حديث عبدالرحمن بن حسان العنزي الكوفي











حديث عبدالرحمن بن حسان العنزي الکوفي



لما قتل حجر بن عدي سلام الله عليه وخمسة من أصحابه رضوان الله عليهم قال عبدالرحمن بن حسان وکريم بن عفيف الخثعمي (وکانا من أصحاب حجر): ابعثوا بنا إلي أميرالمؤمنين فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته. فبعثوا إلي معاوية فاخبروه فبعث: إئتوني بهما فالتفتا إلي حجر فقال له العنزي: لا تبعد يا حجر ولا يبعد مثواک فنعم أخو الاسلام کنت. وقال الخثعمي نحوذ لک. ثم مضي بهما فالتفت العنزي فقال متمثلا:


کفي بشفاة القبر بعد الهالک
وبالموت قطاعا لحبل القرائن

[صفحه 121]

فلما دخل عليه الخثعمي قال له: ألله ألله يا معاوية إنک مقتول من هذه الدار الزائلة إلي الدار الآخرة الدائمة، ومسؤول عم أردت بقتلنا وفيم سفکت دماءنا،فقال: ما تقول في علي؟ قال: أقول فيه قولک، أتتبرأ من دين علي الذي کان يدين الله به؟ وقام شمر بن عبدالله الخثعمي فاستوهبه، فقال: هو لک غير أني حابسه شهرا فحبسه ثم أطلقه علي أن لا يدخل الکوفة مادام له سلطان، فنزل الموصل فکان ينتظر موت معاوية ليعود إلي الکوفة فمات قبل معاوية بشهر.

وأقبل علي عبدالرحمن بن حسان فقال له: يا أخا ربيعة ما تقول في علي؟ قال: أشهد أنه من الذاکرين الله کثيرا والآمرين بالمعروف والناهين عن المنکر والعافين عن الناس. قال: فما تقول في عثمان؟ قال: وأول من فتح أبواب الظلم، وارتج أبواب الحق قال: قتلت نفسک. قال: بل إياک قتلت لا ربيعة بالوادي (يعني انه ليس ثم أحد من قومه فيتکلم فيه) فبعث به معاوية إلي زياد وکتب إليه: إن هذا شر من بعثت به، فعاقبه بالعقوبة التي هوأهلها، واقتله شر قتلة. فلما قدم به علي زياد بعث به إلي قيس الناطف فدفنه حيا.

الاغاني لابي الفرج 16:10، تاريخ الطبري 155:6، تاريخ ابن عساکر 379:2، الکامل لابن الاثير 209:3.

قال الاميني: انظر إلي تصلب الرجل الديني في معتقده في حق الرجلين: علي أمير المؤمنين، وعثمان، وکيف بلغ من ذلک حدا إستباح فيه أن يراق دمه دون أن يعدل عما عقد عليه ضميره، وأخبتت إليه نفسه، وکان يري من واجبه الاشادة بما ذکر وان أريق عليه دمه الطاهر، وأسبلت نفسه الزکية.



صفحه 121.