نظرة في المؤلفات











نظرة في المؤلفات



إن ما سطرناه في عثمان إلي هذا الحد أساس ما علوا عليه بنيان فضله، وتبرير ساحته عن لوت أفعاله وتروکه، وتعذيره في النهابير التي رکبها والدفاع عنه، وقد أوقفناک علي الصحيح الثابت مما جاء فيه، وعلي المزيف الباطل مما وضع له، ومن جنايات المؤرخين ضربهم الصفح عن الاول، ورکونهم إلي الفريق الثاني من الروايات فبنوا ما شادوه علي شفا جرف هار، فلم يأت بغيرها أي عثماني في العقيدة، أموي في النزعة، ضع يدک علي أي کتاب لاحدهم في التاريخ والحديث مثل تاريخ الامم والملوک للطبري، والتمهيد للباقلاني، والکامل لابن الاثير، والرياض النضرة للمحب الطبري، وتاريخ أبي الفدا، وتاريخ ابن خلدون، والبداية والنهاية لابن کثير، والصواعق لابن حجر، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، وروضة المناظر لابن الشحنة الحنفي، وتاريخ أخبا الدول للقرماني، وتاريخ الخميس للديار بکري، ونزهة المجالس للصفوري، ونور الابصار للشبلنجي، تجده مشحونا بتلکم الموضوعات المسلسلة، أتو بها مرسلين إياها إرسال المسلم، وشوهوابها صحيفة التاريخ بعد ماسودوا صحائفهم، وموهوابها علي الحقائق الراهنة.

وجاء بعد هؤلاء المحدثون المتسرعون وهو يحسبون انهم يمحصون التاريخ والحديث تمحيصا، ويحللون القضايا والحوادث تحليلا صحيحا متجردين عن الاهواء والنزعات غير متحيزين إلي فئة، ولا جانحين إلي مذهب، لکنهم بالرغم من هاتيک الدعوي

[صفحه 248]

وقعوا في ذلک وهم لا يشعرون، فحملوا إلينا کل تلکم الدسائس في صور مبهرجة رجاء أن تنطلي عند الرجرجه الدهماء، لکن قلم التنقيب أماط الستار عن تمويههم، وعرف الملا الباحث انهم إنما ردوا ما هنالک من بوائق ومخازي.



صفحه 248.