حديث الزبير بن العوام











حديث الزبير بن العوام



أحد العشرة المبشرة، وأحد أصحاب الشوري الست.

1- أخرج الطبري في حديث وقعة الجمل: خرج علي علي فرسه فدعا الزبير فتواقفا فقال علي للزبير: ما جاءبک؟ قال: أنت، ولا أراک لهذا الامر أهلا ولا أولي به منا. فقال علي: لست[1] له أهلا بعد عثمان رضي الله عنه؟ قد کنا نعدک من بني عبدالمطلب حتي بلغ إبنک ابن السوء ففرق بيننا وبينک. وعظم عليه أشياء فذکر أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم مرعليهما فقال لعلي: ما يقول ابن عمتک؟ ليقاتلنک وهو لک ظالم[2] .

[صفحه 102]

فانصرف عنه الزبير وقال: فاني لا أقاتلک، فرجع إلي ابنه عبدالله، فقال: ما لي في هذا الحرب بصيرة. فقال له ابنه: إنک قد خرجت علي بصيرة، ولکنک رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت أن تحتها الموت فجبنت، فأحفظه حتي أرعد وغضب وقال: ويحک إني قد حلفت له ألا أقاتله. فقال له إبنه: کفر عن يمينک بعتق غلامک (سرجيس) فأعتقه وقام في الصف معهم، وکان علي قال الزبير: أطلب مني دم عثمان؟ وأنت قتلته، سلط الله علي أشدنا عليه اليوم ما يکره[3] وقول علي عليه السلام للزبير: أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته. الخ. أخرجه أيضا الحافظ العاصمي في زين الفتي. وفي لفظ المسعودي: قال علي: ويحک يا زبير ما الذي أخرجک؟ قال: دم عثمان. قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان.

قال الاميني: إنما حلف الزبير علي ترک القتال لانه وجده بعد تذکير الامام عليه السلام له الحديث النبوي، وبعد إتمام الحجة عليه بذلک محرما عليه في الدين، وانه من الظلم الفاحش الذي استقل العقل بتحريمه، فهل التکفير بعتق الغلام يبيح ذلک المحرم بالعقل والشريعة؟ ويسوغ الخروج علي الامام المفترض طاعته؟ لا. لکن تسويل عبدالله هو الذي فرق بين الزبير وبين آل عبدالمطلب، وأباح له کل محظور، فقاتل إمام الوقت ظالما کما ورد في النص النبوي، وصدق الخبر الخبر.

2- ذکر المسعودي في حديث: ان مروان بن الحکم قال يوم الجمل: رجع الزبير، يرجع طلحة، ما أبالي رميت ها هنا أم هاهنا، فرماه في أکحله فقتله. (مروج الذهب 11:2)

3- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 404:2: کان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه، وکان الزبير دونه في ذلک، روواأن الزبير کان يقول: أقتلوه فقد بدل دينکم. فقالوا له: إن ابنک يحامي عنه بالباب. فقال: ما أکره أن يقتل عثمان ولوبدئ با بني، إن عثمان لجيفة علي الصراط غدا.

4- أخرج البلاذري في الانساب 76:5 من طريق أبي مخنف قال: جاء الزبير إلي عثمان فقال له: إن في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم جماعة يمنعون من ظلمک، ؤ يأخذونک

[صفحه 103]

بالحق، فأخرج فخاصم القوم إلي أزواج النبي صلي الله عليه وسلم، فخرج معه فوثب الناس عليه بالسلاح فقال: يا زبير! ما أري أحدايأخذ بحق، ولا يمنع من ظلم، ودخل ومضي الزبير إلي منزله.

5- قال البلاذري في الانساب 14:5: وجدت في کتاب لعبدالله عن الصالح العجلي ذکروا: ان عثمان نازع الزبير فقال الزبير: إن شئت تقاذفنا؟ فقال عثمان: بما ذا أيا لبعير يا أباعبدالله؟ قال: لا والله ولکن بطبع خباب، وريش المقعد، وکان خباب يطبع السيوف، وکان المقعد يريش النبل.

وقال ابن المغيرة بن الاخنس متغنيا علي قعود له:


حکيم وعمار الشجا ومحمد
وأشترو المکشوح جر والدواهيا


وقد کان فيها للزبير عجاجة
وصاحبه الادني أشاب النواصيا[4] .



صفحه 102، 103.





  1. في الکامل لابن الاثير: ألست.
  2. هذا الحديث اخرجه جمع من الحفاظ کما اسلفناه في الجزء الثالث ص 191 ط 2.
  3. تاريخ الطبري 204:5، مروج الذهب 10:2، الکامل لابن ألاثير 102:3.
  4. کتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 66 و 60.