كتاب عثمان إلي اهل مكة











کتاب عثمان إلي اهل مکة



ومن حضر الموسم سنة 35

ذکر ابن قتيبة قال: کثب عثمان کتابا بعثه مع نافع طريف إلي أهل مکة و من حضر الموسم يستغيثهم فوافي به نافع يوم عرفة بمکة وابن عباس يخطب وهو يومئذ علي الناس کان قد استعمله عثمان علي الموسم فقام نافع ففتح الکتاب فقرأه فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالله عثمان أميرالمؤمنين إلي من حضر الحج من المسلمين. أما بعد: فاني کتبت اليکم کتابي هذا وأنا محصور أشرب من بئر القصور، ولا آکل من الطعام ما يکفيني، خيفة أن تنفد ذخيرتي فأموت جوعا أنا ومن معي، لا أدعي إلي توبة أقبلها، ولاتسمع مني حجة أقولها، فأنشدالله رجلا من المسلمين بلغه کتابي إلا قدم علي فأخذ الحق في ومنعني من الظلم والباطل.

[صفحه 193]

قال: ثم ابن عباس فأتم خطبته ولم يعرض لشئ به شأنه.

قال الاميني: هذا ما يمکننا أن نؤمن به من کتاب عثمان إلي الحضور في الموسم وهناک کتاب مفصل إلي الحاج ينسب إليه يتضمن آيا من الحکم والموعظة الحسنة يطفح عن جوانبه الورع الشديد في دين الله، والاخذ بالکتاب والسنة، والاحتذاء بسيرة الشيخين، يبعد جدا عن نفسيات عثمان وعما عرفته الامة من تاريخ حياته، والکتاب أخرجه الطبري في تاريخه 140:5 تا 143 وراق الدکتور طه حسين ما وجد فيه من المعاني الراقية والجمل الرائقة، والفصول القيمة فذکره في ملحق کتابه «الفتنة الکبري» ص 227 تا 231 ذاهلا عن أن الکتاب لم يرو إلا من طريق ابن أبي سبرة القرشي العامري المدني الوضاع الکذاب السابق ذکره في سلسلة الوضاعين في الجزء الخامس، قال الواقدي: کان کثير الحديث وليس بحجة، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: کان يضع الحديث. قال عبدالله بن أحمد عن أبيه: ليس بشئ کان يضع الحديث ويکذب، وعن ابن معين ليس حديثه بشئ، ضعيف الحديث، وقال ابن المديني: کان ضعيفا في الحديث، وقال مرة: کان منکر الحديث. وقال الجوزجاني: يضعف حديثه وقال البخاري: ضعيف. وقال مرة: منکر الحديث. وقال النسائي: متروک الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في جملة من يضع الحديث. وقال ابن حبان: کان ممن يروي الموضوعات عن الثقات لايجوز الاحتجاج به. وقال الحاکم أبو عبدالله: يروي الموضوعات عن الاثبات[1] .



صفحه 193.





  1. راجع تاريخ الخطيب 367:14 تا 372، تهذيب التهذيب 27:12.