عهد عثمان علي نفسه











عهد عثمان علي نفسه



أن يعمل بالکتاب والسنة وذلک في سنة 35 ه

أخرج البلاذري من رواية أبي مخنف في الانساب 62:5: ان المصريين وردوا المدينة فأحاطواو غيرهم بدار عثمان في المرة الاولي «إلي أن قال»: وأتي المغيرة بن شعبة فقال له: دعني آت القوم فأنظر ما يريدون، فمضي نحوهم فلما دنا منهم صاحوا به: يا أعور وراءک، يا فاجر وراءک، يافاسق وراءک. فرجع، ودعا عثمان عمرو بن العاص فقال له: ائت القوم فادعهم إلي کتاب الله والعتبي مما ساءهم. فلما دنا منهم سلم فقالوا

[صفحه 171]

لا سلم الله عليک، ارجع يا عدوالله راجع ياابن النابغة فلست عندنا بأمين ولامأمون فقال له ابن عمر وغيره: ليس لهم إلا علي بن أبي طالب فلما أتاه قال: يا أبا الحسن ائت هؤلاء القوم فادعهم إلي کتاب الله وسنة نبيه. قال: نعم إن أعطيتني عهدالله وميثاقه علي إنک تفي لهم بکل ما أضمنه عنک، قال: نعم. فأخذ علي عليه عهد الله وميثاقه علي أوکد ما يکون وأغلظ وخرج إلي القوم فقالوا: وراءک، قال: لا، بل أمامي، تعطون کتاب الله وتعتبون من کل ما سخطتم، فعرض عليهم ما بذل عثمان، فقالوا: أتضمن ذلک عنه قال: نعم، قالوا: رضينا. وأقبل وجوههم وأشرافهم مع علي حتي دخلوا علي عثمان و عاتبوه فأعتبهم من کل شئ فقالوا: اکتب بهذا کتابا فکتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا کتاب من عبدالله عثمان أميرالمؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين ان لکم أن أعمل فيکم بکتاب الله وسنة نبيه، يعطي المحروم، ويؤمن الخائف، ويرد المنفي، ولا تجمر[1] البعوث، ويوفر الفئ، وعلي بن أبي طالب ضمين المؤمنين والمسلمين علي عثمان بالوفاء في هذا الکتاب.

شهد الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيدالله وسعد بن مالک بن أبي وقاص، و عبدالله بن عمرو، وزيد بن ثابت، وسهل بن خنيف، وأبوأيوب خالد بن زيد.

وکتب في ذي العقدة سنة خمس وثلاثين. فأخذ کل قوم کتابا فانصرفوا.

وقال علي بن أبي طالب لعثمان: أخرج فتکلم کلاما يسمعه الناس ويحملونه عنک وأشهد الله ما في قلبک، فان البلاد قد تمخضت عليک، ولا تأمن أن يأتي رکب آخر من الکوفة أو من البصرة أو من مصر فتقول: يا علي ارکب إليهم. فإن لم أفعل قلت: قطع رحمي، واستخف بحقي، فخرج عثمان فخطب الناس فأقر بما فعل واستغفر الله منه، وقال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من زل فلينب. فأنا أول من اتعظ، فإذا نزلت فليأتني أشرافکم فليردوني برأيهم، فوالله لو ردني إلي الحق عبد لا تبعته وما عن الله مذهب إلا اليه، فسر الناس بخطبته واجتمعوا إلي بابه مبتهجين بما کان منه

[صفحه 172]

فخرج إليهم مروان فزبرهم وقال: شاهت وجوهکم ما اجتماعکم أميرالمؤمنين مشغول عنکم، فان احتاج إلي أحد منکم فسيدعوه فانصرفوا، وبلغ عليا الخبر فأتي عثمان و هومغضب فقال: أما رضيت من مروان ولا رضي منک إلا بافساد دينک، وخديعتک عن عقلک وإني لاراه سيوردک ثم لايصدرک، وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتک

وقالت له امرأته نائلة بنت الفرافضة: قد سمعت قول علي بن أبي طالب في مروان وقد أخبرک انه غير عائد إليک، وقد أطعت مروان ولا قدر له عندالناس ولا هيبة،فبعث إلي علي فلم يأته.

وأخرج ابن سعد من طريق أبي عون قال: سمعت عبدالرحمن بن الاسود بن عبد يغوث ذکر مروان فقال: قبحه الله خرج عثمان علي الناس فأعطاهم الرضي وبکي علي المنبر حتي استهلت دموعه، فلم يزل مروان يفتله في الذروة والغارب[2] حتي لفته عن رأيه، قال: وجئت إلي علي فأجده بين القبر والمنبر ومعه عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بکر وهما يقولون: صنع مروان بالناس؟ قلت: نعم[3] .



صفحه 171، 172.





  1. تجمر الجيش: تحبس في ارض العدو ولم يقفل.
  2. لم يزل يفتل في الذروة والغارب. مثل في المخادعة. اي يدور من وراء خديعته.
  3. واخرج الطبري حديث ابن عون هذا وتبعه ابن الاثير وسيوافيک لفظه، واوعز اليه الدميري في حياة الحيوان 53:1.