صورة اخري من التوبة











صورة اخري من التوبة



من طريق أبي عون قال: سمعت عبدالرحمن بن الاسود بن عبد يغوث يذکر مروان بن الحکم قال: قبح الله مروان، خرج عثمان إلي الناس فأعطاهم الرضا وبکي علي المنبر وبکي الناس حتي نظرت إلي لحية عثمان مخضلة من الدموع وهويقول: أللهم إني أتوب اليک، أللهم إني أتوب اليک، أللهم إني أتوب اليک، والله لئن ردني الحق إلي

[صفحه 175]

أن أکون عبدا قنا لارضين به، إذا دخلت منزلي فادخلوا علي، فوالله لا أحتجب منکم ولاعطينکم ولازيدنکم علي الرضا، ولانحين مروان وذويه.

قال: فلما دخل أمر بالباب ففتح ودخل بيته ودخل عليه مروان فلم يزل يفتله في الذروة والغارب حتي فتله عن رأيه وأزاله عما کان يريد، فلقد مکث عثمان ثلاثة أيام ماخرج استحياء من الناس، وخرج مروان إلي الناس فقال: شاهت الوجوه إلا من أريد ارجعوا إلي منازلکم، فإن يکن لاميرالمؤمنين حاجة بأحد منکم يرسل إليه وإلاقر في بيته. قال عبدالرحمن: فجئت إلي علي فأجده بين القبر والمنبر وأجد عنده عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بکر وهما يقولان: صنع مروان بالناس وصنع، قال: فأقبل علي علي فقال: أحضرت خطبة عثمان قلت: نعم. قال: أفحضرت مقالة مروان للناس قلت نعم. قال علي: عياذالله يا للمسلمين، إني إن قعدت في بيتي قال لي: ترکتني وقرابتي وحقي، وإني إن تکلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان فصار سيقة له يسوقه حيث شاء بعد کبر السن وصحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم.

قال عبدالرحمن بن الاسود: فلم يزل حتي جاء رسول عثمان إئتني فقال علي بصوت مرتفع عال مغضب: قل له: ما أنا بداخل عليک ولا عائد. قال: فانصرف الرسول فلقيت عثمان بعد ذلک بليلتين جائيا فسألت ناتلا غلامه من أين جاء أميرالمؤمنين؟ فقال: کان عند علي، فقال عبدالرحمن بن الاسود: فغدوت فجلست مع علي عليه السلام فقال لي: جاءني عثمان بارحة فجعل يقول: إني غير عائد وإني فاعل، قال: فقلت له. بعد ما تکلمت به علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم وأعطيت من نفسک، ثم دخلت بيتک، وخرج مروان إلي الناس فشتمهم علي بابک ويؤذيهم قال: فرجع وهو يقول: قطعت رحمي وخذلني و جرأت الناس علي فقلت: والله إني لاذب الناس عنک، ولکني کلما جئتک بهنة أظنها لک رضي جاء بأخري فسمعت قول مروان علي واستدخلت مروان. قال: ثم انصرف إلي بيته فلم أزل أري عليا منکبا عنه لا يفعل ما کان يفعل[1] .



صفحه 175.





  1. تاريخ الطبري 112:5، الکامل لابن الاثير 96:3.