قصاري القول في سيد الابطح عند القوم











قصاري القول في سيد الابطح عند القوم



إن کلا من هذه العقودالذهبية بمفرده کاف في إثبات الغرض فکيف بمجموعها ومن المقطوع به ان الائمة من ولد أبي طالب عليه السلام أبصر الناس بحال أبيهم، وانهم لم ينوهوا إلي بمحض الحقيقة، فإن العصمة فيهم رادعة عن غير ذلک، ولقد أجاد مفتي الشافعية بمکة المکرمة في (أسني المطالب) حيث قال في ص 33:

هذا المسلک الذي سلکه العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي في نجاة أبي طالب لم يسبقه اليه أحد فجزاه الله أفضل الجزاء، وسلکه هذا الذي سلکه يرتضيه کل من کان متصفا بالانصاف من أهل الايمان، لانه ليس فيه إبطال شئ من النصوص ولا تضعيف لها، وغاية ما فيه أنه حملها علي معان مستحسنة يزول بها الاشکال ويرتفع الجدال، ويحصل بذلک قرة عين النبي صلي الله عليه وسلم، والسلامة من الوقوع في تنقيص أبي طالب أو بغضه، فإن ذلک يؤذي النبي صلي الله عليه وسلم وقد قال الله تعالي: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. وقال تعالي: والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم..

وقد ذکر الامام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه علي الکتاب المسمي بشهاب الاخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفي:454 إن بغض أبي طالب کفر. ونص علي ذلک ايضا من أئمة المالکية العلامة علي الاجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته علي الشفاء فقال عند ذکر أبي طالب: لا

[صفحه 382]

ينبغي أن يذکر إلا بحماية النبي صلي الله عليه وسلم لانه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذکره بمکروه أذية للنبي صلي الله عليه وسلم ومؤذي النبي صلي الله عليه وسلم کافر، والکافر يقتل، وقال أبوطاهر: من أبغض أباطالب فهو کافر.

ومما يؤيد هذا التحقيق الذي حققه العلامة البرزنجي في نجاة أبي طالب إن کثيرا من العلماء المحققين وکثيرا من الاولياء العارفين أرباب الکشف قالوا بنجاة ابي طالب منهم: القرطبي والسبکي والشعراني وخلائق کثيرون وقالوا: هذا الذي نعتقده وندين الله به، وإن کان ثبوت ذلک عندهم بطريق غير الطريق الذي سلکه البرزنجي، فقد إتفق معهم علي القول بنجاته، فقول هؤلاء الائمة بنجاته أسلم للعبد عند الله تعالي لا سيما مع قيام هذه الدلائل والبراهين التي أثبتها العلامة البرزنجي. ا ه.

وذکر السيد زيني دحلان في أسني المطالب ص 43 قال: ولله در القائل:


قفا بمطلع سعد عز ناديه
وأمليا شرح شوقي في مغانيه


واستقبلا مطلع الانوار في افق الحجون واحترسا أن تبهرا فيه


مغني به وابل الرضوان منهمر
ونائرات الهدي دلت مناديه


قفا فذا بلبل الافراح من طرب
يروي بديع المعاني في أماليه


واستمليا لاحاديث العجائب عن
بحر هناک بديع في معانيه


حامي الذمار مجير الجار من کرمت
منه السجايا فلم يفخر مباريه


عم النبي الذي لم يثنه حسد
عن نصره فتغالي في مراضيه


هو الذي لم يزل حصنا لحضرته
موفقا لرسول الله يحميه


وکل خير ترجاه النبي له
وهو الذي قط ما خابت أمانيه


فيا من أم العلا في الخالدات غدا
أغث للهفافه واسعف مناديه


قد خصک الله بالمختار تکلؤه
وتستعز به فخرا وتطريه


عنيت بالحب في طه ففزت به
ومن ينل حب طه فهو يکفيه


کم شمت آيات صدق يستضاء بها
وتملا القلب ايمانا وترويه؟


من الذي فاز في الماضين أجمعهم
بمثل ما فزت من طه وباريه؟


کفلت خير الوري في يتمه شغفا
وبت بالروح والابناء تفديه

[صفحه 383]

عضدته حين عادته عشيرته
وکنت حائطه من بغي شانيه


نصرت من لم يشم الکون رائحة الوجود لو لم يقدر کونه فيه


إن الذي قمت في تأييد شوکته
هوالذي لم يکن شئ يساويه


إن الذي أنت قد أحببت طلعته
حبيب من کل شئ في أياديه


لله درک من قناص فرصته
مذ شمت برق الاماني من نواحيه


يهنيک فوزک أن قدمت منکم يدا
إلي ملي وفي في جوازيه


من يسد أحسن معروف لاحسن من
جازي ينل فوق ما نالت أمانيه


ومن سعي لسعيد في مطالبه
فهو الحري بأن تحظي أماليه


ومن سعي لسعيد في مطالبه
فهو الحري بأن تحظي أماليه


فيا سعيد المساعي في متاجره
قد جئت ربعک أستهمي غواديه


مستمطرا منک مزن الخير معترفا
بأن غرس المني يعني بصافيه. الخ


ثم قال: في ص 44 وقيل ايضا:


إن القلوب لتبکي حين تسمع ما
أبدي أبوطالب في حق من عظما


فإن يکن أجمع الاعلام إن له
نارا فلله کل الکون يفعل ما[1] .


أما إذا اختلفوا فالرأي أن تردا
مواردا يرتضيها عقل من سلما


تتابع المثبتي الايمان من زمر
في معظم الدين تابعناهم فکما[2] .


وهم عدول خيار في مقاصدهم
فلا نقل: إنهم لن يبلغوا عظما


لا تزدريهم أتدري من همو فهمو
همو عري الدين قد أضحوا به زعما


هم السيوطي والسبکي مع نفر[3] .
کعدة النقبا حفاظ أهل حما


وأهل کشف وشعرانيهم وکذا
القرطبي والسحيمي الجميع کما[4] .

[صفحه 384]


صفحه 382، 383، 384.








  1. اي يفعل ما يشاء.
  2. أي کما تابعناهم في معظم الدين نتابعهم في هذا.
  3. للسيوطي کتاب (بغية الطالب لايمان أبي طالب وحسن خاتمته) توجد نسخته في مکتبة «قوله» بمصر ضمن مجموعة رقم 16، وهي بخط السيد محمود فرغ من الکتابة سنة 1105. راجع الذريعة لشيخنا الطهراني 511:2.
  4. أي کما تري في الوثاقة.