كتب عثمان ايام الحصار











کتب عثمان ايام الحصار[1]



.

أخرج الطبري في تاريخه من طريق ابن الکلبي قال: إنما رد اهل مصر إلي عثمان بعد انصرافهم عنه أنه أدرکهم غلام لعثمان علي جمل له بصحيفة إلي أمير مصر أن يقتل بعضهم وأن يصلب بعضهم فلما أتوا عثمان قالوا: هذا غلامک؟ قال: غلامي إنطلق بغير علمي، قالوا: جملک؟ قال: أخذه من الدار بغير أمري. قالوا: خاتمک؟ قال: نقش عليه فقال عبدالرحمن بن عديس التجيبي حين أقبل أهل مصر.


أقبلن من بلبيس والصعيد[2] .

خوصا کأمثال القسي عود


مستحقبات حلق الحديد
يطلبن حق الله في الوليد


وعند عثمان وفي سعيد
يارب فارجعنا بما نريد


فلما رأي عثمان ما قد نزل به وما قد انبعث عليه من الناس کتب إلي معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام:

[صفحه 190]

بسم الله الرحمن الرحيم

أمابعد: فإن أهل المدينة قد کفروا وأخلفوا الطاعة ونکثوا البيعة، فابعث إلي من قبلک من مقاتلة اهل الشام علي کل صعب وذلول.

فلما جاء معاوية الکتاب تربص به وکره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد علم اجتماعهم، فلما أبطأ أمره علي عثمان کتب إلي يزيد بن اسد بن کرز وإلي أهل الشام يستنفرهم ويعظم حقه عليهم، ويذکر الخلفاء وما أمر الله عزوجل به من طاعتهم ومناصحتهم ووعدهم أن يجندهم جند أو بطانة دون الناس، وذکرهم بلاءه عندهم وصنيعه إليهم، فإن کان عندکم غياث فالعجل العجل فإن القوم معاجلي.

فلما قرئ کتابه عليهم قام يزيد بن اسد بن کرز البجلي ثم القسري فحمدالله و أثني عليه، ثم ذکر عثمان فعظم حقه، وحضهم علي نصره، وأمرهم بالمسير إليه، فتابعه ناس کثيرو وساروا معه حتي إذا کان بوادي القري[3] بلغهم قتل عثمان رضي الله عنه فرجعوا.

وأخرج البلاذي من طريق الشعبي قال: کتب عثمان إلي معاوية: أن أمدني، فأمده بأربعة آلاف مع يزيد بن اسد بن کريز البجلي، فلتقاه الناس بمقتل عثمان فرجع من الطريق وقال: لو دخلت المدينة وعثمان حي ما ترکت بها محتلما إلا قتلته، لان الخاذل والقاتل سواء.



صفحه 190.





  1. الامامة والسياسة 32:2 تا 33، الانساب 71:5 و 72، تاريخ الطبري 105:5 و 115 و 116 و 119، تاريخ اليعقوبي 152:2، الکامل لابن الاثير 67:5 و 71، شرح ابن ابي الحديد 165:1، تاريخ ابن خلدون 394:2، الفتنة الکبري ص 226.
  2. بلبيس: بکسر الباءين وسکون اللام مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة علي طريق الشام. الصعيد: بلاد واسعة کثيرة بمصر يقال: انها تسعمائة وسبع خمسون قرية.
  3. وادي القري: واد بين المدينة والشام من اعمال المدينة.