قصة الحصار بلفظ الواقدي











قصة الحصار بلفظ الواقدي



من طريق محمد بن مسلمة وقد أسلفنا صدره في ص 132 و 133 وإليک بقيته: فوجدنا فيه هذا الکتاب فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد: فإذا قدم عليک عبدالرحمن بن عديس فاجلده مائة، واحلق رأسه ولحيته، واطل حبسه حتي أتيک أمري، وعمرو بن الحمق، فافعل به مثل ذلک، وسودان بن حمران مثل ذلک، وعروة بن البياع الليثي مثل ذلک. قال:فقلت: وما يدريکم ان عثمان کتب بهذا؟ قالوا: فيقتات مروان علي عثمان بهذا فهذا شر، فيخرج نفسه من هذا الامر. ثم قالوا: انطلق معنا إليه فقد کلمنا عليا ووعدنا أن يکلمه إذا صلي الظهر وجئنا سعد بن أبي وقاص فقال: لا أدخل في أمرکم، وجئنا سعيد

[صفحه 182]

بن زيد بن عمرو فقال مثل هذا، فقال محمد: فأين وعدکم علي؟ قالوا: وعدنا إذا صلي الظهر أن يدخل عليه. قال محمد: فصليت مع علي، قال: ثم دخلت أنا وعلي عليه فقلنا: إن هؤلاء المصريين بالباب فأذن لهم، قال: ومروان جالس فقال مروان: دعني جلعت فداک أکلمهم. فقال عثمان: فض الله فاک اخرج عني، وماکلامک في هذا الامر فخرج مروان وأقبل علي عليه قال وقد أنهي المصريون إليه مثل الذي انهوا إلي فجعل علي يخبره ما وجدوا في کتابهم، فجعل يقسم بالله ما کتب ولا علم ولا شور فيه فقال محمد بن مسلمة: والله انه لصادق، ولکن هذا عمل مروان، فقال علي: فادخلهم عليک فليسمعوا عذرک. قال: ثم أقبل عثمان علي علي فقال: إن لي قرابة ورحما والله لو کنت في هذه الحلقة لحللتها عنک، فأخرج إليهم فکلمهم فانهم يسمعون منک. قال علي: والله ما أنا بفاعل ولکن أدخلهم حتي تعتذر اليهم. قال: فادخلوا.

قال محمد بن مسلمة: فدخلوا يومئذ فما سلموا عليه بالخلافة فعرفت انه الشر بعينه قالوا: سلام عليکم، فقلنا: وعليکم السلام قال: فتکلم القوم وقد قدموا في کلامهم ابن عديس، فذکر ما صنع ابن سعد بمصر وذکر تحاملا منه علي المسلمين وأهل الذمة وذکر استئثارا منه في غنائم المسلمين، فإذا قيل له في ذلک قال: هذا کتاب أميرالمؤمنين إلي، ثم ذکروا أشياء مما أحدث بالمدينة وما خالف به صاحبيه قال: فرحلنا من مصر ونحن لا نريد إلا دمک أو تنزع، فردنا علي ومحمد بن مسلمة و ضمن لنا محمد النزوع عن کل ما تکلمنا منه، ثم أقبلوا علي محمد بن مسلمة قالوا: هل قلت ذاک لنا؟ قال محمد: فقلت: نعم، ثم رجعنا إلي بلادنا نستظهر بالله عزوجل عليک ويکون حجة لنا بعد حجة، حتي إذا کنا بالبويب[1] أخذنا غلامک فأخذنا کتابک وخاتمک إلي عبدالله بن سعد تأمره فيه بجلد ظهورنا، والمثل بنا في أشعارنا، وطول الحبس لنا، وهذا کتابک، قال: فحمدالله عثمان أثني عليه ثم قال: والله ما کتبت ولا أمرت ولا شورت ولا علمت قال: فقلت وعلي جميعا: قد صدق. قال: فاستراح إليها عثمان فقال المصريون: فمن کتبه؟ قال: لا أدري. قال: أفيجترأ عليک فيبعث غلامک وجمل من صدقات المسلمين، وينقش علي خاتمک، ويکتب إلي عاملک بهذه الامور العظام وأنت لا تعلم

[صفحه 183]

قال: نعم، قالوا: فليس مثلک يلي، اخلع نفسک من هذا الامر کما خلعک الله منه قال: لا أنزع قميصا ألبسنيه الله عزوجل. قال: وکثرت الاصوات واللغط فما کنت أظن أنهم يخرجون حتي يواثبوه قال: وقام علي فخرج فلما قام علي قمت وقال المصريون: اخرجوا فخرجوا، ورجعت إلي منزلي ورجع علي إلي منزله فما برحوا محاصرته حتي قتلوه.

وأخرج الطبري من طريق عبدالرحمن بن يسار: أن الذي کان معه هذه الرسالة من جهة عثمان إلي مصر أبوالاعور السلمي[2] وهو الذي کان يدعو عليه أميرالمؤمنين عليه السلام في قنوته مع اناس کما مر حديثه في ج 132:2 ط 2، وذکره ابن أبي الحديد في شرحه 165:1.

وأخرج من طريق عثمان بن محمد الاخنسي قال: کان حصر عثمان قبل قدوم أهل مصر فقدم أهل مصر يوم الجمعة وقتلوه في الجمعة الاخري. تاريخ الطبري 132: 5.



صفحه 182، 183.





  1. البويب: مدخل اهل الحجاز بمصر.
  2. تاريخ الطبري 115:5.