حديث مالك الاشتر











حديث مالک الاشتر



ذکر البلاذري في الانساب 46:5: إن عثمان کتب إلي الاشتر وأصحابه مع عبدالرحمن بن أبي بکر، والمسور بن مخرمة يدعوهم إلي الطاعة ويعلمهم انهم أول من سن الفرقة، ويأمرهم بتقوي الله ومراجعة الحق، والکتاب إليه بالذي يحبون.

[صفحه 142]

فکتب إليه الاشتر:

من مالک الحارث إلي الخليفة المبتلي الخاطئ الحائد عن سنة نبيه، النابذ لحکم القرآن وراء ظهره.

أما بعد: فقد قرأنا کتابک فانه نفسک وعمالک عن الظلم والعدوان وتسيير الصالحين نسمح له بطاعتنا، وزعمت أنا قد ظلمنا أنفسنا، وذلک ظنک الذي أرداک، فأراک الجور عدلا، والباطل حقا، وأما محبتنا فإن تنزع تتوب وتستغفر الله من تجنيک علي خيارنا، وتسييرک صلحاءنا، وإخراجک إيانا من ديارنا، وتوليتک الاحداث علينا، وأن تولي مصرنا عبدالله بن قيس أبا موسي الاشعري وحذيفة فقد رضيناهما، واحبس عنا وليدک وسعيدک ومن يدعوک إليه الهوي من أهل بيتک إن شاء الله والسلام.

وخرج بکتابهم يزيد بن قيس الارحبي، ومسروق بن الاجدع الهمداني، وعبد الله بن أبي سبرة الجعفي، وعلقمة بن قيس أبوشبل النخعي، وخارجة بن الصلت البرجمي في آخرين. فلما قرأ عثمان الکتاب قال: أللهم إني تائب وکتب إلي أبي موسي وحذيفة: أنتما لاهل الکوفة رضي ولنا ثقة،فتوليا أمرهم وقوما به بالحق غفر الله ولکما. فتولي أبوموسي وحذيفة الامر،وسکن أبوموسي الناس وقال عتبة بن الوغل:


تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب
وأمر علينا الاشعري لياليا


فقال عثمان: نعم وشهورا إن بقيت. قال الاميني: نظرية مالک الذي عرفته صحيفة 38 في عثمان صريحة واضحة لا تحتاج إلي تحليل وتعليل، وإنما أعطي من نفسه الرضا في کتابه بشرط النزوع و التوبة، لکنه لما لم يجد للشرط وفاء ابل وجد منه إصرارا علي ما نقمه هو والصحابة کلهم تنشط للمخالفة، وأجلب عليه خيلا ورجلا، ولم يزل مشتدا في ذلک حتي بلغ ما أراد.

وسنوقفک علي حقيقة أمر الخليفة من توبته بعد توبته في المستقبل القريب إن شاء الله تعالي.

[صفحه 143]



صفحه 142، 143.