حديث حكيم بن جبلة العبدي











حديث حکيم بن جبلة العبدي



کان هذاالرجل العظيم صالحا دينا مطاعا في قومه کما وصفه أبوعمر، وأثني عليه المسعودي بالسيادة والزهد والنسک. کان أحد زعماء الثائرين علي عثمان من أهل البصرة کما يأتي. وقال المسعودي: إن الناس لما نقموا علي عثمان ما نقموا سار فيمن سار إلي المدينة حکيم بن جبلة. وقال الذهبي: کان ممن ألب علي عثمان رضي الله عنه. وجاء في مقال خفاف الطائي في الحديث عن عثمان: حصره المکشوح، وحکم فيه حکيم، ووليه محمد وعمار، وتجرد في أمره ثلاثة نفر: عدي بن حاتم. والاشتر النخعي. وعمرو بن الحمق. وجد في أمره رجلان: طلحة والزبير. الحديث.

وقال أبوعمر: کان ممن يعيب عثمان من أجل عبدالله بن عامر وغيره من عماله. قال أبوعبيد: قطعت رجل حکيم يوم الجمل فأخذها ثم زحف إلي الذي قطعها. فلم يزل يضربه بها حتي قتله وقال:


يا نفس لن تراعي
دعاک خير داعي


إن قطعت کراعي
إن معي ذراعي[1] .


فالباحث يجد لهذا البطل الصالح الدين الزاهد الناسک قدما أي قدم في التأليب علي الخليفة، وله خطواته الواسعة في إستحلال دمه والتجمهر عليه، وهو مع ذلک کله بعد صالح يذکر ويشکر ويثني عليه، ما اسودت صحيفة تاريخه بمناجزته الخليفة والوقيعة فيه ومقته والنقمة عليه، ولم يتضعضع بها أرکان صلاحه، وما اختل بها نظام نسکه، ولا شوهت سمعته الدينية، ولا دنست ساحة قدسه، وهذه کلها لا تلتئم مع کون الخليفة إمام عدل.

[صفحه 149]



صفحه 149.





  1. راجع کتاب صفين لابن مزاحم ص 82، مروج الذهب 7:2، الاستيعاب 121:1، دول الاسلام للذهبي 18:1، ابن أبي الحديد 259:1.