منتهي القول عن مناقب عثمان











منتهي القول عن مناقب عثمان



إلي هنا ننهي القول عن فضائل عثمان التي اختلقتها وثابة الشره ومهملجة المطامع والشهوات في العصور الاموية طمعا في رضائخ اولئک المقعين علي أنقاض عرش الخلافة وأکثر هؤلاء شاميون أو بصريون الذين جبلوا بحب العثمنيين، ومناوءة سروات المجد من العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، فليس وضع تلکم الروايات عنهم ببعيد، ولعل هناک من ضرائب ما ذکرناه أشياء لکن سبيلها سبيل هذه الطامات في الاسانيد والمتون ومنشأ الکل هو المغالاة في الفضائل من غير تفهم ولا روية.

ولعل القوم في عذر مما هم عليه من عدم الاخذ بآراء الحفاظ وأئمة الفن الواردة في باب الجرح والتعديل، وعدم إجرائها في رجال تلکم المسانيد سلسلة البلايا والطامات التي اتخذوها حجة في الفضائل، وعلوا عليها الدعوة إلي اناس والتخذيل عن آخرين، ولامندوحة لاولئک من رواية مرمعات الحديث، الاخذ بالموضوع المختلق، لانهم إن جنحوا في باب الفضائل إلي الصحيح الثابت في التاريخ والحديث فحسب، واقتصروا علي ماصح منها، وصفحوا عن الباطل المزيف، وترکواکل تلکم التلفيقات المخزية، لتبقي تلکم الصحائف السوادء بيضاء خالية فارغة عن کل مأثرة و فضيلة وهذا عزيز عليهم جدا لا يحبذه الحب الدفين، ولا تسوغه العصبية، وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم فقد جاءوا ظلما وزورا، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، ويحسون انهم علي شئ ألا إنهم هم الکاذبون، انظر کيف نبين لهم الآيات أني يؤفکون.

[صفحه 378]



صفحه 378.