حديث جبلة بن عمرو











حديث جبلة بن عمرو[1]



.

ابن ساعدة الساعدي الانصاري

أخرج الطبري من طريق عثمان بن الشريد قال: مر عثمان علي جبلة بن عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه جامعة فقال: يا نعثل؟ والله لاقتلنک ولاحملنک علي قلوص جرباء ولاخرجنک إلي حرة النار، ثم جاءه مرة أخري وعثمان علي المنبر فأنزله عنه

وأخرج من طريق عامر بن سعد قال: کان أول من اجرأ علي عثمان بالمنطق السئ جبلة بن عمرو الساعدي، مر به عثمان وهو جالس في ندي قومه وفي يد جبلة بن عمرو جامعة، فلما مر عثمان سلم فرد القوم فقال جبلة: لم تردون علي رجل فعل کذا وکذا؟ قال: ثم أقبل علي عثمان فقال: والله لاطرحن هذه الجامعة في عنقک أو لتترکن بطانتک هذه. قال عثمان: أي بطانة؟ فوالله إني لا أتخير الناس. فقال: مروان تخيرته، ومعاوية تخيرته، وعبدالله بن عامر بن کريز تخيرته، وعبدالله بن سعد تخيرته، منهم من نزل القرآن بذمه وأباح رسول الله دمه[2] قال: فانصرف عثمان فما

[صفحه 131]

زال الناس مجترئين عليه إلي هذا اليوم.

تاريخ الطبري 114:5، الکامل لابن الاثير 70:3، تاريخ ابن کثير 176:7، شرح ابن أبي الحديد 165:1.

وأخرج البلاذري في الانساب 47:5 الحديث الاول باللفظ المذکور فقال: ثم أتاه وهو علي المنبر فأنزله، وکان أول من اجترأ علي عثمان وتجهمه بالمنطق الغليظ وأتاه يوما بجامعة فقال: والله لاطرحنها في عنقک، أو لتترکن بطانتک هذه، أطعمت الحارث بن الحکم السوق وفعلت وفعلت، وکان عثمان ولي الحارث السوق فکان يشتري الجلب بحکمه ويبيعه بسومه، ويجبي مقاعد المتسوقين، ويصنع صنيعا منکرا، فکلم في إخراج السوق من يده فلم يفعل، وقيل لجبلة في أمر عثمان وسئل الکف عنه فقال: والله لا ألقي الله غدا فأقول: إنا أطعنا سادتنا وکبراءنا فأضلونا السبيل.

وأخرج ابن شبه في أخبار المدينة من طريق عبدالرحمن بن الازهر: انهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلي البقيع من دفنه جبلة بن عمرو فانطلقوا إلي حش کوکب فدفنوه فيه[3] .

قال الاميني: إنک جد عليم بما في هذاالمبجل البدري الذي أثني عليه أبوعمر في «الاستيعاب» بقوله: کان فاضلا من فقهاء الصحابة. وهو أحد الصحابة العدول الذين يحتج بما رووه أورأوه من شدة علي عثمان وثباة عليها، حتي انه يعد المحايدة يومئذ من الضلال الذي يأمر به السادة والکبراء الضالون، ويهدد عثمان و يرعد ويبرق وينهي عن ردالسلام عليه الذي هو تحية المسلمين، ومن الواجب شرعا ردها، وينزله عن منبر الخطابة إنزالا عنيفا بين الملا، ثم لم يزل يستخف به ويهينه ولا تأخذه فيه هوادة حتي منعه عن الدفن في البقيع، فذفن في حش کوکب مفابر اليهود وکل هذه لا تلتئم مع حسن ظنه به فضلا عن حسن عقيدته.

نعم: إن جبلة فعل هذه الافاعيل بين ظهراني الملا الديني الصحابة العدول وهم بين متجمهر معه، ومخذل عن الخليفة المقتول، ومتثبط عنه، وراض بما دارت علي الخليفة من دائرة سوء، ما خلا شذاذ من الامويين الذين وصفهم جبلة في بيانه،

[صفحه 132]

وقدمنا نحن تفصيل ما نزل في القرآن فيهم في الجزء الثامن[4] ولم تقم الجامعة الدينية لهم ولآرائهم وزنا.



صفحه 131، 132.





  1. قال البلاذري في الانساب 47:5: قال الکلبي: هو رخيلة بن ثعلبة البياضي، بدري.
  2. هو عبدالله بن سعد راجع ما اسلفناه في ج 280:8 ط 2.
  3. الاصابة 223:1.
  4. راجع صفحة 247 تا 249 و 275 و 218 ط 2.