حديث معاوية بن أبي سفيان











حديث معاوية بن أبي سفيان



1- من کتاب لامير المؤمنين إلي معاوية: فسبحان الله ما أشد لزومک للاهواء المبتدعة والحيرة المتبعة، مع تضييع الحقائق واطراح الوثائق التي هي لله طلبة، وعلي عباده حجة، فأما إکثارک الحجاج في عثمان وقتله فإنک إنما نصرت عثمان حيث کان النصر لک، وخذلته حيث کان النصر له[1] .

2- ومن کتاب له عليه السلام إلي معاوية: فوالله ما قتل ابن عمک غيرک.

[صفحه 150]

راجع ما مر من حديث امير المؤمنين.

3- ومن کتاب له عليه السلام إلي الرجل: قد أسهبت في ذکر عثمان، ولعمري ما قتله غيرک، ولا خذله سواک، ولقد تربصت به الدوائر، وتمنيت له الاماني، طمعا فيما ظهر منک. ودل عليه فعلک. شرح ابن ابي الحديد 411:3.

4- من کتاب لابن عباس إلي معاوية: أما ما ذکرت من سرعتنا اليک بالمساءة إلي أنصار ابن عفان، وکراهتنا لسلطان بني أمية، فلعمري لقد أدرکت في عثمان حاجتک حين استنصرک فلم تنصره، حتي صرت إلي ما صرت إليه، وبيني وبينک في ذلک ابن عمک وأخو عثمان: الوليد بن عقبة.

کتاب نصر 472، الامامة والسياسة 96:1، شرح ابن ابي الحديد 289:2.

5- من کتاب لابن عباس إلي معاوية: وأما قولک: إني من الساعين علي عثمان والخاذلين له والسافکين دمه، وماجري بيني وبينک صلح فيمنعک مني، فاقسم بالله لانت المتربص بقتله، والمحب لهلاکه، والحابس الناس قبلک عنه علي بصيرة من أمره، ولقد أتاک کتابه وصريخه يستغيث ويستصرخ، فما حفلت به حتي بعثت اليه معذرا باجرة أنت تعلم أنهم لن يترکوه حتي يقتل، فقتل کما کنت أردت، ثم علمت عند ذلک أن الناس لن يعدلوا بيننا وبينک فطفقت تنعي عثمان وتلزمنا دمه وتقول: قتل مظلوما. فإن يک قتل مظلوما فأنت أظلم الظالمين. مر تمام الکتاب في صفحة 134.

6- روي البلاذري في الانساب قال: لما أرسل عثمان إلي معاوية يستمده بعث يزيد بن أسد القسري جد خالد بن عبدالله بن يزيد أمير العراق وقال له: إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل: الشاهد يري ما لا يري الغائب. فإنني أنا الشاهد وأنت الغائب، قال: فأقام بذي خشب حتي قتل عثمان، فاستقدمه حينئذ معاوية فعاد إلي الشام بالجيش الذي کان ارسل معه، وإنما صنع ذلک معاوية ليقتل عثمان فيدعوا إلي نفسه. راجع شرح ابن ابي الحديد 57:4.

7- من خطبة لشبث بن ربعي يخاطب معاوية: انه والله لا يخفي علينا ما تغزو و ما تطلب، إنک لم تجد شيئا تستغوي به الناس، وتستميل به أهواءهم، وتستخلص به طاعتهم، إلا قولک: «قتل إمامکم مظلوما، فنحن نطلب بدمه » فاستجاب له سفهاء طغام،

[صفحه 151]

وقد علمنا قد أبطأت عنه بالنصر، وأحببت له القتل لهذه المنزلة التي أصبحت تطلب. الخ.

کتاب صفين لابن مز ص 210، تاريخ الطبري 243:5، الکامل لابن الاثير 123:3، شرح ابن ابي الحديد 342:1.

8- من کتاب لابي أيوب الانصاري جوابا لمعاوية: فما نحن وقتلة عثمان إن الذي تربص بعثمان وثبط اهل الشام عن نصرته لانت، وإن الذين قتلوه غير الانصار. الامامة والسياسة 93:1 وفي ط 81، شرح ابن أبي الحديد 281:2.

9- من کتاب لمحمد بن سلمة الانصاري جوابا لمعاوية: ولئن کنت نصرت عثمان ميتا لقد خذلته حيا، ونحن ومن قبلنا من المهاجرين والانصار أولي بالصواب. الامامة والسياسة 87:1، شرح ابن ابي الحديد 260:1.

10- في محاورة بين معاوية وأبي الطفيل الکناني: قال معاوية: أکنت فيمن حضر قتل عثمان؟ قال: لا، ولکني فيمن حضر فلم ينصره، قال: فما منعک من ذلک وقد کانت نصرته عليک واجبة قال: منعني ما منعک إذ تربصت به ريب المنون وأنت بالشام، قال: أو ما تري طلبي بدمه نصرة له قال: بلي ولکنک وإياه کماقال الجعدي:


لالقينک بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادا


راجع ما مر في هذا الجزء ص 139

11- لما أتي معاوية نعي عثمان وبيعة الناس عليا عليه السلام ضاق صدرا بما أتاه و تظاهر بالندم علي خذلانه عثمان وقال کما في کتاب صفين ص 88:


أتاني أمر فيه للنفس غمة
وفيه بکاء للعيون طويل


وفيه فناء شامل وخزاية
وفيه اجتداع للانوف أصيل


مصاب أمير المؤمنين وهذه
تکاد لها صم الجبال تزول


فلله عينا من رأي مثل هالک
أصيب بلاذنب وذاک جليل


تداعت عليه بالمدينة عصبة
فريقان منها قاتل وخذول


دعاهم فصموا عنه عند جوابه
وذاکم علي ما في النفوس دليل


ندمت علي ما کان من تبعي الهوي
وقصري[2] فيه حسرة وعويل

[صفحه 152]

قال الاميني: إن زبدة مخض هذه الکلمات المعتضدة بعضها ببعض ان ابن هند لم يشذ عن الصحابة في أمر عثمان، وإنما يفترق عنهم بأن أولئک کانوا مهاجمين عليه أو خاذلين له، وأما معاوية فقد اختص بالخذلان والتخذيل اللذين کان يروقه نتاجهما حتي وقع ما کان يحبه ويتحراه، وحتي حسب صفاء الجو ما کان يضمره من التشبث بثارات عثمان، والظاهر بعد الاخذ بمجامع هذه النقول عن أعاظم الصحابة وبعد تصوير الحادثة نفسها من شتي المصادر: أن لخذلان معاوية أتم مدخلية في انتهاء أمر الخليفة إلي ما انتهي إليه، والخاذل غير بعيد عن المجهز، ومن هنا وهنا يقول له الامام عليه السلام: فوالله ما قتل ابن عمک غيرک. ويقول: ولعمري ما قتله غيرک، ولاخذله سواک، إلي کلمات آخرين لاتخفي عليهم نوايا الرجل، فلو کان مستعجلا بکتائبه إلي دخول المدينة، غير متربص قتل ابن عمه لحاموه ونصروه، وکان مبلغ أمره عندئذ إما إلي الفوزبهم، أو تراخي الامر إلي أن يبلغه بقية الانصار من بلاد أخري، فيکون النصر بهم جميعا، لکن معاوية ما کان يريد ذلک وإنما کان مستبطي أجل الرجل، طامعا في تقلده الخلافة من بعده، فترکه والقوم فهو أظلم الظالمين إن کان قتل مظلوما کما قاله حبر الامة، أو أنه من الصحابة العدول کما يحسبه القوم وهذا رأيه في الخليفة المقتول.



صفحه 150، 151، 152.





  1. نهج البلاغة 62:2.
  2. قصري: أي حسبي يقال: قصرک: أي حسبک وکفايتک. کما يقال: قصارک وقصاراک.