حديث سعد بن ابي وقاص











حديث سعد بن ابي وقاص



1- روي ابن قتيبة في الامامة والسياسة 1 ص 43 قال: کتب عمرو بن العاص إلي سعد بن أبي وقاص يسأله عن قتل عثمان ومن قتله ومن تولي کبره فکتب إليه سعد: إنک سألتني من قتل عثمان وأني اخبرک انه قتل بسيف سلته عائشة، وصقله طلحة، وسمه ابن أبي طالب، وسکت الزبير وأشاربيده، وأمسکنا نحن ولوشئنا دفعناه عنه، ولکن عثمان غير وتغير وأحسن وأساء، فإن کنا أحسنا فقد أحسنا، وإن کنا أسأنا فنستغر الله. الحديث مر بتمامه ص 83.

2- عن أبي حبيبة قال: نظرت إلي سعد بن أبي وقاص يوم قتل عثمان دخل عليه ثم خرج من عنده وهو يسترجع مما يري علي الباب فقال له مروان: الآن تندم؟ أنت أشعرته. فأسمع سعدا يقول: استغفر الله لم أکن أظن الناس يجترؤن هذه الجرأة ولا يطلبون دمه، وقد دخلت عليه الآن فتکلم بکلام لم تحضره أنت ولا أصحابک فنزع عن کل ما کره منه وأعطي التوبة. وقال: لا أتمادي في الهلکة ان ما تمادي في الجور کان أبعد من الطريق فأنا أتوب وأنزع. فقال مروان: إن کنت تريد أن تذب عنه فعليک

[صفحه 141]

بابن أبي طالب فإنه متستر وهولا يجبه. فخرج سعد حتي أتي عليا وهو بين القبر والمنبر فقال: يا أباالحسن قم فداک أبي وأمي جئتک والله بخير ما جاء به أحد قط إلي أحد، تصل رحم ابن عمک، وتأخذ بالفضل عليه، وتحقن دمه، ويرجع الامر علي مانحب. قد أعطي خليفتک من نفسه الرضي فقال علي: تقبل الله منه يا أباإسحاق والله ما زلت أذب عنه حتي اني لاستحيي، ولکن مروان ومعاوية وعبدالله بن عامر وسعيد بن العاص هم صنعوا به ماتري، فإذا نصحته وأمرته أن تنحيهم استغشني حتي جاء ما تري. قال: فبينا هم کذلک جاء محمد بن أبي بکر فسار عليا فأخذ علي بيدي ونهض علي وهو يقول: وأي خير توبته هذه؟ فوالله ما بلغت داري حتي سمعت الهائعة: ان عثمان قد قتل. فلم نزل والله في شر إلي يومنا هذا. تاريخ الطبري 121:5.

قال الاميني: يترأي للقارئ من هذه الجمل أن سعدا خذل الخليفة علي حين أنه مکثور لا يراد به إلا القتل وهو علي علم منه أنه مقتول لا محالة لما کان يري انه غير ومتغير، وغير عازب عن سعد حينئذ حکم الشريعة بوجوب کلاءة النفس المحترمة للمتمکن منها وهو يقول: وأمسکنا نحن ولو شئنا دفعناه عنه. حتي أنه بعد هدوء الثورة غير جازم بأنه ارتکب حوبا في خذلانه فيقول: إن کنا أحسنا فقد أحسنا، وإن کنا أسأنا فنستغفر الله، وعلي تقدير کونه إساءة يراها من اللمم الممحو بالاستغفار، ولعل الشق الاخير من کلمته مجاملة مع عمرو بن العاصي لئلا يلحقه الطلب بدم عثمان ولذلک ألقي المسؤولية علي أناس آخرين من علية الامة ذکرهم في کتابه، وعليه فصميم رأيه هو ما ارتکبه ساعة القتل من الخذلان.



صفحه 141.