نتاج البحث











نتاج البحث



هذه نبذ قليلة نشرتها يد التاريخ الجانية بعد أن طوي کشحا عن ذکر مهمات ماجري في ذلک العهد المشحون بالقلاقل، الطافح بالفتن، المفعم بالهنابث، وقد عرفناه جانيا بسترتلکم الحقايق، جنوحا إلي العاطفة، سايرا مع الميول، والتاريخ حريجب أن يمضي مع الواقع وأن لا يلويه مع القصد تعصب لاحد أو تحيز إلي فئة، لکن القوم لم يسيروا في سرد التاريخ کما يجب عليهم، فطفقوا يحرفون الکلم عن مواضعه، ويثبتون ما يوافق هواهم، ويدعون مالا يروقهم.

قال الطبري في تاريخه 108:5: إن الواقدي ذکر في سبب مسير المصريين إلي

[صفحه 68]

عثمان ونزولهم ذأ خشب أمورا کثيرة، منها ما تقدم ذکره، ومنها ما أعرضت عن ذکره کراهة مني ذکره لبشاعته.

وقال في ج 113:5: قد ذکرنا کثيرا من الاسباب التي ذکر قاتلوه إنهم جعلوها ذريعة إلي قتله، فأعرضنا عن ذکر کثير منها لعلل دعت إلي الاعراض عنها.

وقال في ص 232: إن محمد بن أبي بکر کتب إلي معاوية لما ولي فذکر مکاتبات جرت بينهما کرهت ذکرها لما فيه مما لا يتحمل سماعها العامة.

و مر في ج 305:8 في ذکر ما جري بين علي عليه السلام وعثمان قول المسعودي: فأجابه عثمان بجواب غليظ لا أحب ذکره وأجابه علي بمثله.

وقال ابن الاثير في الکامل 70:3: قد ترکنا کثيرا من الاسباب التي جعلها الناس ذريعة إلي قتله لعلل دعت إلي ذلک.

وقال ابن کثير في البداية والنهاية 166:7: وفي هذه السنة (يعني 33) سير عثمان بعض أهل البصرة منها إلي الشام وإلي مصر بأسباب مسوعة لما فعله رضي الله عنه فکان هؤلاء ممن يؤلب عليه ويمالئ الاعداء في الحط والکلام فيه وهم الظالمون في ذلک، وهو البار الراشد رضي الله عنه.

وقال في ص 177: جرت أمور سنورد منها ما تيسير وبالله المستعان. ثم ذکر من الامور ما راقه ويلائم ذوقه ولم يذکر إلا سلسلة أکاذيب لم يصح شئ منها.

وقال الدکتور أحمد فريد رفاعي في عصر المأمون 1:5: أما نحن فلا يطلب منا أن نبدي رأينا في عثمان، فهو صحابي عظيم وله أثره الخالد في جمع القرآن وغير القرآن وله دينه السمح الذي لا تشوبه شائبة، وما کان الدين ليحتم علي الناس جميعا أن يکون نظرهم إلي الحياة الدنيا نظر التقشف والزهد، ولا يطلب منا أن نثبت ضعف الحکومة العثمانية، وإنما يطلب منا أن نسرد الحوادث بايجاز،ولنا في تسلسل هذه الحوادث و دراستها وتقييد آثارها ما قد يسمح لنا بالتعرض له حين معالجتنا الکلام عن عصرنا فيما بعد. ه.

ثم ذکر ماجاء به اليعقوبي من الايعاز إلي بعض ما نقم به علي عثمان فتخلص عن البحث فيه بما أتي به إبن الاثير من رواية الطبري عن السري الکذاب عن شعيب المجهول عن سيف المتروک الساقط المتهم بالزندقة أوعن أناس آخرين أمثال هؤلاء.

[صفحه 69]

أضف إلي هذه کثيرا من کتب التاريخ المؤلفة قديما وحديثا فإنها ألفت بيد أثيمة علي ودايع العلم والدين، ولعل في المذکور في کتابنا هذا وهو قليل من کثير مقنعا للحصول علي العلم بنفسيات الخليفة من شتي نواحيه، ومبلغه من العلم، ومقداره من التقوي، ومداه من الرأي، ومآثره من ناحية ملکاته، وقد عرف کل ذلک من عاصره وعاشره، فکانت کلمتهم في حقه واحدة، ورأيهم فيه فذا، وأعمالهم معه کل يشبه الآخر، ونحن نذکر لک نماذج مما لفظ به من قول وعمل به من فعل في ذلک الدور القاتم بالفجايع والفظايع فدونکها:



صفحه 68، 69.