كتاب عثمان إلي اهل الامصار











کتاب عثمان إلي اهل الامصار



أخرج الطبري وغيره وقالوا: کتب عثمان إلي أهل الامصار يستمدهم:

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد: فإن الله عزوجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا، فبلغ عن الله ما أمره به ثم مضي وقد قضي الذي عليه وخلف فينا کتابه فيه حلاله وحرامه، وبيان الامور

[صفحه 192]

التي قدر فأمضاها علي ما أحب العباد وکرهوا، فکان الخليفة أبوبکر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه ثم أدخلت في الشوري عن غير علم ولا مسألة عن ملا من الامة، ثم أجمع أهل الشوري عن ملا منهم ومن الناس علي غير طالب مني ولا محبة، فعملت فيهم ما يعرفون ولا ينکرون، تابعا غير مستتبع، متبعا غير مبتدع، مقتديا غير متکلف، فلما انتهت الامور، وانتکث الشر بأهله، بدت ضغائن وأهواء علي غير إجرام ولا ترة فيما مضي إلا إمضاء الکتاب، فطلبوا أمرا وأعلنوا غيره بغير حجة ولا عذر، فعابوا علي أشياء مما کانوا يرضون وأشياء عن ملا من أهل المدينة لا يصلح غيرها، فصبرت لهم نفسي و کففتها عنهم منذ سنين، وأنا أري وأسمع، فأزدادوا علي الله عزوجل جرأة حتي أغاروا علينا في جوار رسول الله صلي الله عليه وسلم وحرمه وأرض الهجرة، وثابت إليهم الاعراب، فهم کالاحزاب أيام الاحزاب أو من غزانا بأحد إلا ما يظهرون، فمن قدر علي اللحاق بنا فليلحق.

فأتي الکتاب أهل الامصار فخرجوا علي الصعبة والذلول، فبعث معاوية حبيب ابن مسلمة الفهري، وبعث عبدالله بن سعد معاوية بن خديج السکوني، وخرج من أهل الکوفة القعقاع بن عمرو. الحديث.



صفحه 192.