كتاب عثمان إلي اهل البصرة











کتاب عثمان إلي اهل البصرة



وکتب إلي عبدالله بن عامر: أن أندب إلي أهل البصرة نسخة کتابه إلي أهل الشام فجمع عبدالله بن عامر الناس فقرأ کتابه عليهم، فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه علي نصر عثمان والمسير إليه فيهم: مجاشع بن مسعود السلمي، وکان أول من تکلم وهو يومئذ سيد قيس بالبصرة، وقام أيضا قيس بن الهيثم السلمي، فخطب وحض الناس علي نصر عثمان، فسارع الناس إلي ذلک، فاستعمل عليهم عبدالله بن عامر مجاشع بن مسعود فسار بهم حتي إذا نزل الناس الربذة ونزلت مقدمته عند صرار ناحية من المدينة أتاهم قتل عثمان.

وقال البلاذري: وکتب عثمان إلي عبدالله بن عامربن کريز ومعاوية بن أبي سفيان يعلمهما أن أهل البغي والعدوان من أهل العراق ومصر والمدينة قد أحاطوا بداره فليس يرضيهم بزعمهم شئ دون قتله أو يخلع السربال الذي سربله الله إياه، ويأمرهما بإغاثته برجال ذوي نجدة وبأس ورأي، لعل الله أن يدفع بهم عنه بأس يکيده و يريده، وکان رسوله إلي ابن عامر جبير بن مطعم، وإلي معاوية المسور بن مخرمة الزهري، فأما ابن عامر فوجه إليه مجاشع بن مسعود السلمي في خمس مائة أعطاهم خمس مائة خمس مائة درهم، وکان فيمن ندب مع مجاشع زفر بن الحارث علي مائة رجل، وأما معاوية فبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهري في ألف فارس، فقدم حبيب أمامه يزيد بن أسد البجلي جد خالد بن عبدالله بن يزيد القسري من بجيلة، وبلغ أهل مصر ومن معهم ممن حاصر عثمان ما کتب به إلي ابن عامر ومعاوية فزادهم ذلک شدة عليه وجدا في حصاره وحرصا علي معاجلته بالقتل.