نظرة في مناقب عثمان الواردة في الصحاح والمسانيد











نظرة في مناقب عثمان الواردة في الصحاح والمسانيد



إلي هنا سبرنا صحيفة من حياة عثمان ولا أدري أهي بيضاء أم غيرها؟ لکن الباحث الممعن فيها يوقفه التنقيب علي نفسياته ومقداره، والغاية من هذا الاسهاب أن نجعل نتيجة هذا الخوض والبحث مقياسا في أمره نرد إليه کل ما يؤثر في حقه فإن ساوي المقياس أثبتناه، وإن طاله أو قصر عنه عرفنا انه من الغلو في الفضائل.

وما سردنا إلي هنا من دعارة في الخلق، وعرامة في الطباع، وعرارة في الشکيمة وشرة في الغرائز، وفظاظة في الاعمال، وتعسف في الحکم، واتباع للشهوات، وميل عن الحق، ودناءة في النفس، وسقطة في الرأي، وسرف في القول، إلي الکثير المتوفر من أمثال هذه مما لا تحمد فعليته ولاعقباه، لايدع الباحث أن يخضع لشئ مما قيل أو تقول فيه من الفضل قويت أسانيده أو وهنت.

[صفحه 274]

کماأن آراء الصحابة الاولين التي زففناها إلي مناظرک في هذا الجزء من صفحة 69 تا 168 لاتدع مجالا للبحث عن صحة تلکم المفتعلات فضلا عن إثباتها، وانک تجد في مرسليها أو مسنديها لفائف من زبانية الميول والاهواء من بصري أوشامي أنهوا أسانيدهم في الغالب إلي موالي عثمان أو إلي رجال بيته الساقط، وذلک مما يعطي انها من صنايع معاوية للخليفة المقتول الذي اتخذ أمره سلما إلي ما کان يبتغيه من المرتقي، وکان معاوية يهب القناطير المقنطرة لوضع الاحاديث في فضائل أبناء بيته الشجرة المنعوتة في القرآن، من بني أمية عامة، ومن آل أبي العاص خاصة، أضف إلي ذلک ما يکتنف أغلب تلک المتون من الموهنات التي لا يقاومها أي تمحل في تصحيحها، وإليک نبذة من تلکم الموضوعات:

1- أخرج مسلم وأحمد من طريق عقيل الاموي عن الليث العثماني عن يحيي ابن سعيد الاموي عن سعيد بن العاص ابن عم عثمان عن عائشة وعثمان قالا: إن أبا بکر استأذن علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو مضطجع علي فراشه لابس مرط عائشة فأذن لابي بکر وهو کذلک فقضي إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو علي تلک الحال فقضي إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليک ثيابک. فقضيت إليه حاجتي. ثم انصرف، فقالت عائشة: يا رسول الله؟ مالي لم أرک فزعت لابي بکر وعمر رضي الله عنهما کما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن عثمان رجل حيي[1] وإني خشيت إن أذنت له علي تلک الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته[2] .

2- أخرج مسلم غيره من طريق عائشة قالت: کان رسول الله صلي الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي کاشفا عن فخذيه وساقيه فاستأذن أبوبکر فأذن له وهو علي تلک الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو کذلک فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم وسوي ثيابه، فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبوبکر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلس وسويت ثيابک؟

[صفحه 275]

فقال: ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائکة[3] .

وأخرج البخاري في مناقب عثمان حديثا وقال في ذيله: زاد عاصم إن النبي صلي الله عليه وسلم کان قاعدا في مکان فيه ماء قد کشف عن رکبتيه أو رکبته فلما دخل عثمان غطاها. قال ابن حجر في فتح الباري 43:7: قال ابن التين: أنکر الداودي هذه الرواية وقال: هذه الرواية ليست من هذا الحديث بل دخل لرواتها حديث في حديث، وإنما ذلک الحديث: إن أبابکر أتي النبي صلي الله عليه وسلم وهو في بيته قد انکشف فخذه فجلس أبوبکر ثم دخل عمر ثم دخل عثمان فغطاها. الحديث.

قال الاميني: الحياء هو انقباض النفس عما لا يلائم خطة الشرف من الناحية الدينية أو الانسانية، وأصله فطري للانسان، وکماله اکتسابي يتأتي بالايمان، فهو يتدرج في الرقي بتدرج الايمان والمعرفة، فتنتهي إلي ملکة راسخة تأبي لصاحبهما التورط في المخازي کلها، فيکون بها الانسان محدودا في أفعاله وتروکه وشهواته وميوله وتنبسط تلکم الحدود علي الاعضاء والجوارح وعلي النفس والعقل، فلا يسع أيا منها الخروج عن حده، قال رسول الله صلي الله عليه وآله: الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وماوعي، والبطن وما حوي، وتذکر الموت والبلي[4] فکل عمل خارج عن حدود الدين والانسانية مناف للحياء، وهو الرادع الوحيد عن الفحشاء والمنکر، وعن کل ما يلوث ذيل الانسانية والعفة والايمان من صغيرة أو کبيرة، ومن لم يستح فله أن يفعل ما يشاء، وجاء في النبوي علي المحدث به وآله السلام: إذا لم تستح فاصنع- فافعل-ماشئت[5] .

وعلي هذا فکل من الفحش والبذاء والکذب والخيانة والغدر والمکر ونقض العهد والتخلع والمجون وما يجري مجراها أضداد للحياء، وقد وقع التقابل بينها وبينه في لسان المشرع الاعظم منها قوله صلي الله عليه وآله: الحياء من الايمان والايمان في الجنة،

[صفحه 276]

والبذاء من الجفاء والجفاء في النار[6] .

وقوله صلي الله عليه واله وسلم: الحياء والعي من الايمان وهما يقربان من الجنة ويباعدان من النار، والفحش والبذاء من الشيطان وهما يقربان من النار ويباعدان من الجنة. أخرجه الطبراني کما في الترغيب والترهيب 165:3.

وقوله صلي الله عليه واله وسلم: يا عائشة! لو کان الحياء رجلا کان رجلا صالحا، ولو کان الفحش رجلا کان رجل سوء. رواه الطبراني وأبوالشيخ کما في الترغيب والترهيب 166:3.

وقوله صلي الله عليه واله وسلم: ما کان الفحش في شئ إلا شانه، وما کان الحياء في شئ إلا زانه أخرجه ابن ماجة في سننه 546:2، والترمذي في الصحيح.

وقوله صلي الله عليه واله وسلم: إن الله عزوجل إذا أراد أن يهلک عبدا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا، فإذا لم تلقه إلا مقيتا ممقتا نزعت منه الامانة، فإذا نزعت منه الامانة لم تلقه إلا خائنا مخونا، فإذا لم تلقه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيما ملعنا، فإذا لم تلقه إلا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الاسلام.

أخرجه ابن ماجة کما في الترغيب والترهيب 167:2.

وقال صلي الله عليه وآله: الحياء لايأتي إلا بخير[7] وقال المناوي في شرحه في فيض القدير 427:3: لان من استحيا من الناس أن يروه يأتي بقبيح دعاه ذلک إلي أن يکون حياؤه من ربه أشد فلا يضيع فريضة، ولا يرتکب خطيئة، قال ابن عربي: الحياء أن لايفعل الانسان ما يخجله إذا عرف منه انه عرف منه انه فعله، والمؤمن يعلم بأن الله يري کل ما يفعله، فيلزمه الحياء منه لعلمه بذلک، وبأنه لابد أن يقرره يوم القيامة علي ما عمله فيخجل فيؤديه إلي ترک ما يخجل منه، وذلک هو الحياء فمن ثم لايأتي إلابخير.

وقال: حقيقة الحياء خلق يبعث علي ترک القبيح، ويمنع من التقصير في حق الغير،وقال بعض الحکماء: من کسا[8] الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.

[صفحه 277]

إذن هلم معي لنسبر حياة الخليفة- عثمان- علنا نجد فيها ما يصح للبرهنة علي ثبوت هذه الملکة له إن لم يکفأنا الاياس منها بخفي حنين، فارجع البصر کرتين فيما سردناه من أفعال الخليفة وتروکه ومحاوراته وأقواله، ثم انظر هل تجد في شئ منها مايدعم هذه الدعوي له فضلا عن أن يکون أحيأ الناس، أو أشد الامة حياء، أو تستحيي منه الملائکة؟

أيصلح شاهدا لذلک قوله لمولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام: والله ما أنت عندي أفضل من مروان؟ هلا کان يعلم أن الله عد عليا في کتابه نفس النبي الاقدس وقد طهره بنص الذکر الحکيم، ومروان طريد ابن طريد، وزغ ابن وزغ، لعين ابن لعين راجع الجزء الثامن ص 260 ط 2.

أو اتهامه ذلک الامام الطاهر سيد العترة بکتاب کتبه هو في قتل محمد بن أبي بکر وأصحابه وتعذيبهم وتنکيلهم، فينکر ما کتب ويقول له عليه السلام: اتهمک واتهم کاتبي مروان؟

أو قوله للامام عليه السلام: لئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذک سلما وعضدا ويعدک کهفا وملجأ؟ أو قوله له عليه السلام لما کلمه في أمر عمار ونفيه إياه:أنت أحق بالنفي منه؟

أو قوله لاصحابه مروان ومن کان علي شاکلته يستشيرهم في أمر أبي ذر: أشيروا علي في هذا الشيخ الکذاب إما أن أضربه أو أحبسه أو أقتله؟ وملا مسامع الصحابة قوله صلي الله عليه واله وسلم: ما أظلت الخضراء، وما أقلت الغبراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذر. إلي کلمات أخري له صلي الله عليه وآله وسلم في الثناء عليه، راجع الجزء الثامن ص 312 ط 2. أو قوله لعمار لما سمع منه- رحم الله أباذر من کل أنفسنا-: ياعاض أيرأبيه أتراني ندمت علي تسييره؟ وأمر فدفع في قفاه، وعمار کما عرفته في هذا الجزء ص 20 إلي 28 جلدة ما بين عيني رسول الله وأنفه، وهو الطيب المطيب، ملئ ايمانا من قرنه إلي قدمه، اختلط الايمان بلحمه ودمه، يدور مع الحق حيث دار، وقد جاء الثناء عليه في الذکر الحکيم.

إذا کان حقا مايدعيه عثمان لنفسه[9] من أنه لم يمس فرجه بيمينه منذ بابع

[صفحه 278]

رسول الله صلي الله عليه وآله تشريفا ليد النبي الکريمة؟ فليت شعري لماذا طفق يلوک بلسانه اسم أير ياسر أبي عمار؟ وطالما لهج بأحاديث النبوة به، ورتل کتاب الله ترتيلا، أما کان عليه أن يکف لسانه عن البذاءة کرامة للکتاب والسنة، کما ادعي کلاءة نفسه عن مس فرجه کرامة ليد النبوة؟ إن لم يداحمنا هنالک من ينکر دعواه في اليد قياسا علي ما شوهد منه في اللسان مرة بعد أخري.

أيصلح شاهدا لذلک قوله علي صهوة المنبر بين ملا المسلمين في ابن مسعود لما قدم المدينة: ألا إنه قد قدمت عليکم دويبة سوء من يمشي علي طعامه يقئ ويسلح؟وابن مسعود أحد الذين أطراهم الکتاب العزيز، وکان أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه وآله هديا ودلا وسمتا. راجع مامر في هذا الجزء ص 11 -6.

أو قوله لعبدالرحمن بن عوف: إنک منافق؟[10] وهو أحد العشرة المبشرة فيما يحسبون.

أو قوله لصعصعة بن صوحان: البجباج النفاج؟ وهو ذلک السيد الخطيب الفصيح الدين کما مر في ص 42 من هذا الجزء.

أو شتمه المغيرة بن الوليد المخزومي لما دافع عن عمار حينما ضربه عثمان حتي غشي عليه؟

أو قوله في کتابه إلي معاوية: إن أهل المدينة قد کفروا؟ أو قوله في کتاب آخر له: فهم کالاحزاب أيام الاحزاب أو من غزانا بأحد؟ وهو يريد الانصار الذين آووا ونصروا، والمهاجرين الذين صدقوا واتبعوا، وهم الذين يحسب أتباع الخليفة أن کلهم عدول، ولم يکن بينهم متخلف عن النقمة عليه إلا ثلاثة أو أربعة حفظ التاريخ ترجمة حياتهم الموصومة.

أو قوله في کتابه إلي الاشتر وأصحابه: إني قد سيرتکم إلي حمص، فإنکم لستم تألون الاسلام وأهله شرا.

أو قوله المائن علي منبر رسول الله صلي الله عليه وآله: إن هؤلاء القوم من أهل مصر کان بلغهم عن إمامهم أمر فلما تيقنوا انه باطل ما بلغهم عنه رجعوا إلي بلادهم؟ يقول ذلک

[صفحه 279]

بعد ما عهد علي نفسه أن يعمل بالکتاب والسنة، وکتب بهذا کتابا وشهد عليه امة من الصحابة بعد ما اعترف بهناته بين الملا وأظهر الندامة منها وتاب عنها ولذلک کله رجع المصريون وغيرهم من الثائرين عليه إلي بلادهم، وکان يحنث عهده وينقض توبته بتلبيس أبالسته مروان ونظرائه، فهل يفعل مثل هذا من تردي بأبراد الحياء؟

أو مقارفته ليلة وفاة ام کلثوم النبي الاقدس؟ وکان ذلک ممقوتا جدا لرسول الله صلي الله عليه وآله حتي انه ألمح إليه بقوله: هل فيکم من أحد لم يقارف الليلة؟ فمنعه بذلک عن دفن حبيبته، وألصق به هوان الابد.

أو تربعه علي صهوة منبر رسول الله صلي الله عليه وآله لما استخلف؟ وکان أبوبکر يجلس دون مقامه صلي الله عليه وآله بمرقاة ثم عمر دونه بمرقاة، وکان من حق عثمان الذي کان أشد حياء من صاحبيه أن لا يطأ ذلک المرتقي، وأن يتبع ولا أقل سيرة الشيخين في الحياء والادب، لکنه.....

أو مخالفته الکتاب والسنة؟ کما کتب المهاجرون الاولون وبقية الشوري إلي من بمصر من الصحابة والتابعين: أن تعالوا إلينا وتدارکوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها فإن کتاب الله قد بدل، وسنة رسوله قد غيرت[11] وکتبوا إلي الصحابة في الثغور: إن دين محمد قد أفسده من خلفکم وترک، فهلموا فأقيموا دين محمد صلي الله عليه وسلم ورفعت عائشة نعل رسول الله صلي الله عليه وآله وهي تقول: ترکت سنة رسول الله صاحب هذا النعل. وتقول: ما أسرع ما ترکتم سنة نبيکم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد. وتقول: عثمان قد ابلي سنة رسول الله. وتقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا انه قد کفر. إلي کلمات اخري لها ولغيرها في مخالفة الرجل الکتاب والسنة.

أو إعرابه عن تلکم الآراء الشاذة عن الکتاب والسنة في الصلاة والصلاة و الصدقات والاخماس والزکوات والحج والنکاح والحدود والديات بلهجة شديدة بمثل قوله: هذا رأي رأيته. وقوله: لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت انوف أقوام هذا مال الله اعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم. فقال له علي إذن تمنع من ذلک ويحال بينک وبينه. وقال عمار: أشهدالله إن أنفي أول راغم من

[صفحه 280]

ذلک. أو قال: أنا والله أول من رغم أنفه من ذلک. راجع صفحة 15 من هذا الجزء.

أو حثه الناس علي الاخذ بتلکم الآراء المنتئية عن ناموس الاسلام المقدس حتي قال له أميرالمؤمنين لما قال له عثمان: لا تراني أنهي الناس عن شئ وتفعله أنت؟ لم أکن لادع سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم لقول أحد من الناس؟ أوقال له: لم أکن لادع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم لقولک. وکاد أميرالمؤمنين يقتل من جراء تلک الاحدوثة، مر حديثه في ج 219:6 وج 130:8 ط 2.

و قد فتح بذلک باب الجرأة علي الله والتقول عليه بمصراعيه فجاء بعده معاوية ومروان وأبناء أبيه الآخرون يلعبون بدين الله لعبة الصبيان بالدوامة[12] .

أو ايواءه عبيدالله بن عمر لما قتل نفوسا أبرياء ولم يقتص منه ونقم عليه بذلک جل الصحابة- لو لم نقل کلهم- ممن يأبه به وبرأيه؟!

أو تعطيله الحد علي الوليد بن عقبة لرحمه وقرابته منه وقد شرب الخمر وقاء في محراب المسجد الاعظم بالکوفة، حتي وقع التحاور والتحارش بين المسلمين، واحتدم الحوار والمکالمة وتضاربوا بالنعال؟ مر في الجزء الثامن ص 120 تا 125.

أو تسليطه بني امية رجال العيث والفساد أبناء الشجرة الملعونة في القرآن علي رقاب الناس ونواميس الاسلام المقدسة وتوطيده لهم الملک العضوض؟ وتأسيسه بهم حکومة أموية غاشمة في الحواضر الاسلامية؟ کما فصلنا القول فيه في الجزء الثامن ص 288 تا 292 ط 2.

أو رده إلي المدينة وايواءه عمه وأبناؤه وکان قد طردهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تنزيها لتلک الارض المقدسة من اولئک الادناس الارجاس؟.

أو تفويضه الصالح العام إلي مروان المهتوک؟ وتطوره في سياسة العباد بتقلباته؟ کأن بيده مقاليد امور الامة حتي قال له مولانا أميرالمؤمنين: أما رضيت من مروان ولا رضي منک إلا بتحويلک عن دينک وعقلک مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به؟ وقال: ما رضيت من مروان ولا رضي منک إلا بافساد دينک وخديعتک عن عقلک، وإني

[صفحه 281]

لاراه سيوردک ثم لا يصدرک.

أو کتابه إلي ولاته في قتل صلحاء الامة وحبسهم وتنکيلهم وتعذيبهم؟.

أوتسييره عبادالله الصالحين من الصحابة الاولين والتابعين لهم بإحسان من معتقل إلي معتقل، ونفيهم عن عقر دورهم من المدينة والبصرة والکوفة، وايذائهم بکل ما يمکنه من ضرب ووقيعة وتنکيل؟


مشردين نفوا عن عقر دارهم
کأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر


حتي هلک في تسييره سيد غفار أبوذر الصديق المصدق بعد ما تسلخ لحوم أفخاذه من الجهد في تسييره.

هذه نبذ يسيرة قرأناها في صحيفة حياء الخليفة ليعطي الباحث الممعن فيها للنصفة حقها، فيصدق السائل في جوابه، فهل يجد في شئ منها دلالة علي تلفع الرجل بشئ من أبراد الحياء؟ أو يجدها أدلة واضحة علي فقده لهاتيک الملکة الفاضلة؟ ويجده مترد يابضد هذه الغريزة في کل تلکم الاحوال؟ وعلي هذه فقس ما سواها.

علي أن أبابکر کان أولي بالاستحياء منه إن صح مامر في الجزء السابع ص 248 من رواية إستحياء الله منه، وتکذيبه نبيه إستحياء من أبي بکر؟[13] فکيف لم يهتش صلي الله عليه واله وسلم له ولم يبال به ويهتش لعثمان.

لنا کرة ثانية لرواية الحياء من ناحية اخري فان مختلق هذه الافيکة أعشاه الحب اللمعمي والمصم حيث أراد إثبات فضيلة رابية للخليفة ذاهلا أو متذاهلا عن أن لازم ذلک سلب تلک الفضيلة عن نبي الاسلام صلي الله عليه واله وسلم- والعياذ بالله- حيث نسب إليه صلي الله عليه واله وسلم الکشف عن أفخاده بمنتدي من صحابته غير مکترث لحضورهم حتي إذا جاء الذي تستحي منه الملائکة فاستحي منه وسترها، ونحن نقول أولا: إن هذا الفعل مما لا يرتکبه عظماء الناس ورجالات الامم وإنما تجئ بمثله الطبقات الواطئة من أذناب الاعراب، فنبي العظمة الذي يهزأ بالطود في وقاره، ويزري بالبحر في معارفه، وکان کما وصفه أبوسعيد الخدري، أشد حياء من العذراء في خدرها[14] وکان إذا کره شيئا

[صفحه 282]

عرفناه في وجهه. وقد أدبه الله تعالي فلم يدع فيه من شائنة وهذبه حتي استعظم خلقه الکريم بقوله تعالي: «إنک لعلي خلق عظيم» لا يستسيغ ذو لب مؤمن به وبفضله أن يعزو إليه مثل هذا التخلع الشائن.

علي أن الشريعة التي صدع بها جعلت الافخاذ عورة وأمرت بسترها، أخرج أحمد إمام الحنابلة في مسنده 290:5 بالاسناد عن محمد بن جحش ختن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: إن النبي صلي الله عليه وآله مر علي معمر بفناء المسجد محتبيا کاشفا عن طرف فخذه فقال له النبي صلي الله عليه وآله: خمر فخذک يامعمر فإن الفخذ عورة.

وفي لفظ باسناد آخر من طريق ابن جحش قال: مر النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأنا معه علي معمر وفخذاه مکشوفان فقال: يا معمر غط فخذيک فإن الفخذ عورة.

وأخرجه البخاري بهذا الطريق وطريقي ابن عباس وجرهد في صحيحه باب مايذکر في الفخذ 138:1 ثم ذکر من طريقي أنس ان النبي صلي الله عليه وآله وسلم حسر عن فخذه فقال: حديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط وأخرجه من طريق ابن جحش في تاريخه 1 «قسم» 12:1: وأخرجه البيهقي في سننه 228:2، والحاکم في المستدرک 180:4.

قال ابن حجر في الاصابة 448:3 أخرجه أحمد والحاکم وصححه، وأخرجه ابن قانع من وجه آخر عن الاعرج عن معمر أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم مر به وهو کاشف عن فخذه. الحديث.

وقال العسقلاني في فتح الباري 380:1: رجاله رجال الصحيح غير أبي کثير فقد روي عنه جماعة لکن لم أجد فيه تصريحا بتعديل، وقد أخرج ابن قانع هذا الحديث من طريقه أيضا. ووقع لي حديث محمد بن جحش مسلسلا بالمحمدين من إبتدائه إلي إنتهائه وقد أمليته في الاربعين المتباينة.

وذکره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 52:2 عن أحمد والطبراني في الکبير فقال: رجال أحمد ثقات.

2 عن علي رضي الله عنه مرفوعا: لا تبرز فخذک- فخذيک- ولا تنظر إلي فخذ حي ولا ميت أخرجه البيهقي في سننه 228:2 والحاکم في المستدرک 180:4

[صفحه 283]

والبزار کما في نيل الاوطار 48:2.

3 عن جرهد الاسلمي قال: مر رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي بردة وقد انکشفت فخذي وقال: غط فخذک فإن الفخذ عورة.

أخرجه البخاري في صحيحه کما سمعت تعليقا، ورواه مالک في الموطأ وأبوداود وأحمد والترمذي وقال: حسن. وذکره القسطلاني في إرشاد الساري عن مالک والترمذي فقال: وصححه ابن حبان، وذکر الشوکاني في نيل الاوطار 50:2 تصحيح ابن حبان إياه، وأخرجه البيهقي في سننه 228:2 من طريقين، والحاکم في المستدرک 180:4.

4 عن ابن عباس: مر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي رجل وفخذه خارجة. فقال: غط فخذيک، فإن فخذ الرجل من عورته.

أخرجه البخاري تعليقا کما مر، ورواه الترمذي وأحمد في مسنده 275:1، والبيهقي في سننه 228:2 فقال: قال الشيخ: وهذه[15] أسانيد صحيحة يحتج بها،و أخرجه الحاکم في المستدرک 181:4.

5 أخرج الدار قطني في سننه من طريق عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مرو صبيانکم بالصلاة في سبع سنين واضربوهم عليها في عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا زوج أحدکم أمته عبده أوأجيره فلا ينظر إلي ما دون السرة وفوق الرکبة، فإن ما تحت السرة إلي الرکبة من العورة.

وأخرجه أحمد في مسنده 187:2 ولفظه: فلا ينظرن إلي شئ من عورته فانما أسفل من سرته إلي رکبتيه من عورته. وذکره الزيلعي في نصب الراية 296:1 نقلا عن الدار قطني وأبي داود وأحمد والعقيلي فقال: وله طريق آخر عند ابن عدي في الکامل. وأخرجه البيهقي في سننه 229:2 من أربعة طرق، وذکره القسطلاني في إرشاد الساري 389:1.

6 أخرج الدار قطني في سننه ص 85، والبيهقي في سننه 229:2 من طريق أبي ايوب مرفوعا: ما فوق الرکبتين من العورة وما أسفل من السرة من العورة.

[صفحه 284]

وذکره الزيلعي في نصب الراية 297:1.

هذه الاحاديث أخذها الاعلام أئمة الفقه والفتيا وذهبوا إلي أن الفخذ عورة وهو رأي أکثر العلماء کما قال النووي[16] والجمهور کما قاله القسطلاني والشوکاني[17] قال ابن رشد في بداية المجتهد 111:1: ذهب مالک والشافعي إلي أن حدالعورة من الرجل ما بين السرة إلي الرکبة وکذلک قال أبوحنيفة. وقال قوم: العورة هما السوءتان فقط من الرجل، وسبب الخلاف في ذلک أثران متعارضان کلاهما ثابت، أحدهما حديث جرهد: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الفخذ عورة. والثاني: حديث أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم حسر عن فخذه وهو جالس مع أصحابه. ثم ذکر قول البخاري المذکور.

وقال القسطلاني في إرشاد الساري 389:1: قال الجمهور من التابعين وأبوحنيفة ومالک في أصح أقواله، والشافعي وأحمد في أصح روايتيه، وأبويوسف ومحمد: الفخذ عورة. وذهب ابن أبي ذئب وداود وأحمد في إحدي روايتيه والاصطخري من الشافعية وابن حزم إلي أنه ليس بعورة.

وفي الفقه علي المذاهب الاربعة 142:1: أما عورة الرجل خارج الصلاة فهي ما بين سرته ورکبته فيحل النظر إلي ما عداذلک من بدنه مطلقا عند أمن الفتنة. وفيه: قال المالکية والشافعية: إن عورة الرجل خارج الصلاة تختلف باختلاف الناظر إليه فبالنسبة للمحارم والرجال هي ما بين سرته ورکبته وبالنسبة للاجنبية منه هي جميع بدنه إلا أن المالکية إستثنوا الوجه والاطراف وهي الرأس واليدان والرجلان فيجوز للاجنبية النظر إليها عند أمن التلذذ، وإلا منع خلافا للشافعية فانهم قالوا: يحرم النظر إلي ذلک مطلقا.

وقال الشوکاني في نيل الاوطار 49:2 بعد ذکر حديث علي أمير المؤمنين المذکور مرفوعا والحديث يدل علي أن الفخذ عورة وقد ذهب إلي ذاک العترة والشافعي وأبوخنيفة، قال النووي، ذهب أکثر العلماء إلي أن الفخذ عورة وعن أحمد ومالک في رواية: العورة القبل والدبر فقط «إلي أن قال:» والحق ان الفخذ من

[صفحه 285]

العورة، وحديث علي هذا وإن کان غير منتهض علي الاستقلال ففي الباب من الاحاديث ما يصلح للاحتجاج به علي المطلوب. وقال بعد ذکر حديث جرهد: الحديث من أدلة القائلين بأن الفخذ عورة وهم الجمهور. اه.

هب ان النهي عن کشف الافخاذ تنزيهي إلا أنه لا شک في أن سترها أدب من آداب الشريعة، ومن لوازم الوقار ومقارنات الابهة: ورسول الله صلي الله عليه وسلم أولي برعاية هذا الادب الذي صدع به هو، قال ابن رشد في تمهيدات المدونة الکبري 110:1: والذي أقول به إن ماروي عن النبي عليه الصلاة والسلام في الفخذ ليس باختلاف تعارض ومعناه انه ليس بعورة يجب سترها فرضا کالقبل والدبر وانه عورة يجب سترها في مکارم الاخلاق ومحاسنها، فلا ينبغي التهاون بذلک في المحافل والجماعات ولا عند ذوي الاقدار والهيئات، فعلي هذا تستعمل الآثار کلها واستعمالها کلها أولي من اطراح بعضها. اه.

فعلي کلا التقديرين نحاشي نبي العظمة والجلال أن يکشف عن فخذيه في الملا غير مکترث للحضور- وهوأشد حياءمن العذراء- ولا يأبه بهم حتي أن يأتي رضيع ثدي الحياء، وربيب بين القداسة وليد آل امية، أشد الامة حياء، وقد قتلته أفعاله النائية عن تلک الملکة الفاضلة.

ولا يهولنک وجود الرواية في الصحيحين فانهما کما قلنا عنهما علبتا السفاسف وعيبتا السقطات وفيهما من المخازي والمخاريق ما شوه سمعة التأليف، وفت في عضد علم الحديث، ولعلنا سوف ندعم ما ادعيناه بالبرهنة الصادقة إنشاءالله تعالي: وليتهما اقتصرا من الخزاية علي رواية کشف الفخذ فحسب ولم يخرجا تعريه صلي الله عليه وآله بين الناس، أخرج البخاري في صحيحه باب بنيان الکعبة ج 13:6، ومسلم في صحيحه ج 184:1 من طريق جابر بن عبدالله قال: لما بنيت الکعبة ذهب النبي صلي الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة، فقال العباس للنبي صلي الله عليه وسلم: إجعل إزارک علي عاتقک يقيک من الحجارة. ففعل، فخر إلي الارض وطمحت عيناه إلي السماء ثم قام فقال: إزاري إزاري فشد عليه إزاره.

وفي لفظ لمسلم: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم کان ينقل معهم الحجارة للکعبة وعليه

[صفحه 286]

إزاره، فقال له العباس عمه: ياابن أخي لوحللت إزارک فجعلته علي منکبک دون الحجارة قال: فحله فجعله علي منکبيه فسقط مغشيا عليه قال: فما رؤي بعد ذلک اليوم عريانا.

وفي قصة لابن هشام في السيرة 197:1 قال: کان رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما ذکر لي، يحدث عما کان يحفظه به في صغره وأمر جاهليته انه قال: لقد رأيتني في غلمان قريش تنقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان، کلنا قد تعري وأخذ إزاره فجعله علي رقبته يحمل عليه الحجارة، فاني لا قبل معهم کذلک وادبر، إذ لکمني لا کم ما أراه لکمة وجيعة ثم قال: شد عليک إزارک قال: فأخذته وشددته علي، ثم جعلت أحمل الحجارة علي رقبتي، وإزاري علي من بين أصحابي.

هلموا معي أيها المسلمون جميعا نسائل هذين الرجلين- صاحبي الصحيحين- أهذا جزاء نبي العظمة علي جهوده؟ وحق شکره علي إصلاحه؟ أهذا من إکباره وتعظيمه؟ أصحيح أن محمدا صلي الله عليه وآله کان يمشي بين ملا العمال عاريا قد نضا عنه ثيابه وألقي عنه ازاره، غير ساتر عن الحضور عورته؟ وکان عمره صلي الله عليه وآله وسلم يومئذ خمسا وثلاثين سنة کما قال ابن اسحاق[18] .

هب أن رواة السوء أخرجوه لغاية مستهدفة لکن ما المبرر للرجلين أن يستصحاه ويثبتاه في صحيحهما کأثر ثابت؟ أيحسبان أن هذا العمل الفاضح من مصاديق ما أثبتاه له صلي الله عليه وآله وسلم-وهو الصحيح الثابت- من انه صلي الله عليه وآله کان أشد حياء من العذراء؟[19] .

وهل تجد في العذراء من يستبيح هذه الخلاعة؟ لاو الله، لاو الله.

أو يحسبان صاحب هذاالمجون غير نبي الاسلام الذي نهي جرهدا. ومعمرا عن کشف فخذيهما لانهما عورة؟ أو ينهي صلي الله عليه واله وسلم عن کشف الفخذ يوما ويکشف هو عما فوقها يوما آخر؟ أو من الهين أن نعتقد أن الفخذ عورة لکن ما يعلوها من السوءة ليس بعورة؟.

[صفحه 287]

هلم معي نعطف النظرة بين ما أثبته الصحيحان علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبين ما جاء به أحمد في مسنده 74:1 عن الحسن البصري انه ذکر عثمان وشدة حياءه فقال: إن کان ليکون في البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه[20] انظر إلي حياء نبي العصمة والقداسة، وحياء وليد الشجرة المنعوتة في القرآن، وشتان بينهما؟.

أو ليس هذاالنبي الاعظم هو الذي سأله معاوية بن حيدة فقال له: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال صلي الله عليه وآله: إحفظ عورتک إلا من زوجتک أو ما ملکت يمينک. قال: فإذا کان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها. قال: فإذا کان أحدنا خاليا؟ قال فالله تبارک وتعالي أحق أن يستحيا منه[21] .

لقد أغرق صلي الله عليه واله وسلم نزعا في ستر العورة حتي انه لم يرض بکشفها والمرأ خال حياء من الله تعالي، واستدل به من قال: إن التعري في الخلاء غير جائز مطلقا[22] .

لکن من عذيري من صاحبي الصحيحين حيث يحسبان انه صلي الله عليه واله وسلم کشفها بملا من الاشهاد؟ والله من فوقهم رقيب. وعلي فرضه- وهو فرض محال- فأين الحياء المربي علي حياء العذراء؟ وأين الحياء من الله؟ غفرانک أللهم هذا بهتان عظيم.

هل يحسب الشيخان أن ذلک الحياء فاجأه صلي الله عليه وآله بعد هذه الوقايع أوالفظايع، وما کان غريزة فيه منذ صيغ في بوتقة القداسة؟ إن کانا يزعمان ذلک؟ فبئس ما زعما، وإن الحق الثابت انه صلي الله عليه واله وسلم کان نبيا وآدم بين الروح والجسد[23] وقد اکتنفته الغرائز الکريمة کلها منذ ذلک العهد المتقادم، شرع سواء في ذلک وهو في عالم الانوار: أو: في عالم الاجنة، وفي أدوار کونه رضيعا وطفلا ويافعا وغلاما وکهلا وشيخا، صلي الله عليه واله وسلم

[صفحه 288]

يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

أو ليس مسلم هو الذي يروي من طريق المسور بن مخرمة انه قال: أقبلت بحجر ثقيل أحمله وعلي إزار خفيف فانحل إزاري ومعي الحجر لم استطع أن أمنعه حتي بلغت به إلي موضعه، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ارجع إلي إزارک فخذه ولا تمشوا عراة[24] .

أفمن المستطاع أن يقال: انه صلي الله عليه واله وسلم ينهي مسورا عن المشي عاريا ويزجره عن حمل الحجر کذلک ويرتکب هوما نهي عنه؟ إن هذا لشئ عجاب.

وأعجب منه انه صلي الله عليه واله وسلم کان يري ان المشرک إذا شاهد الناظر المحترم لم يکشف عن عورته فکيف هو بنفسه، جاء في السير في قصة الغار، أن رجلا کشف عن فرجه وجلس يبول فقال ابوبکر: قد رآنا يا رسول الله قال: لو رآنا لم يکشف عن فرجه.فتح الباري 9:7.

وأعجب من الکل انه صلي الله عليه وآله وسلم کان يري لعورة الصغير حرمة کما جاء في صحيح أخرجه الحاکم في المستدرک 257:3 من طريق محمد بن عياض قال: رفعت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم في صغري وعلي خرقة وقد کشفت عورتي فقال: غطوا حرمة عورته فإن حرمة عورة الصغير کحرمة عورة الکبير، ولا ينظر الله إلي کاشف عورة.

وأني يصح حديث الشيخين إن صح مامر عن ابن هشام ص 286 من قصة لعبه صلي الله عليه وآله وسلم مع الغلمان في صغره وقد حل إزاره وجعله علي رقبته، إذ لکمه لاکم فأورعه، وهتف بقوله: شد عليک إزارک؟ أبعد تلکم اللکمة وذلک الهتاف عاد صلي الله عليه واله وسلم إلي مانهي عنه لما کبر وبلغ مبلغ الرجال؟

وکيف يتفق حديث الشيخين مع ما أخرجه البزار من طريق ابن عباس قال: کان صلي الله عليه وسلم يغتسل وراء الحجرات وما رأي أحد عورته قط. وقال: إسناده حسن[25] .

وأبلغ من ذلک ما رواه القاضي عياض في الشفا 91:1 عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت فرج رسول الله صلي الله عليه وسلم قط.

[صفحه 289]

کوني أنت يا أم المؤمنين حکما عدلا بيننا وبين رواة السفاسف، واحکمي قسطا فيمن يعزو إلي بعلک المقدس مما يربي بنفسه عنه کل سافل ساقط، ويقولون: إن رجلا لم ير عورته قط أحد حتي حليلته، وأنت من اطلع الناس علي خلواته وسرياته کان يحمل الحجر بين العمال عاريا وقد حل إزاره وجعله علي منکبيه.

أيهما صحيح عنک يا أم المؤمنين مما اسندوه إليک؟ أحديثک هذا؟ أم ما حدثت به-إن کنت حدثت به- من حديث عثمان مشفوعا بما ثبت عن بعلک صلي الله عليه وسلم من أن الفخذ عورة؟.

وکأني بام المؤمنين تقول: حسبک أيها السائل لقد منيت بالکذابة کما مني بها بعلي صلي الله عليه وآله قبلي، کبرت کلمة تخرج من أفواههم إن يقولواإلا کذبا.

وسيعلم المبطلون غب ما فرطوا في جنب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم غلوا في فضائل أناس آخرين، ونعم الحکم الله غدا والخصيم محمد صلي الله عليه وآله.

ليت شعري هل کانت عائشة تعتقد باستقرار ملکة الحياء في عثمان في کل تلک المدة التي روت عن اولياتها حديث الفخذين، وطفقت في أخرياتها تثير الناس علي عثمان وتقول فيه تلکم الکلم القارصة الفظة التي أسلفناها في الجزء صفحة 77 تا 86 ولم تفتأ حتي أوردته حياض المنية، وهل کانت تري استمرار حياء الملائکة منه طيلة ما بين الحدين؟ أو أنها ترتاي إنفصام عراه بتقطع حلقات ما اثبتت له من ملکة الحياء؟ ولذلک قلبت عليه ظهر المجن، فإن کان الاول فما المبرر للهجاته الاخيرة؟ وإن کان غيره؟ فالحديث باطل أيضا لان تبجيل عالم الملکوت لايکون إلا علي حقيقة مستوعبة لمدة حياة الانسان کلها، والتظاهر بالفضل المنصرم لا حقيقة له تکبرها الملائکة وتستحي من جهتها، هذا إن لم تعد أم المؤمنين علينا جوابها الاول مرة أخري من أنها منيت بالکذابة کما انه جوابها المطرد في کل ما يروي عنها من فضل عثمان وإن کلها من ولائد عهد معاوية المحشو بالاکاذيب والمفتريات طمعا في رضائخه.

3 أخرج الطبراني من حديث أبي معشر البراء البصري عن إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه عمربن أبان عن أبيه أبان بن عثمان بن عفان قال: سمعت عبدالله بن عمر يقول: بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم جالس وعائشة وراءه إذ استأذن أبوبکر فدخل، ثم استأذن

[صفحه 290]

عمر فدخل، ثم استأذن سعد بن مالک فدخل، ثم استأذن عثمان بن عفان فدخل و رسول الله صلي الله عليه وسلم يتحدث کاشفا عن رکبته فرد ثوبه علي رکبته حين استأذن عثمان و قال لامرأته: استأخري فتحدثوا ساعة ثم خرجوا فقالت عائشة: يا نبي الله دخل أبي وأصحابه فلم تصلح ثوبک علي رکبتک ولم تؤخرني عنک؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائکة؟ والذي نفسي بيده ان الملائکة لتستحي من عثمان کما تستحي من الله ورسوله، ولو دخل وأنت قريب مني لم يتحدث، ولم يرفع رأسه حتي يخرج.

ذکره ابن کثير في تاريخه 203:7 فقال: هذا حديث غريب وفي سنده ضعف. وأوعز الذهبي إليه في الميزان 250:2 فقال: قال البخاري: في حديث عمر بن أبان نظر.

قال الاميني: هذه الرواية لدة ما أسلفناه من مسلم وأحمد مشفوعا بتفنيده و إبطاله ونزيدک هاهنا: ان البراء أبا معشر البصري ضعفه ابن معين، وقال أبوداود: ليس بذاک[26] وفيها إبراهيم بن عمر بصري أموي حفيد الممدوح قال أبوحاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن أبي حاتم: ترک أبوزرعة حديثه فلم يقرأه علينا. وقال ابن حبان: لايحتج بخبره إذا انفرد[27] وقال ابن عدي: حدثنا أبويعلي عن المقدمي عن أبي معشر عن ابراهيم بن عمر بن أبان بأحاديث کلها غير محفوظة منها: ان النبي صلي الله عليه وسلم أسر إلي عثمان انه يقتل ظلما[28] .

4 أخرج الطبراني من طريق أبي مروان محمد بن عثمان الاموي العثماني عن أبيه عثمان بن خالد حفيد عثمان بن عفان عن مالک عن أبي الزناد) مولي بنت عثمان (عن الاعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: عثمان حيي تستحي منه الملائکة[29] .

قال الاميني: في الاسناد أبومروان محمد قال صالح الاسدي: يروي عن أبيه المناکير، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف[30] .

[صفحه 291]

وفيه عثمان بن خالد قال البخاري: عنده مناکير. وقال النسائي: ليس بثقة. و قال العقيلي: الغالب علي حديثه الوهم. وقال أبوأحمد: منکر الحديث: وقال ابن عدي: أحاديثه کلها غير محفوظة. وقال الساجي: عنده مناکير غير معروفة. وقال الحاکم وأبونعيم: حدث عن مالک وغيره بأحاديث موضوعة[31] وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات لايجوز الاحتجاج به[32] وقال السندي في شرح سنن ابن ماجة 53:1 في حديث يأتي: إسناده ضعيف فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف باتفاقهم.

وقد فصلنا القول قبيل هذا في حياء الرجل بما لا مزيد عليه وبذلک تعلم أن الحديث باطل وإن صح إسناده فکيف به وإسناده أوهن من متنه.

5 أخرج أبونعيم في حلية الاولياء 56:1 من طريق هشيم أبي نصر التمار عن الکوثر بن حکيم عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أشد أمتي حياء عثمان بن عفان.

قال الاميني: تغمرني الحيرة في حياء أمة محمد صلي الله عليه واله وسلم ومبلغها منه بعد أن کان عثمان أشدها حياء وبين يديک أفعاله وتروکه، فعلي الامة العفا إن صدقت الاحلام.

نعم: هذا لايکون، ونبي العظمة لايسرف في القول، ولايجازف في الاطراء، والاسناد باطل لايعول عليه لمکان کوثر بن حکيم قال أبوزرعة: ضعيف. وقال يحيي بن معين: ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه بواطيل ليس بشئ. وقال الدارقطني وغيره: مجهول. وقال أبوطالب: سألت أحمد عنه فقال: ليس هو من عيالنا، وکان أحمد إذ لم يروعن رجل قال: ليس هومن عيالنا متروک الحديث وقال: ضعيف منکر الحديث. وقال الجوزجاني: لايحل کتابة حديثه عندي لانه متروک. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث. قلت: هو متروک؟ قال: لا، ولاأعلم له حديثا مستقيما وهو ليس بشئ. وقال ابن أبي شيبة: منکر الحديث. وقال أبوالفتح والساجي: ضعيف. وقال البرقاني والدار قطني: متروک الحديث. وذکره العقيلي والدولابي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء. ميزان الاعتدال 359:2،

[صفحه 292]

لسان الميزان 491:4.

6 أخرج أبونعيم في الحلية 56:1 من طريق زکريا بن يحيي المقري[33] عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: عثمان أحيا أمتي وأکرمها.

قال الاميني: ما خطر أمة محمد صلي الله عليه وآله وسلم إن کان أحياها وأکرمها قتيل الصحابة العدول إثر هناته وموبقاته، وليد الشجرة الملعونة في القرآن، وليد أبي العاص وقد صح عنه صلي الله عليه وآله وسلم في ولده قوله: إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا، وعباده خولا، ودينه دخلا. وقد کان بلاغهم ثلاثين يوم عثمان وهو أحدهم ورأسهم، وأسلفنا في ذلک قول أبي ذر الناظر إليه وإليهم من کثب. فهل يثمر الشوک العنب؟ لاو الله.

أيحسب الباحث ان النبي صلي الله عليه وآله أسر بهذه المنقبة الرابية إلي ابن عمر فحسب من بين الصحابة؟ أم أعلن بها في ملا من أصحابه وکان في الآذان وقر؟ أم سمعوها ونسوها من يومهم الاول؟ أم حفظوها ونبذوها وراء ظهورهم يوم ترکوا جثمان أحيا الامة وأکرمها منبوذا ثلاثة أيام في مزبلة من غير دفن؟ ثم دفنها عدة أناس ليلا وما أمکنهم تغسيله وتکفينه وتجهيزه والصلاة عليه، دفن في مقبرة اليهود بعدما رجم سريره وکسر ضلع من أضلاعه، وعفي قبره خوفا عليه من النبش.

علي أن الاسناد لايصح لمکان زکريا بن يحيي وهو ضعيف وشيخه يخطئ في الاسناد والمتن وقد أخطأ في أحاديث کثيرة، وغرائب حديثه وما ينفرد به کثير. راجع تاريخ الخطيب البغدادي وميزان الاعتدال ولسانه.

7 أخرج ابن عساکر في ترجمة عثمان من طريق أبي هريرة مرفوعا: الحياء من الايمان وأحيي أمتي عثمان.

ضعفه السيوطي في الجامع الصغير وأقره المناوي راجع فيض القدير 429:3

(لفت نظر) يعطينا سبر التاريخ والحديث خبرا بأن السيرة المطردة لرجال الوضع والاختلاق في شنشنة التقول والافتعال في الفضائل هي العناية الخاصة بالملکات التي کان يفقدها الممدوح رأسا. والمبالغة والاکثار في کل غريزة ثبت خلافها مما علم من تاريخ حياة الرجل ومن سيرته الثابتة المشهورة، فنجدهم يبالغون

[صفحه 293]

في شجاعةأبي بکر بما لامزيد عليه حتي حسبوه أشجع الصحابة، وقد شهد مشاهد النبي صلي الله عليه واله وسلم کلها وما سل فيها سيفا، ولا نزل في معترک قتال، ولا تقدم لبراز أي مجالد، وما رئي قط مناضلا، وما شوهد يوما في ميادين الحراب منازلا، فأکثروا القول فيها وجاؤا بأحاديث خرافة في شجاعته رجاء أن يثبت له منها شئ تجاه تلک الدراية الثابتة بالمحسوس المشاهد[34] .

ويبالغون في زهده وتقواه وجعلوا کبده مشويا من خوف الله والدخان يتصاعد من فمه إلي السماء مهما تنفس، ولم يثبت له ميز في العبادة ولم يرو عنه الاکثار من الصوم والصلاة ومن کل ما يقربه إلي الله زلفي[35] .

ويبالغون في علم عمر وجعلوه أعلم الصحابة في يومه علي الاطلاق وأفقههم في دين الله، وحابوه تسعة أعشار العلم، راجحا علمه علم أهل الارض، علم أحياء العرب في کفة الميزان، وجاؤا فيه بکثير لدة هذه الخرافات[36] والرجل قد ألهاه الصفق بالاسواق عن علم الکتاب والسنة، وکل الناس أفقه منه حتي ربات الحجال أخذا بقوله وهوالصادق المصدق فيه[37] .

ويبالغون في إنکاره الباطل وبغضه الغناء ونکيره الشديد عليه، وقد ثبت من شکيمته انه کان يتعاطاه ويجوزه[38] .

ولما وجدوا أن التاريخ الصحيح وما ثبت من سيرة عثمان ينفي عنه ملکة الحياء ويمثله للمجتمع بما يضادها، نسجوا له النسج المبرم، وأتوا بالمخازي ووضعت يدالافتعال فيها ما سمعت من الافائک، حتي جعلوه أشد أمة محمد حياء وأحياها و أکرمها، حييا تستحي منه الملائکة. فحياء عثمان کشجاعة أبي بکر وعلم عمر سالبة بانتفاء موضوعاتها، وهي فيهم تضاهي أمانة معاوية وعلمه الواردين فيما يعزي إليه صلي الله عليه وآله وسلم من قوله: کاد أن يبعث معاوية نبيا من کثرة علمه وائتمانه علي کلام ربي. وقوله:

[صفحه 294]

الامناء سبعة: اللوح والقلم وإسرافيل وميکائيل وجبريل ومحمد ومعاوية[39] .

ويعرب عن أمانة معاوية ومبلغه من هذه الملکة الفاضلة ما رواه أبوبکر الهذلي قال: إن أبا الاسود الدؤلي کان يحدث معاوية يوما فتحرک فضرط فقال لمعاوية: استرها علي. فقال: نعم. فلما خرج حدث بها معاوية عمرو بن العاص ومروان بن الحکم، فلما غدا عليه أبوالاسود قال عمرو: مافعلت ضرطتک يا أبا الاسود بالامس؟ قال: ذهبت کما تذهب الريح مقبلة ومدبرة من شيخ ألان الدهر أعصابه ولحمه عن إمساکها، وکل أجوف ضروط. ثم أقبل علي معاوية فقال: إن امرء ضعفت أمانته و مروأته عن کتمان ضرطة لحقيق بأن لا يؤمن علي امور المسلمين.

الاغاني 113:11، حياة الحيوان للدميري 351:1. محاضرات الراغب 125:2.

8- أخرج الحاکم في المستدرک 102:3 من طريق الدارمي عن سعيد بن عبد الله الجرجسي عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان (الممدوح) عن جابربن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أري الليلة رجل صالح أن أبابکر نيط برسول الله صلي الله عليه واله وسلم ونيط عمر بأبي بکر ونيط عثمان بعمر. فلما قمنا من عند رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله، وأما ما ذکر من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الامر الذي بعث الله به نبيه صلي الله عليه واله وسلم.

قال الحاکم: قال الدارمي: سمعت يحيي بن معين يقول: محمد بن حرب يسند هذا الحديث والناس يحدثون به عن الزهري مرسلا إنما هو عمرو بن أبان ولم يکن لابان ابن عثمان ابن يقال له عمرو.

قال الاميني: ألا تعجب من رؤيا رئاها رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وحدث بها في ملا الصحابة ولم يسمعها منه صلي الله عليه واله وسلم إلا جابربن عبدالله وهو لم يرتب عليها أي أثر عملي، ولم يروها عنه إلا حفيد عثمان عمرو بن أبان الذي لم يکن له وجود، أو اختلف في انه کان أولم يکن؟ نعم: ينبغي حقا أن يکون مستدرک الصحيحين أمثال هذه التافهات.

9- أخرج ابن ماجة في سننه 53:1 عن أبي مروان محمد بن عثمان الاموي العثماني عن أبيه عثمان بن خالد حفيد عثمان بن عفان عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن

[صفحه 295]

أبيه (مولي عائشة بنت عثمان) عن الاعرج عن أبي هريرة إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لکل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان بن عفان.

رجال الاسناد:

1- أبومروان مر الايعاز إليه ص 290.

2- عثمان بن خالد، أسلفنا في هذا الجزء ص 291 کلمات الحفاظ فيه وانه ليس بثقة، وأحاديثه کلها غير محفوظة، وحدث باحاديث موضوعة لايجوز الاحتجاج به. ورواه الترمذي من طريق طلحة بن عبيدالله وقال: غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع.

3- عبدالرحمن بن أبي الزناد، قال يحيي بن معين: ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث ليس بشئ. وقال ابن صالح وغيره عن ابن معين: ضعيف. وقال الدوري عن ابن معين: لا يحتج بحديثه. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: مضطرب الحديث. وعن ابن المديني: کان عند أصحابنا ضعيفا. وقال النسائي: لا يحتج بحديثه. وقال ابن سعد: کان کثير الحديث وکان يضعف لروايته عن أبيه.

(تهذيب التهذيب 171:6)

وبعد ذلک کله فاني أستغرب هذه الرفاقة وإن الرجل بماذا اختص بها وحصل عليها من دون الصحابة المقدمين ذوي الفضائل والمآثر، وفي مقدمهم صنوه صلي الله عليه واله وسلم أميرالمؤمنين علي صلوات الله عليه وهو نفسه في الذکر الحکيم،وأخوه المخصوص به في حديث المواخاة المعربة عن المجانسة بينهما في النفسيات،وهوالذاب الوحيد عنه في حروبه ومغازيه، ومثله الاعلي في العصمة والقداسة بصريح آية التطهير، وباب مدينة علمه في الحديث المتواتر.

فبماذا اختص عثمان بهذه الرفاقة دون علي أميرالمؤمنين؟ ألمشاکلته مع صاحب الرسالة العظمي في النسب أوالحسب في العلم والتقوي والملکات الفاضلة؟ أولا تباعه ماجاء به صلي الله عليه واله وسلم من کتاب أو سنة؟ وأنت متي استشففت ماتلوناه في هذا الکتاب من موارد الخليفة ومصادره، وأخذه ورده، وأفعاله وتروکه، تعلم مبوأه من کل هاتيک الفضائل وتجد من المستحيل ما أثبتته له هذه الرواية الواهية باسنادها الساقط، تعالي نبي العظمة عن ذلک علوا کبيرا.

[صفحه 296]

ولست أدري لماذا ردالله دعاء نبيه الاعظم في أبي بکر الوارد فيما أخرجه ابن عدي من طريق الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أللهم إنک جعلت أبابکر رفيقي في الغار فاجعله رفيقي في الجنة[40] .

نعم: هذا کحديث ابن ماجة هما سواسية في البطلان، في إسناده محمد بن الوليد القلانسي البغدادي. کذاب يضع الحديث کمامر في سلسلة الکذابين ج 265:5 ط 2، ومصعب بن سعيد يحدث عن الثقات بالمناکير ويصحف، وکان مدلسا لايدري ما يقول وستوافيک ترجمته، وعيسي بن يونس مجهول لايعرف.

10- أخرج الحاکم في المستدرک 97:3 من طريق عبيدالله بن عمرو القواريري البصري عن القاسم بن الحکم بن أوس الانصاري عن أبي عبادة الزرقي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حصر في موضع الجنائز فقال: انشدک الله يا طلحة أتذکر يوم کنت أنا وأنت مع رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في مکان کذا وکذا وليس معه من أصحابه غيري وغيرک فقال لک: يا طلحة انه ليس من نبي إلا وله رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان رفيقي ومعي في الجنة؟ فقال طلحة: أللهم نعم. قال: ثم انصرف طلحة.

وفي لفظ أحمد في مسنده 74:1 بالاسناد نفسه عن أسلم قال: شهدت عثمان رضي الله عنه حوصر في موضع الجنائز ولوالقي حجر لم يقع إلا علي رأس رجل فرأيت عثمان رضي الله عنه أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام فقال: أيها الناس أفيکم طلحة؟ فسکتوا. ثم قال: أيها الناس أفيکم طلحة؟ فسکتوا. ثم قال: يا أيها الناس أفيکم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيدالله فقال له عثمان رضي الله عنه: ألا أراک ههنا ما کنت أري انک تکون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لاتجيبني انشدک الله يا طلحة تذکر يوم کنت أنا وأنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في موضع کذا کذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرک؟ قال: نعم. فقال لک رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا طلحة! انه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإن عثمان ابن عفان رضي الله عنه هذا يعنيني رفيقي معي في الجنة؟ قال: طلحة: أللهم نعم. ثم انصرف.

[صفحه 297]

صححه الحاکم وعقبه الذهبي فقال: قلت قاسم هذا قال البخاري: لايصح حديثه. وقال أبوحاتم: مجهول. وذکره ابن حجر في تهذيب التهذيب 312:8 وحکي عن البخاري وأبي حاتم ما ذکره الذهبي.

وفي الاسناد عبيدالله القواريري روي عنه البخاري خمسة أحاديث فحسب، و مسلم أربعين حديثا[41] وقد سمع منه أحمد بن يحيي مائة ألف حديث[42] فما حکم ذلک الحوش الحائش مما جاء به القواريري بعد مالم يأخذ البخاري ومسلم منه إلا عدة أحاديث وضربا عن کل ذلک صفحا؟ ومن المستبعد جدا عدم وقوفهما عليها.

وفيه: أبوعبادة الزرقي عيسي بن عبدالرحمن الانصاري قال أبوزرعة: ليس بالقوي.وقال أبوحاتم: منکر الحديث ضعيف الحديث شبيه بالمتروک لا أعلمه روي عن الزهري حديثا صحيحا. وقال البخاري والنسائي: منکر الحديث. وقال ابن حبان: يروي المناکير عن المشاهير فاستحق الترک. وقال العقيلي: مضطرب الحديث. وقال الازدي: منکر الحديث مجهول. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حبان أيضا: لا ينبغي أن يحتج بما انفرد به[43] .

قال الاميني: ولا يکاد يصح انصراف طلحة مع إصراره الثابت في التشديد علي عثمان إلي آخر نفس لفظه الرجل، ولم يقنعه الاجهاز عليه حتي انه منعه عن الدفن في مقابر المسلمين، وجعل ناسا هناک أکمنهم کمينا ورموا حملة جنازته بالحجارة و صاحوا: نعثل نعثل. وقال طلحة: يدفن بدير «سلع» يعني مقابر اليهود، ولذلک قال مروان لما قتل طلحة لابان بن عثمان: قد کفيتک بعض قتلة أبيک، ومروان کان شاهدا عليه من کثب[44] .

ومن العجيب أن هذه المناشدة کانت في ذلک المحتشد الرحيب بمسمع من اولئک الجم الغفير وکان لو ألقي الحجر لم يقع إلا علي رأس رجل لکنها لم تکفئ أحدا منهم، فهل کانوا معترفين بها معرضين عنها؟ فأين العدالة المزعومة فيهم؟ أو أنهم

[صفحه 298]

عرفوا بطلانها وما صدقوا الرجلين في دعواهما فترکوها في مدحرة الاعراض؟ أو لم تکن هنالک مناشدة قط؟ وهو أقرب الوجوه إلي الحق.

ولو فرضنا انها أکفأت طلحة کما يحسبه مختلق هذه الرواية فانه لم يکن إلا اکفاء وقتيا ثم راجع طلحة رشده فعرف انها حجة داحضة فاستمر علي ما ثارله، وثبت عنه من الثبات علي عمله وتضييقه.

هذه غاية ما يمکن أن يقال متي تجشمنا لوضع هذه المزعمة في بقعة الامکان، ومن المستصحب ذلک أو المتعذر، وقد أسلفنا ان الرفاقة المزعومة ليس من السهل تصديقها لعدم المجانسة بين الرفيقين قط ولو کان من جهة.

والرفاقة کالاخوة والصحبة- المنبعثة ثلاثتها عن التجانس في الخلل والمزايا- تخص بعلي أميرالمؤمنين عليه السلام کما جاء مرفوعا: يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة[45] وهذا التخصص تعاضده البرهنة الثابتة، ويؤيد بالاعتبار.

11- أبويعلي وأبونعيم وابن عساکر في تاريخه 65:7، والحاکم في المستدرک 97:3 من طريق شيبان بن فروخ عن طلحة بن زيد الدمشقي عن عبيدة[46] ابن حسان عن عطاء الکيخاراني عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: بينما نحن في بيت ابن حشفة في نفر من المهاجرين فيهم أبوبکر وعمرو عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لينهض کل رجل منکم إلي کفؤه فنهض النبي صلي الله عليه واله وسلم إلي عثمان فاعتنقه وقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

صححه الحاکم وعقبه الذهبي في تلخيصه وقال: قلت: بل ضعيف فيه طلحة ابن زيد وهو واه عن عبيدة بن حسان شويخ مقل عن عطاء. وقال السيوطي في اللئالي 317:1: موضوع، طلحة لا يحتج به، وعبيدة يروي الموضوعات عن الثقات. اه د. وذکره المحب الطبري في رياضه النضرة 101:2، وابن کثير في تاريخه 212:7 ساکتين عما في إسناده من الغمز شأنهما في فضائل من يحبانه ويواليانه، ولا يخفي

[صفحه 299]

عليهما قول أحمد: طلحة بن زيد ليس بذاک قد حدث بأحاديث مناکير. وقوله: ليس بشئ کان يضع الحديث لايعجبني حديثه. وقول البخاري والنسائي: منکر الحديث. وقول النسائي أيضا: ليس بثقة متروک. وقول صالح بن محمد: لا يکتب حديثه. وقول ابن حبان: منکر الحديث لايحل الاحتجاج بخبره. وقول الدارقطني والبرقاني: ضعيف. وقول أبي نعيم: حدث بالمناکير لاشئ. وقول الآجري عن أبي داود: يضع الحديث. ونسبة ابن المدايني إياه إلي وضع الحديث. وقول الساجي: منکر الحديث[47] .

کما لايخفي علي الرجلين رأي الحفاظ في عبيدة بن حسان قال أبوحاتم: منکر الحديث. وقال ابن حبان:يروي الموضوعات عن الثقات وقال الدارقطني: ضعيف. لسان الميزان 125:4.

والغرابة في هذه المماثلة والولاية المنبعثة عنها في الدنيا والآخرة، وهي ليست بأقل من الرفاقة التي أسلفنا القول فيها قبيل هذا، وإن من المؤسف جدا المقارنة بين رسول العظمة وبين من لم يقم الصحابة الاولون- العدول کلهم فيما يرتأون- له وزنا، ولارأو الحياته قيمة، ولا حسبوا لتسنمه عرش الخلافة مؤهلا، فلم يزل ممقوتا عندهم حتي کبت به بطنته، وأجهز عليه عمله، کما قاله مولانا أميرالمؤمنين[48] ولم يفتأ الصحابة مصرين علي مقته حتي أوردوه حياض المنية، ولم تبرح أعماله مؤکدة لعقائد الملا الديني في همزه ولمزه حتي وقع من الامر ماوقع.

ولا يسع قط لعارف عرفان وجه المکافأة بين نبي العظمة وبين عثمان، فإنها إن کانت من ناحية النسب؟ فأني هي؟ هذا من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وذلک من شجرة ملعونة في القرآن.

وإن کانت من حيث الحسب؟ ففرق بينهما فيه بعد المشرقين ولاحرج، هذا حسيب. وذلک مقشب الحسب؟ وإن کانت من جهة الملکات الفاضلة والنفسيات الکريمة فالمشاکلة منتفية وهما طرفا نقيض، هذا ناصح الجيب، واري الزند[49] لعلي

[صفحه 300]

خلق عظيم، والآخر يحمل منها بين جنبيه ماعر فناک حديثه.

ونحن إن أخذنا ماجاء به القوم من قضايا الملکات فالبون بينهما شاسع أيضا، فالنبي الاقدس مثلا عندهم کمامر کان يکشف في الملا عن رکبتيه وعن فخذيه و عما هو بينهما وبين سرته ولم يکن يبالي. وعثمان إن کان ليکون في البيت والباب عليه مغلق، فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه، کما مر في حديث الحسن ص 287.

وإن فرضت المشاکلة من جانب الاخذ بالدين والعمل بما فيه من أفعال أوتروک؟ قالتباين بينهما ظاهر وأي تباين، ضرب الله مثلا رجلا فيه شرکاء متشاکسون، ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟[50] هذا رسول التوحيد أسلم وجهه لله وهو محسن، يعبد ربه مخلصا له الدين تحت راية لاإله إلاالله، وقرط أذنه قوله تعالي: قل الله ثم ذرهم، وورد لسانه: وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت. وأما عثمان فهو أسير هوي مروان ومعاوية وسعيد ومن شاکلهم من أبناء بيته، يسير مع ميولهم وشهواتهم، حتي قال مولانا أميرالمؤمنين: ما رضيت من مروان ولا رضي منک إلا بتحويلک عن دينک وعقلک، وان مثلک مثل جمل الظعينة سار حيث يسار به[51] قدم ربه وقد خلط عملا صالحا وآخر سيئا، کسب سيئة وأحاطت به خطيئته.

ايه ايه يا نبي العظمة أنزلک الدهر ثم أنزلک حتي جعلک کفو عثمان بعد ما اختارک ربک واصطفاک من بريته وجعلک لسان صدق نبيا، هذا جزاءک من أمتک جزاء سنمار، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.



صفحه 274، 275، 276، 277، 278، 279، 280، 281، 282، 283، 284، 285، 286، 287، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298، 299، 300.





  1. حيي کغني: ذو حياء. وفي شرح مسلم: أي کثير الحياء.
  2. صحيح مسلم 117:7، مسند أحمد 71:1 وج 155:6 و 167.
  3. مسند احمد 62:6، صحيح مسلم 116:7، مصابيح السنة 273:2، الرياض النضرة 88:2، تاريخ ابن کثير 202:7.
  4. اخرجه الترمذي في الجامع الصحيح، والمنذري في الترغيب والترهيب 166:3.
  5. اخرجه البخاري في کتاب الادب من صحيحه.
  6. قال المنذري في الترغيب والترهيب 165:3: اخرجة احمد ورجاله رجال الصحيح، والترمذي، وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
  7. أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة والمنذري.
  8. لعل الصحيح: من کساء الحياء توبه.
  9. يأتي حديثه بتمامه.
  10. السيرة الحلبية 87:2، الصواعق ص 68.
  11. راجع ما مر ص 162 من هذا الجزء.
  12. لعبة من خشب يلف الصبي عليها خيطا ثم ينقضه بسرعة فتدوم أي تدور علي الارض. و في اللغة الدارجة: مرصع. وشاخة.
  13. من المخازي المفتعلة کما مر تفصيله.
  14. أخرجه الشيخان البخاري في صحيحه باب صفة النبي ج 203:5 ومسلم في صحيحه 78:7.
  15. يعني اسانيد حديث ابن جحش وجرهد وابن عباس.
  16. فتح الباري 382:1: نيل الاوطار 49:2.
  17. ارشاد الساري 389:1، نيل الا وطار 50:2.
  18. راجع سيرة ابن هشام 209:1، الروض الانف 127:1، عيون الاثر 51:1، وما في فتح الباري 7:5 نقلا عن ابن السحاق ان عمره کان خمسا وعشرين سنة فغير صحيح والذي صح عنه خمس وثلثون.
  19. راجع مامر في هذا الجزء صفحة 281.
  20. وذکره ابن الجوزي في صفة الصفوة 117:1، والمحب الطبري في الرياض 88:2.
  21. قال ابن تيمية في المنتقي: رواه الخمسة الا النسائي. نيل الاوطار 47:2.
  22. راجع نيل الاوطار 47:2.
  23. لهذا الحديث عدة الفاظ من طريق ميسرة وأبي هريرة وابن سارية وابن عباس وابي الجدعاء، واخرجه ابن سعد، واحمد بن حنبل، والبخاري في التاريخ، والبغوي، وابن السکن، والطبراني، وابونعيم في الحلية والدلائل، وصححه الحاکم، والترمذي حسنه وصححه، وابن حبان في صحيحه، وابن عساکر، وابن قانع، والدارمي في السنن، راجع کشف الخفا للعجلوني 129:2، والجامع الکبير کما في ترتيبه ج 6.
  24. صحيح مسلم 105:1: وفي ط مشکول 174:1.
  25. راجع فتح الباري 450:6، شرح المواهب للزرقاني 284:4.
  26. تهذيب التهذيب 430:11.
  27. ميزان الاعتدال 24:1، لسان الميزان 86:1.
  28. لسان الميزان 282:4.
  29. تاريخ ابن کثير 203:7.
  30. تهذيب التهذيب 336:9.
  31. روايته هذه عن مالک من تلکم الموضوعات.
  32. تهذيب التهذيب 114:7.
  33. في النسخة: المنقري.
  34. راجع ما أسلفناه في الجزء السابع ص 215 -200 ط 2.
  35. راجع ما أسلفناه في الجزء السابع ص 222 -219 ط 2.
  36. راجع ما مرفي الجزء السادس ص 331 و 82، والجزء الثامن ص 63 و 62 ط 2.
  37. راجع ما أسلفناه في الجزء السادس من «نوادر الاثر في علم عمر».
  38. راجع ما مر في الجزء الثامن ص 96 -94و 86 و 81 -64 ط 2.
  39. راجع الجزء الخامس من الغدير ص 308 ط 2.
  40. لسان الميزان 418:5.
  41. ذکره ابن حجر في تهذيب التهذيب 41:7.
  42. تهذيب التهذيب 41:7.
  43. تهذيب التهذيب 218:8، لسان الميزان 400:4
  44. راجع مامر في هذا الجزء ص 91 تا 101.
  45. تاريخ الخطيب 268:2.
  46. في النسخة هاهنا وفيما يأتي: عبيد. والصحيح ما ذکرناه.
  47. تاريخ ابن عساکر 65:7، تهذيب التهذيب 16:4، اللئالي المصنوعة 81:1 و 317.
  48. راجع ما اسلفناه في الجزء السابع 82 ط 2.
  49. رجل ناصح الجيب اي صادق امين، نقي القلب لا غش فيه. ويقال: وراي الزند. في المبالغة في الکر والخصال المحمودة.
  50. سورة الزمر: 28.
  51. راجع مامر في هذاالجزء ص 174.