قصاري القول في سيد الابطح عند القوم
هذا المسلک الذي سلکه العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي في نجاة أبي طالب لم يسبقه اليه أحد فجزاه الله أفضل الجزاء، وسلکه هذا الذي سلکه يرتضيه کل من کان متصفا بالانصاف من أهل الايمان، لانه ليس فيه إبطال شئ من النصوص ولا تضعيف لها، وغاية ما فيه أنه حملها علي معان مستحسنة يزول بها الاشکال ويرتفع الجدال، ويحصل بذلک قرة عين النبي صلي الله عليه وسلم، والسلامة من الوقوع في تنقيص أبي طالب أو بغضه، فإن ذلک يؤذي النبي صلي الله عليه وسلم وقد قال الله تعالي: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. وقال تعالي: والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم.. وقد ذکر الامام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه علي الکتاب المسمي بشهاب الاخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفي:454 إن بغض أبي طالب کفر. ونص علي ذلک ايضا من أئمة المالکية العلامة علي الاجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته علي الشفاء فقال عند ذکر أبي طالب: لا [صفحه 382] ينبغي أن يذکر إلا بحماية النبي صلي الله عليه وسلم لانه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذکره بمکروه أذية للنبي صلي الله عليه وسلم ومؤذي النبي صلي الله عليه وسلم کافر، والکافر يقتل، وقال أبوطاهر: من أبغض أباطالب فهو کافر. ومما يؤيد هذا التحقيق الذي حققه العلامة البرزنجي في نجاة أبي طالب إن کثيرا من العلماء المحققين وکثيرا من الاولياء العارفين أرباب الکشف قالوا بنجاة ابي طالب منهم: القرطبي والسبکي والشعراني وخلائق کثيرون وقالوا: هذا الذي نعتقده وندين الله به، وإن کان ثبوت ذلک عندهم بطريق غير الطريق الذي سلکه البرزنجي، فقد إتفق معهم علي القول بنجاته، فقول هؤلاء الائمة بنجاته أسلم للعبد عند الله تعالي لا سيما مع قيام هذه الدلائل والبراهين التي أثبتها العلامة البرزنجي. ا ه. وذکر السيد زيني دحلان في أسني المطالب ص 43 قال: ولله در القائل: قفا بمطلع سعد عز ناديه واستقبلا مطلع الانوار في افق الحجون واحترسا أن تبهرا فيه مغني به وابل الرضوان منهمر قفا فذا بلبل الافراح من طرب واستمليا لاحاديث العجائب عن حامي الذمار مجير الجار من کرمت عم النبي الذي لم يثنه حسد هو الذي لم يزل حصنا لحضرته وکل خير ترجاه النبي له فيا من أم العلا في الخالدات غدا قد خصک الله بالمختار تکلؤه عنيت بالحب في طه ففزت به کم شمت آيات صدق يستضاء بها من الذي فاز في الماضين أجمعهم کفلت خير الوري في يتمه شغفا [صفحه 383] عضدته حين عادته عشيرته نصرت من لم يشم الکون رائحة الوجود لو لم يقدر کونه فيه إن الذي قمت في تأييد شوکته إن الذي أنت قد أحببت طلعته لله درک من قناص فرصته يهنيک فوزک أن قدمت منکم يدا من يسد أحسن معروف لاحسن من ومن سعي لسعيد في مطالبه ومن سعي لسعيد في مطالبه فيا سعيد المساعي في متاجره مستمطرا منک مزن الخير معترفا ثم قال: في ص 44 وقيل ايضا: إن القلوب لتبکي حين تسمع ما فإن يکن أجمع الاعلام إن له أما إذا اختلفوا فالرأي أن تردا تتابع المثبتي الايمان من زمر وهم عدول خيار في مقاصدهم لا تزدريهم أتدري من همو فهمو هم السيوطي والسبکي مع نفر[3] . وأهل کشف وشعرانيهم وکذا [صفحه 384]
إن کلا من هذه العقودالذهبية بمفرده کاف في إثبات الغرض فکيف بمجموعها ومن المقطوع به ان الائمة من ولد أبي طالب عليه السلام أبصر الناس بحال أبيهم، وانهم لم ينوهوا إلي بمحض الحقيقة، فإن العصمة فيهم رادعة عن غير ذلک، ولقد أجاد مفتي الشافعية بمکة المکرمة في (أسني المطالب) حيث قال في ص 33:
وأمليا شرح شوقي في مغانيه
ونائرات الهدي دلت مناديه
يروي بديع المعاني في أماليه
بحر هناک بديع في معانيه
منه السجايا فلم يفخر مباريه
عن نصره فتغالي في مراضيه
موفقا لرسول الله يحميه
وهو الذي قط ما خابت أمانيه
أغث للهفافه واسعف مناديه
وتستعز به فخرا وتطريه
ومن ينل حب طه فهو يکفيه
وتملا القلب ايمانا وترويه؟
بمثل ما فزت من طه وباريه؟
وبت بالروح والابناء تفديه
وکنت حائطه من بغي شانيه
هوالذي لم يکن شئ يساويه
حبيب من کل شئ في أياديه
مذ شمت برق الاماني من نواحيه
إلي ملي وفي في جوازيه
جازي ينل فوق ما نالت أمانيه
فهو الحري بأن تحظي أماليه
فهو الحري بأن تحظي أماليه
قد جئت ربعک أستهمي غواديه
بأن غرس المني يعني بصافيه. الخ
أبدي أبوطالب في حق من عظما
نارا فلله کل الکون يفعل ما[1] .
مواردا يرتضيها عقل من سلما
في معظم الدين تابعناهم فکما[2] .
فلا نقل: إنهم لن يبلغوا عظما
همو عري الدين قد أضحوا به زعما
کعدة النقبا حفاظ أهل حما
القرطبي والسحيمي الجميع کما[4] .
صفحه 382، 383، 384.