حديث عامر بن واثلة











حديث عامر بن واثلة



قدم أبوالطفيل الشام يزور ابن أخ له من رجال معاوية فأخبر معاوية بقدومه فأرسل إليه فأتاه وهو شيخ کبير فلما دخل عليه قال له معاوية: أنت أبوالطفيل عامر ابن واثلة؟ قال: نعم. قال معاوية: أکنت ممن قتل عثمان أمير المؤمنين؟ قال: لا، ولکن ممن شهده فلم ينصره. قال: ولم؟ قال: لم ينصره المهاجرون والانصار، فقال معاوية أما والله إن نصرته کانت عليهم وعليک حقا واجبا وفرضا لازما، فإذ ضيعتموه فقد فعل والله بکم ما أنتم أهله وأصارکم إلي ما رأيتم. فقال أبوالطفيل: فما منعک يا أميرالمؤمنين إذ تربصت به ريب المنون أن لا تنصره ومعک أهل الشام قال معاوية: أو ما تري طلبي لدمه نصرة له فضحک أبوالطفيل وقال بلي: ولکني وإياک[1] کما قال عبيد بن الابرص:


لاعرفنک بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي


فدخل مروان بن الحکم وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحکم فلما جلسوا نظر إليهم معاوية ثم قال: أتعرفرن هذا الشيخ؟ قالوا: لا. فقال معاوية: هذا خليل علي بن أبي طالب، وفارس صفين وشاعر أهل العراق، هذا أبوالطفيل. قال سعيد بن العاص: قد عرفناه يا أمير المؤمنين فما يمنعک منه؟ وشتمه القوم فزجرهم معاوية قال: فرب يوم ارتفع عن الاسباب قد ضقتم به ذرعا ثم قال: أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل؟ قال: ما أنکرهم من سوء ولاأعرفهم بخير وأنشد شعرا:


فإن تکن العداوة وقد أکنت
فشر عدواة المرء السباب


فقال معاوية: يا أبا الطفيل ما أبقي لک الدهر من حب علي؟ قال: حب أم

[صفحه 140]

موسي وأشکو إلي الله التقصير. فضحک معاوية وقال: ولکن والله هؤلاء الذين حولک لو سألوا عني ما قالوا هذا. فقال مروان: أجل والله لا نقول الباطل.

الامامة والسياسة 158:1، مروج الذهب 62:2، تاريخ ابن عساکر 201:7، الاستيعاب في الکني، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 133.

قال الاميني: أتري هذا الشيخ الکبير الصالح کيف يعترف بخذلانه عثمان و يحکي مصافقته علي ذلک عن المهاجرين والانصار الصحابة العدول، غير متندم علي ما فرط هنالک، ولو کان يتحرج هو ومن نقل عنهم موافقتهم له لردعتهم الصحبة والعدالة عما ارتکبوه من القتل والخذلان، ولو کان لحقه وإياهم شئ من الندم لباح به وباحوا، لکنهم اعتقدوا وأمرا فمضوا علي ضوئه، وإنهم کانوا علي بصيرة من أمرهم، وما اعتراهم الندم إلي آخر نفس لفظوه.



صفحه 140.





  1. کذا والصحيح کمافي مروج الذهب. ولکنک واياه.