البنية لا يقومن منکم أحد إلا جللته بالسيف. ثم أتي إلي صفاة کانت بالابطح فضربها ثلاث ضربات حتي قطعها ثلثة أفهار[6] ثم قال: يا محمد سألتني من أنت؟ ثم أنشأ يقول

[صفحه 389]

ويومي بيده إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم:


أنت النبي محمد
قرم أعز مسود


إلي آخر ما مر في ص 336 ثم قال: يا محمد أيهم الفاعل بک؟ فأشار النبي صلي الله عليه وآله إلي عبدالله بن الزبعري السهمي الشاعر فدعاه أبوطالب فوجأ أنفه حتي أدماها ثم أمر بالفرث والدم فأمر علي رؤس الملا کلهم ثم قال: يا ابن أخ أرضيت؟ ثم قال: سألتني من أنت؟ أنت محمد بن عبدالله ثم نسبه إلي آدم عليه السلام ثم قال: أنت والله أشرفهم حسبا، وأرفعهم منصبا، يا معشر قريش من شاء منکم يتحرک فليفعل أنا الذي تعرفوني[7] .

رواه السيد ابن معد في الحجة ص 106 وذکر لدة هذه القضية الصفوري في نزهة المجالس 122:2 وفي طبع ص 91، وابن حجة الحموي في ثمرات الاوراق بهامش المستطرف 3:2 نقلا عن کتاب الاعلام للقرطبي.

13- ذکر ابن فياض في کتابه شرح الاخبار: إن عليا عليه السلام قال في حديث له: أن أباطالب هجم علي وعلي النبي صلي الله عليه وآله ونحن ساجدان فقال: أفعلتماها؟ ثم أخذ بيدي فقال: انظر کيف تنصره، وجعل يرغبني في ذلک ويحضني عليه. الحديث.

راجع ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف الفتوني.

14- روي ان أميرالمؤمنين عليه السلام قيل له: من کان آخر الاوصياء قبل النبي صلي الله عليه وآله وسلم: فقال: أبي.

«ضياء العالمين للفتوني»

15- عن الامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي عليهم السلام انه سئل عن أبي طالب أکان مؤمنا؟ فقال عليه السلام: نعم فقيل له: إن هاهنا قوما يزعمون انه کافر. فقال عليه السلام: واعجبا کل العجب أيطعنون علي أبي طالب أو علي رسول الله صلي الله عليه وآله؟ و قد نهاه الله تعالي أن يقر مؤمنة مع کافر في غير آية من القرآن ولا يشک أحد ان فاطمة بنت أسد رضي الله تعالي عنها من المؤمنات السابقات، فإنها لم تزل تحت أبي طالب حتي مات أبوطالب رضي الله عنه.

راجع ما مر ص 380، وکتاب الحجة ص 24، والدرجات الرفيعة، ضياء العالمين فقال: قيل إنها متواترة عندنا.

[صفحه 390]

16- عن أبي بصير ليث المرادي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: سيدي إن الناس يقولون: إن أباطالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فقال عليه السلام: کذبوا والله إن ايمان أبي طالب لو وضع في کفة الميزان وايمان هذا الخلق في کفة ميزان لرجح ايمان أبي طالب علي ايمانهم. إلي آخر ما مر ص 380،رواه السيد في کتاب الحجة ص 18 من طريق شيخ الطائفة عن الصدوق، والسيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين.

وروي السيد ابن معد في کتاب الحجة ص 27 من طريق آخر عن الامام الباقر عليه السلام انه قال: مات أبوطالب بن عبدالمطلب مسلما مؤمنا. الخ.

17- عن الامام الصادق أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الکهف أسروا الايمان وأظهروا الشرک فآتاهم الله أجرهم مرتين. راجع الکافي لثقة الاسلام الکليني ص 244، أمالي الصدوق ص 366، روضة الواعظين ص 121، کتاب الحجة ص 115، وفي ص 17 ولفظه من طريق الحسين بن أحمد المالکي:

قال عبدالرحمن بن کثير: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن الناس يزعمون أن أباطالب في ضحضاح من نار فقال: کذبوا، ما بهذا نزل جبريل علي النبي صلي الله عليه وآله قلت: وبما نزل؟ قال: أتي جبرائيل في بعض ما کان عليه فقال: يا محمد إن ربک يقرئک السلام ويقول لک إن أصحاب الکهف أسروا الايمان وأظهروا الشرک فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أباطالب أسرالايمان وأظهر الشرک فآتاه الله أجره مرتين، وما خرج من الدنيا حتي أتته البشارة من الله تعالي بالجنة، ثم قال: کيف يصفونه بهذا؟ وقد نزل جبرائيل ليلة مات أبوطالب فقال: يا محمد اخرج من مکة فمالک بها ناصر بعد أبي طالب.

وذکره العلامة المجلسي في البحار 24:9، والسيد في الدرجات الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين، وروي شيخنا أبوالفتوح الرازي هذا الحديث في تفسيره 4 ص 212.

18- أخرج ثقة الاسلام الکليني في الکافي ص 244 بالاسناد عن إسحاق ابن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: قيل له: انهم يزعمون أن أبا طالب کان کافرا، فقال:

کذبوا، کيف وهو يقول؟:


ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
نبيا کموسي خط في أول الکتب؟


وذکره غير واحد من أئمة الحديث في تآليفهم رضوان الله عليهم أجمعين.

19- أخرج ثقة الاسلام الکليني في اصول الکافي 244 عن الامام الصادق قال: کيف يکون أبوطالب کافرا وهو يقول؟


لقد علموا أن ابننا لا مکذب
لدينا ولا يعبأ بقيل الاباطل


وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمان اليتامي عصمة للارامل


وذکره السيد في البرهان 795:3، وکذلک غير واحد من أعلام الطائفة أخذا عن الکليني.

20- روي شيخنا أبوعلي الفتال في روضة الواعظين ص 121 عن الامام الصادق عليه السلام قال: لما حضر أباطالب رضي الله عنه الوفات جمع وجوه قريش فأوصاهم فقال: يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه، وقلب العرب، وأنتم خزنة الله في أرضه وأهل حرمه، فيکم السيد المطاع، الطويل الذراع، وفيکم المقدام الشجاع، الواسع الباع، إعلموا أنکم لم تترکوا للعرب في المفاخر نصيبا إلا حزتموه، ولا شرفا إلا أدرکتموه، فلکم علي الناس بذلک الفضيلة، ولهم به اليکم الوسيلة، والناس لکم حرب إلي آخر ما مر في ص 366 من مواقف سيدنا أبي طالب المشکورة المروية من طرق أهل السنة، وذکر هذه الوصية شيخنا العلامة المجلسي في البحار 23:9.

21- حدث شيخنا أبوجعفر الصدوق في إکمال الدين ص 103 بالاسناد عن محمد بن مروان عن الامام الصادق عليه السلام: إن أباطالب أظهر الکفر وأسر الايمان فلما حضرته الوفاة أوحي الله عزوجل إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم:أخرج منها فليس لک بها ناصر. فهاجر إلي المدينة.

وذکره سيدنا الشريف المرتضي في الفصول المختاره ص 80 فقال: هذا يبرهن عن ايمانه لتحقيقه بنصرة رسول الله صلي الله عليه وآله وتقوية أمره.

وذيل الحديث رواه السيد الحجة ابن معد في کتابه «الحجة» ص 30 وقال في ص 103: لما قبض أبوطالب اتفق المسلمون علي ان جبرئيل عليه السلام: نزل علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقال

[صفحه 392]

له: ربک يقرءک السلام ويقول لک: ان قومک قد عولوا علي أن يبيتوک وقد مات ناصرک فأخرج عنهم وأمره بالمهاجرة. فتأمل إضافة الله تعالي أباطالب رحمه الله إلي النبي عليه السلام و شهادته له انه ناصره، فإن في ذلک لابي طالب أو في فخرو أعظم منزلة وقريش رضيت من أبي طالب بکونه مخالطا لهم مع ماسمعوا من شعره وتوحيده وتصديقه للنبي صلي الله عليه وآله ولم يمکنهم قتله والمنابذة له لان قومه من بني هاشم وإخوانهم من بني المطلب بن عبد مناف وأحلافهم ومواليهم وأتباعهم، کافرهم مؤمنهم کانوا معه، ولو کان نابذ قومه لکانوا عليه کافة، ولذلک قال أبولهب لها سمع قريشا يتحدثون في شأنه و يفيضون في أمره: دعوا عنکم هذا الشيخ فأنه مغرم بابن أخيه، والله لا يقتل محمد حتي يقتل أبوطالب، ولا يقتل أبوطالب حتي تقتل بنو هاشم کافة، ولا تقتل بنو هاشم حتي تقتل بنو عبد مناف، ولا تقتل بنو عبدمناف حتي تقتل أهل البطحاء، فامسکوا عنه وإلا ملنا معه فخاف القوم أن يفعل فکفوا، فلما بلغت أباطالب مقالته طمع في نصرته فقال: يستعطفه ويرققه.


عجبت لحلم يا بن شيبة حادث
وأحلام أقوام لديک ضعاف


إلي آخر أبيات ذکرها ابن أبي الحديد في شرحه 307:3 مع زيادة خمسة أبيات لم يذکرها السيد في الحجة. وذکرها ابن شجري في حماسته ص 16.

فقال السيد: فلما أبطأ عنه ما أراد منه قال يستعطفه أيضا:


وإن امرءا من قومه أبومعتب[8] .
لفي منعة من أن يسام المظالما


أقول له وأين منه نصيحتي
:أبامعتب ثبت سوادک قائما


إلي أبيات خمسة. وقد ذکرها ابن هشام في سيرته: 394:1 مع زيادة أربعة أبيات غير أن البيت الاول فيه:


إن امرءا أبوعتيبة عمه
لفي روضة ما إن يسام المظالما


وذکرها ابن أبي الحديد في الشرح 307:3، وابن کثير في تاريخه 93:3.

22- عن يونس بن نباته عن الامام الصادق عليه السلام قال: يا يونس ما يقول الناس في أبي طالب؟ قلت: جعلت فداک يقولون: هو في ضحضاح من نار يغلي منها

[صفحه 393]

ام رأسه فقال: کذب أعداء الله، إن أباطالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئک رفيقا.

کنز الفوائد لشيخنا الکراجکي ص 80، کتاب الحجة ص 17، ضياء العالمين

23- روي الشريف الحجة ابن معد في کتاب الحجة ص 22 من طريق شيخنا أبي جعفر الصدوق عن داود الرقي قال دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام ولي علي رجل دين وقد خفت نواه فشکوت ذلک إليه فقال عليه السلام: اذا مررت بمکة فطف عن عبدالمطلب طوافا وصل عنه رکعتين، وطف عن أبي طالب طوافا وصل عنه رکعتين، وطف عن عبدالله طوافا وصل عنه رکعتين. وطف عن آمنة طوافا وصل عنها رکعتين، وعن فاطمة بنت أسد طوافا وصل عنها رکعتين. ثم ادع الله عزوجل أن يرد عليک مالک. قال: ففعلت ذلک ثم خرجت من باب الصفا فإذا غريمي واقف يقول: يا داود جئني هناک فاقض حقک.

وذکره العلامة المجلسي في البحار 24:9.

24- أخرج ثقة الاسلام الکليني في الکافي ص 244 بالاسناد عن الامام الصادق عليه السلام قال: بينا النبي صلي الله عليه وآله في المسجد الحرام وعليه ثياب له جدد فألقي المشرکون عليه سلا[9] ناقه فملؤا ثيابه بها فدخله من ذلک ما شاء الله فذهب إلي أبي طالب فقال له: يا عم کيف تري حسبي فيکم؟ فقال له: وما ذاک يابن أخي؟ فأخبره الخبر فدعا أبوطالب حمزة وأخذ السيف وقال لحمزة: خذ السلا ثم توجه إلي القوم والنبي صلي الله عليه وآله معه فأتي قريشا وهم حول الکعبة، فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه ثم قال لحمزة: أمر السلا علي أسبلتهم[10] ففعل ذلک حتي أتي علي آخرهم ثم التفت أبوطالب إلي النبي فقال: يابن أخي هذا حسبک فينا.

وذکره جمع من الاعلام وأئمة الحديث في تآليفهم

25- أخرج أبوالفرج الاصبهاني باسناده عن الامام الصادق عليه السلام قال کان أميرالمؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروي شعر أبي طالب عليه السلام وان يدون وقال: تعلموه وعلموه

[صفحه 394]

أولادکم فإنه کان علي دين الله وفيه علم کثير.

کتاب الحجة ص 25، بحار الانوار 9 ص 24، ضياء العالمين للفتوني.

26- روي شيخنا الصدوق في أماليه ص 304 بالاسناد عن الامام الصادق عليه السلام قال: أول جماعة کانت إن رسول الله صلي الله عليه وآله کان يصلي وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب معه إذ مر أبوطالب به وجعفر معه قال: يابني صل جناح إبن عمک فلما أحسه رسول الله تقدمهما وانصرف أبوطالب مسرورا وهو يقول:


إن عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والکرب


إلي آخر أبيات مرت صحيفة 356 وتأتي في ص 397، والحديث رواه الشيخ أبوالفتوح في تفسيره 211:4.

27- أخرج ثقة الاسلام الکليني في الکافي ص 242 باسناده عن درست بن أبي منصور انه سأل أباالحسن الاول- الامام الکاظم- عليه السلام: أکان رسول الله صلي الله عليه وآله محجوجا بأبي طالب؟ فقال: لا. ولکنه کان مستودعا للوصايا فدفعها إليه فقال: قلت: فدفع اليه الوصايا علي انه محجوج به؟ فقال:لو کان محجوجا به ما دفع اليه الوصية قال: قلت: فما کان حال أبي طالب: قال:أقر بالنبي وبما جاء به ودفع اليه الوصايا ومات من يومه.

قال الاميني: هذه مرتبة فوق مرتبة الايمان فإنها مشفوعة بما سبق عن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام تثبت لابي طالب مرتبة الوصاية والحجية في وقته فضلا عن بسيط الايمان، وقد بلغ ذلک من الثبوت إلي حد ظن السائل أن النبي صلي الله عليه وآله کان محجوجا به قبل بعثته، فنفي الامام عليه السلام ذلک،وأثبت ما ثبت له من الوصاية وانه کان خاضعا بالابراهيمية الحنيفية، ثم رضخ للمحمدية البيضاء، فسلم الوصايا للصادع بها، وقد سبق ايمانه بالولاية العلوية الناهض بها ولده البار صلوات الله وسلامه عليه.

28- أخرج شيخنا أبوالفتح الکراجکي ص 80 باسناده عن أبان بن محمد قال کتبت إلي الامام الرضا علي بن موسي الرضا عليهماالسلام: جعلت فداک. إلي آخر ما مر في ص 381،

وذکره السيد في کتاب الحجة ص 16، والسيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة،

[صفحه 395]

والعلامة المجلسي في بحار الانوار ص 33، وشيخنا الفتوني في ضياء العالمين 29- روي شيخنا المفسر الکبير أبوالفتوح في تفسيره 211:4، عن الامام الرضا سلام الله عليه وقال روي عن آبائه بعدة طرق: ان نقش خاتم أبي طالب عليه السلام کان: رضيت بالله ربا، وبابن أخي محمد نبيا، وبابني علي له وصيا. ورواه السيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والاشکوري في محبوب القلوب

30- اخرج الشيخ أبوجعفر الصدوق باسناد له: ان عبدالعظيم بن عبدالله العلوي الحسيني المدفون بالري کان مريضا فکتب إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام: عرفني يابن رسول الله عن الخبر المروي: ان أباطالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فکتب اليه الرضا عليه السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإنک إن شککت في ايمان أبي طالب کان مصيرک إلي النار.

کتاب الحجة ص 16، ضياء العالمين لابي الحسن الشريف.

31- أخرج شيخنا الفقيه أبوجعفر الصدوق بالاسناد عن الامام الحسن بن علي العسکري عن آبائه عليهم السلام في حديث طويل: إن الله تبارک وتعالي أوحي إلي رسوله صلي الله عليه وآله إني قد أيدتک بشيعتين: شيعة تنصرک سرا، وشيعة تنصرک علانية، فأما التي تنصرک سرا فسيدهم وأفضلهم عمک أبوطالب، وأما التي تنصرک علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب. ثم قال: وإن أباطالب کمؤمن آل فرعون يکتم ايمانه.

کتاب الحجة ص 115، ضياء العالمين لابي الحسن الشريف.

32- أخرج شيخنا الصدوق في أماليه ص 365 من طريق الاعمش عن عبدالله بن عباس عن أبيه قال: قال أبوطالب لرسول الله صلي الله عليه وآله: يابن أخي الله أرسلک؟ قال: نعم. قال: فأرني آية. قال: ادع لي تلک الشجرة. فدعاها فأقبلت حتي سجدت بين يديه ثم انصرفت، فقال أبوطالب: أشهد انک صادق، يا علي صل جناح ابن عمک.

ورواه أبوعلي الفتال في روضة الواعظين ص 121، ورواه السيد ابن معد في الحجة ص 25 ولفظه: قال أبوطالب للنبي صلي الله عليه وآله بمحضر من قريش ليريهم فضله: يابن أخي ألله

[صفحه 396]

أرسلک؟ قال: نعم. قال: إن للانبياء معجزا وخرق عادة فأرنا آية. قال: ادع تلک الشجرة وقل لها: يقول لک محمد بن عبدالله: اقبلي باذن الله. فدعاها فأقبلت حتي سجدت بين يديه ثم أمرها بالانصراف فاصرفت، فقال أبوطالب: أشهد انک صادق. ثم قال لابنه علي عليه السلام: يا بني إلزم ابن عمک.

وذکره غير واحد من أعلام الطائفة.

33- أخرج أبوجعفر الصدوق قدس الله سره في الامالي ص 366 باسناده عن سعيد بن جبير عن عبدالله بن عباس انه سأله رجل فقال له: يابن عم رسول الله أخبرني عن أبي طالب هل کان مسلما؟ قال: کيف لم يکن مسلما وهو القائل؟


وقد علموا أن ابننا لا مکذب
لدينا ولا يعبأ بقيل الاباطل


إن أباطالب کان مثله کمثل أصحاب الکهف حين أسروا الايمان وأظهروا الشرک فآتاهم الله أجرهم مرتين.

ورواه السيد ابن معد في (الحجة) ص 115 و 94، وذکره غير واحد من أئمة الحديث.34- أخرج شيخنا أبوعلي الفتال النيسابوري في روضة الواعظين ص 123 عن ابن عباس قال: مر أبوطالب ومعه جعفر ابنه برسول الله عليه السلام وهو في المسجد الحرام يصلي صلاة الظهر وعلي عليه السلام عن يمينه فقال أبوطالب لجعفر: صل جناح ابن عمک فتقدم جعفر وتأخر علي واصطفا خلف رسول الله عليه السلام حتي قضي الصلاة وفي ذلک يقول أبوطالب:


ان عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والنوب[11] .


أجعلهما عرضة العداء إذا
اترک ميتا


لا تخذلا وانصرا ابن عمکا
أخي لامي من بينهم وأبي


والله لا أخذل النبي ولا
يخذله من بني ذو حسب[12] .


وأخرج سيدنا ابن معد في کتاب الحجة ص 59 باسناده عن عمران بن الحصين

[صفحه 397]

الخزاعي قال: کان والله إسلام جعفر بأمر أبيه، وذلک: مر أبوطالب ومعه إبنه جعفر برسول الله وهو يصلي وعلي عليه السلام عن يمينه فقال أبوطالب لجعفر: صل جناح ابن عمک فجاء جعفر فصلي مع النبي صلي الله عليه وآله، فلما قضي صلاته قال له النبي صلي الله عليه وآله يا جعفر وصلت جناح ابن عمک، إن الله يعوضک من ذلک جناحين تطيربهما في الجنة.

فأنشأ ابوطالب رضوان الله عليه يقول:


إن عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والنوب


لا تخذلا وانصرا ابن عمکا
أخي لامي من بينهم وأبي


إن أبا معتب قد أسلمنا
ليس ابومعتب بذي حدب[13] .


والله لا أخذل النبي ولا
يخذله من بني ذو حسب


حتي ترون الرئوس طايحة
منا ومنکم هناک بالقضب


نحن وهذا النبي اسرته
نضرب عنه الاعداء کالشهب


إن نلتموه بکل جمعکم
فنحن في الناس ألام العرب


ورواه شيخنا أبوالفتح الکراجکي بطريق آخر عن أبي ضوء بن صلصال قال: کنت أنصر النبي صلي الله عليه وآله مع أبي طالب قبل إسلامي، فاني يوما لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة القيظ إذ خرج أبوطالب إلي شبيها بالملهوف فقال لي: يا أباالغضنفر هل رأيت هذين الغلامين؟ يعني النبي وعليا عليهماالسلام فقلت: ما رأيتهما مذ جلست فقال: قم بنا في الطلب لهما فلست آمن قريشا أن تکون اغتالهما قال: فمضينا حتي خرجنا من أبيات مکة ثم صرنا إلي جبل من جبالها فاسترقيناه إلي قلته فإذا النبي صلي الله عليه وآله وعلي عن يمينه وهما قائمان بازاء عين الشمس يرکعان ويسجدان فقال أبوطالب لجعفر ابنه وکان معنا: صل جناح ابن عمک. فقام إلي جنب علي فأحسن بهما النبي صلي الله عليه وآله وسلم فتقدمهما وأقبلوا علي أمرهم حتي فرغوا مما کانوا فيه ثم أقبلوا نحونا فرأيت السرور يتردد في وجه أبي طالب ثم انبعث يقول الابيات.

35- عن عکرمة عن ابن عباس قال قال: أخبرني أبي ان أباطالب رضي الله عنه شهد عند الموت أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله. (ضياء العالمين )

[صفحه 398]

36- في تفسير الوکيع من طريق أبي ذر الغفاري انه قال: والله الذي لا إله إلا هو ما مات أبوطالب رضي الله عنه حتي أسلم بلسان الحبشة قال لرسول الله صلي الله عليه وآله: أتفقه الحبشة؟ قال: يا عم إن الله علمني جميع الکلام. قال: يا محمدا اسدن لمصاقا قاطا لاها، يعني أشهد مخلصا لا إله إلا الله، فبکي رسول الله صلي الله عليه وآله وقال: إن الله أقر عيني بأبي طالب. ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف.

أحب سيد الابطح الشهادة بلغة الحبشة في موقفه هذا بعد ما أکثرها بلغة الضاد وبغيرها کما فصل القول فيها شيخنا الحجة ابوالحسن الشريف الفتوني المتوفي 1138 في کتابه القيم الضخم «ضياء العالمين» وهو أثمن کتاب الف في الامامة.

37- روي شيخنا أبوالحسن قطب الدين الراوندي في کتابه) الخرائج والجرائح (عن فاطمة بنت أسد انها قالت: لما توفي عبدالمطلب أخذ أبوطالب النبي صلي الله عليه وآله عنده لوصية أبيه به وکنت أخدمه وکان في بستان دارنا نخلات وکان أول إدراک الرطب و کنت کل يوم ألتقط له حفنة من الرطب فما فوقها وکذلک جاريتي فاتفق يوما أن نسيت أن التقط له شيئا ونسيت جاريتي ايضا، وکان محمد نائما ودخل الصبيان واخذوا کلما سقط من الرطب وانصرفوا فنمت ووضعت الکم علي وجهي حياء من محمد صلي الله عليه وآله اذا انتبه فانتبه محمد صلي الله عليه وآله وسلم ودخل البستان فلم ير رطبة علي وجه الارض فأشار إلي نخلة وقال: أيتها الشجرة أنا جائع. فرايت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتي أکل منها ما أراد ثم أرتفعت إلي موضعها، فتعجبت من ذلک وکان أبوطالب رضي الله عنه غائبا فلما أتي وقرع الباب عدوت إليه حافية وفتحت الباب وحکيت له مارأيت فقال: هو إنما يکون نبيا وأنت تلدين له وزيرا بعد يأس. فولدت عليا عليه السلام کما قال:

38- روي شيخنا الفقيه الاکبر إبن بابويه الصدوق في أماليه ص 158 بالاسناد عن أبي طالب سلام الله عليه قال قال عبدالمطلب: بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت کاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منکبي، فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير، فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي فقالت: ما شأن سيد العرب متغير اللون؟ هل را به من حدثان الدهر ريب؟ فقلت لها: بلي إني رأيت الليلة أنا نائم في الحجر کأن شجرة قد نبتت علي ظهري قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها الشرق

[صفحه 399]

والغرب، ورأيت نورا يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها، وهي کل يوم تزداد عظما ونورا، ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثيابا فيأخذهم ويکسر ظهورهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لاتناول غصنا من أغصانها فصاح بي الشاب وقال: مهلا ليس لک منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني؟فقال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها، فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون، فرأيت لون الکاهنة قد تغير قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبک ولد يملک الشرق والغرب وينبأ في الناس. فتسري عني غمي، فانظر أباطالب لعلک تکون أنت، وکان أبوطالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلي الله عليه وآله وسلم قد خرج ويقول: کانت الشجرة والله أباالقاسم الامين.

39- قال السيد الحجة في کتابه (الحجة) ص 68: ذکر الشريف النسابة العلوي العمري المعروف بالموضح باسناده: ان أباطالب لما مات لم تکن نزلت الصلاة علي الموتي فما صلي النبي عليه ولا علي خديجة، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب والنبي صلي الله عليه وآله وسلم وعلي وجعفر وحمزة جلوس فقاموا وشيعوا جنازته واستغفروا له فقام قوم: نحن نستغفر لموتانا وأقاربنا المشرکين ايضا ظنا منهم أن أباطالب مات مشرکا لانه کان يکتم إيمانه فنفي الله عن أبي الشرک ونزه نبيه صلي الله عليه وآله والثلاثة المذکورين عليهم السلام عن الخطأ في قوله: ما کان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشرکين ولو کانوا اولي قربي، فمن قال بکفر أبي طالب فقد حکم علي النبي بالخطأ والله تعالي قد نزهه عنه في أقواله وأفعاله. الخ.

وأخرج أبوالفرج الاصبهاني بالاسناد عن محمد بن حميد قال: حدثني أبي قال: سئل أبوالجهم بن حذيفة: أصلي النبي صلي الله عليه وآله علي أبي طالب؟ فقال: وأين الصلاة يومئذ؟ إنما فرضت الصلاة بعد موته، ولقد حزن عليه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وأمر عليا بالقيام بأمره وحضر جنازته وشهد له العباس وأبوبکر بالايمان وأشهد علي صدقهما لانه کان يکتم ايمانه ولو عاش إلي ظهور الاسلام لاظهر ايمانه. 40- عن مقاتل: لما رأت قريش يعلو أمر النبي صلي الله عليه وآله وسلم قالوا:لا نري محمدا

[صفحه 400]

يزداد إلا کبرا وإن هو إلا ساحر أو مجنون، فتعاقدوا لئن مات أبوطالب رضي الله عنه ليجمعن القبائل کلها علي قتله، فبلغ ذلک أباطالب فجمع بني هاشم واحلافهم من قريش فوصاهم بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم وقال: ابن أخي کلما يقول أخبرنا بذلک آبائنا وعلمائنا، وأن محمدا نبي صادق، وأمين ناطق، وإن شأنه أعظم شأن، ومکانه من ربه أعلي مکان، فأجيبوا دعوته واجتمعوا علي نصرته، وراموا عدوه من وراء حوضته، فانه الشرف الباقي لکم طول الدهر ثم أنشأ يقول:


أوصي بنصر النبي الخير مشهده
عليا ابني وعم الخير عباسا


وحمزة الاسد المخشي صولته
وجعفرا أن يذودا دونه الناسا


وهاشما کلها اوصي بنصرته
أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا


کونوا فداء لکم امي وما ولدت
من دون أحمد عندالروع أتراسا


بکل أبيض مصقول عوارضه
تخاله في سواد الليل مقباسا[14] .


قال الاميني: هذه جملة مما أوقفنا السير عليه من أحاديث رواة الحق والحقيقة وصفحنا عما يربو علي الاربعين روما للاختصار، فأنت إذا أضفت إليها ما أسلفناه مما يروي عن آل أبي طالب وذويه، واشفعتها بما مر من أحاديث مواقف سيد الاباطح، وجمعتها مع ما جاء من الشهادات الصريحة في شعره تربوا الادلة علي ايمانه الخالص و اسلامه القويم علي مائة دليل، فهل من مساغ لذي مسکة أن يصفح عن هذه کلها؟ و کل واحد منها يحق أن يستند إليه في إسلام أي أحد، نعم: إن في أبي طالب سرا لا يثبت ايمانه بألف دليل، وايمان غيره يثبت بقيل مجهول ودعوي مجردة، إقرأ واحکم وقد فصل القول في هذه الادلة جمع من أعلام الطائفة کشيخنا العلامة الحجة المجلسي في بحار الانوار 14:9 تا 33 وشيخنا العلم القدوة أبي الحسن الشريف الفتوي في الجزء الثاني من کتابه القيم الضخم ضياء العالمين (والکتاب موجود عندنا) وهو أحسن ما کتب في الموضوع کما ان ما ألف السيد البرزنجي ولخصه السيد أحمد زيني دحلان أحسن ما ألف في الموضوع بقلم أعلام أهل السنة، وأفرد ذلک إلي ألف آخرون منهم:

[صفحه 401]


صفحه 386، 387، 388، 389، 390، 392، 393، 394، 395، 396، 397، 398، 399، 400، 401.








  1. راجع ما اسلفناه ص 379.
  2. راجع ما مر في صفحة 374.
  3. راجع ما اسلفناه ص 377.
  4. محمد بن احمد القمي الفامي احد مشايخ شيخ الطائفة الطوسي والکراجکي والکتاب مخطوط موجود عندنا.
  5. راجع ما أسلفناه ص 378.
  6. ثلثة أفهار: ثلاث قطع کل منها تملا الکف.
  7. راجع ما اسلفناه ص 359 وياتي في الجزء الثامن في الايات ما يأيد هذه القصة.
  8. يعني به ابالهب.
  9. السلا: الجلدة التي يکون فيها الولد.
  10. وفي بعض النسخ: سبالهم ج السبلة: مقدمة اللحية. وما علي الشارب من الشعر.
  11. وفي نسخة: عند أحتدام الهموم والکرب.
  12. راجع فيما اسلفناه ص 394.
  13. ابومعتب کنية ابي لهب کما مر. ذي جدب: ذي تعطف.
  14. العالمين لشيخنا الفتوني.