حديث جهجاه بن سعيد الغفاري











حديث جهجاه بن سعيد الغفاري



ممن بايع تحت الشجرة[1] .

ورد من طريق أبي حبيبة انه قال: خطب عثمان الناس فقام اليه جهجاه الغفاري:

[صفحه 123]

فصاح: يا عثمان ألا إن هذه شارف قدجئنا بهاعليهاعباءة وجامعة فأنزل فلندر عک العباءة ولنطرحک في الجامعة ولنحملک علي الشارف ثم نطرحک في جبل الدخان. فقال عثمان: قبحک الله وقبح ما جئت به. قال أبوحبيبة: ولم يکن ذلک منه إلا عن ملا عن الناس، وقام إلي عثمان خيرته وشيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار.

وجاء من طريق عبدالرحمن بن حاطب قال: أنا أنظر إلي عثمان يخطب علي عصا النبي صلي الله عليه وسلم التي کان عليها وأبوبکر وعمر رضي الله عنهما فقال له جهجاه: قم يا نعثل فانزل عن هذاالمنبر. وأخذ العصا فکسرها علي رکبته اليمني، فدخلت شظية منها فيها فبقي الجرح حتي أصابته الاکلة فرأيتها تدود، فنزل عثمان وحملوه وأمر بالعصا فشدوها فکانت مضببة، فما خرج بعد ذلک اليوم إلا خرجة أو خرجتين حتي حصر فقتل.

وفي لفظ البلاذري: خطب عثمان في بعض أيامه فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري يا عثمان انزل ندرعک عباءة ونحملک علي شارف من الابل إلي جبل الدخان کماسيرت خيار الناس، فقال له عثمان: قبحک الله وقبح ما جئت به. وکان جهجاه متغيظا علي عثمان، فلما کان يوم الدار ودخل عليه ومعه عصا کان النبي صلي الله عليه و سلم يتخصربها فکسرها علي رکبته فوقعت فيها الاکلة.

راجع الانساب للبلاذري 47:5، تاريخ الطبري 114:5، الاستيعاب في نرجمة جهجاه، الکامل لابن الاثير 70:3، شرح ابن أبي الحديد 165:1، الرياض النضرة 123:2، تاريخ ابن کثير 175:7، الاصابة 253:1، تاريخ الخميس 260:2.

قال الاميني: الجهجاه من أهل بيعة الشجرة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه بنص الذکر الحکيم وهو يستبيح خلع عثمان ونفيه وتشهيره ملفوفا بعباءة مکبلا بالحديد إلي جبل الدخان، ولا يتحرج من هتکه وکسر مخصرته، وإنما قال ما قاله وفعل ما فعل بمحضر من المهاجرين والانصار، فلم يؤاخذه علي ذلک أحد منهم ولا رد عليه راد، فکأنه کان يخبر عن صميم أفئدتهم، وأظهر ما أضمروه، وجاء بما أحبوه حتي قضي ما کان مقتضيا.

إن حدوث الجرح في رکبة جهجاه لولوج شئ من کسرات العصا فبها المتحول أکلة إن صح فمن ولائد الاتفاق وليس بکرامة للقتيل، کما أن وقوع عبدالله بن

[صفحه 124]

أبي ربيعة المخزومي والي عثمان علي اليمن من مرکبه وموته وقد جاء لنصر عثمان لم يکن نقمة ولا نکبة له. قال أبوعمر وغيره: جاء عبدالله المخزومي لينصره لما حصر فسقط عن راحلته بقرب مکة فمات[2] .

وقال البلاذري في الانساب 875: أقبل عبدالله المخزومي وکان عامله علي مخاليف الجند لينصره فلما انتهي إلي بطن نخلة سقط عن راحلته فانکسرت رجله فانصرف إلي أهله.



صفحه 123، 124.





  1. الاستيعاب. اسدالغابة. الاصابة.
  2. الاستيعاب 351:1، اسدالغابة 155:3، الاصابة 305:2.