ترجمة ابي محمد الصوري
نادمني من وجهه روضة فانظر معي تنظر إلي معجز وقد ترجمه إبن أبي شبانة في تکملة أمل الآمل وهو لا يترجم إلا المتمسک [صفحه 226] بحجزة أهل البيت الطاهر، وترجمه الثعالبي في (يتيمة الدهر) ج 1 ص 257 وذکر من شعره 225 بيتا، وأثني عليه وانتخب من ديوانه أبياتا في تتميم (يتيمته) ج 1 ص 35 وعقد إبن خلکان له ترجمة ضافية أطراه ووصف شعره في ج 1 ص 334، و قال توفي يوم الاحد تاسع شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة وعمره ثمانون أو أکثر، وذکره إبن کثير في تاريخه ج 12 ص 25، ومن شعره في أهل البيت صلوات الله عليهم توق إذا ما حرمة العدل جلت أغرک إن لم تستفزک لوعة لک الخير هذا حين شئت تلومني غداة اجيب العيس إذ هي حنت وأنتهب الايام حتي کأنني واستصغر البلوي لمن عرف الهوي اطيل وقوفي في الطلول کأنني ليالي ألقي کل مهضومة الحشي أصد فيدعوني إلي الوصل طرفها وإن قلت سقمي وکلت سقم طرفها و إن سمعت وانار قلبي شناعة وأصرف همي عن هواها بهمتي وانشد بين البين والهجر مهجتي وما أحسب الايام أيام هجرها دعوا الامة اللاتي استحلت تکن فما يقتدي إلا بها في اغتصابها أليس بنو الزهراء أدهي رزية حماتي إذا لانت قناتي وعدتي أقامت لحرب الله حزب أئمة قلوب علي الدين العتيق تألفت [صفحه 227] بما ذا تري تحتج ياآل أحمد وأشهر ما يروونه عنه قوله ولکن دنياهم سعت فسعوا لها وله في أهل البيت سلام الله عليهم أصبحوا يفرقون من افراقي ما صبرتم لقد بخلتم علي المدنف راحة ما اعتمدتموها بقتلي سوف أمضي وتلحقون ولا علم حيث لا يجمع القضية من يجمع ما لهم لا خلقت فيهم فما أغفل رب ظهر قلبته مثل ما يقلب بعد ما قادني فلم أدر حتي وأراني أسير عينيک منهن مسة من هواک بي لامن الجن غير أن يبرد احتراقي بوصل أو يعيد الکري علي کما کان ما لنومي کأنه کان في غير مسترجع فيرجي وهل ير بأبي شادن توثقت بالايما فهو إلا يکن لحرب فحرب نفر من امية نفر الاسلام أنفقوا في النفاق ما غصبوه وهي دار الغرور قصر باللو وأراها لا تستقيم لذي الزهد فلهذا أبناء أحمد أبناء علي [صفحه 228] فقراء الحجاز بعد الغني الاکبر جانبتهم جوانب الارض حتي إن اقصر يا آل أحمد أو أغر لست في وصفکم بهذا وهذا إن أهل السماء فيکم وأهل الا عرفت فضلکم ملائکة الله يستحقون حقکم زعموا ذلک وأري بعضهم يبايع بعضا واستثاروا السيوف فيکم فقمنا أي عين؟ لولا القيامة والمر فکأني بهم يودون لو أن الخ ليتوبوا إذا يذادون عن أکر وإذا ما التقوا تقاسمت النار قيل هذا بما کفرتم فذوقوا وقال في يوم عاشورا يمدح الامام الحاکم بأمر الله خلا طرفه بالسقم دوني يلازمه فأصبح بي ما لست أدري أمثله لئن کان أخفي الصدر صدا من الجوي ولم تخفه إن الهوي خف حمله ويا رب ليل قصر الذکر طوله وما نمت فيه غير أن لو سألتني ولکنه ألقي علي الصبح لونه کما جاء يوم في المحرم واحد طغت عبد شمس فاستقل محلقا فمن مبلغ عني امية إنني [صفحه 229] مضت أعصر معوجة باعوجاجکم وجدد عهد المصطفي بعض أهله فيا أيها الباکون مصرع جده ألا أيها الثکلي التي من دموعها لقد خسر الدارين من صد وجهه حريصا علي نار الجحيم کأنه إلي من تراه فوض الامر غيرکم فيا لک منها دولة علوية (ألقصيدة) وله قوله بالذي ألهم تعذيبي ثناياک العذابا والذي أودع في فيک من الشهد شرابا ما الذي قالته عيناک لقلبي فأجابا؟ ياغزالا صاد باللحظ لقلبي فأصابا هذه الابيات توجد في ديوان المترجم فنسبتها إلي (الصنوبري) کما في کشکول البهائي ج 1 ص 23 في غير محله، وأخذ البهائي منها قوله يا بدر دجا فراقه القلب أذاب بالله عليک أي شئ قالت وللمترجم الصوري سفرن بدورا وانتقبن أهلة وأبدين أطراف الشعور تسترا وربتما أطلعن والليل مقبل فهن إذا ما شئن أمسين أو إذا وقال يرثي شيخ الامة إبن المعلم أبا عبدالله محمد بن محمد بن نعمان المفيد المتوفي 413 [صفحه 230] تبارک من عم الانام بفضله مضي مستقلا بالعلوم محمد جاء في (بدائع البداية)[2] باسناده عن بکار بن علي الرياحي انه قال لما وصل عبد المحسن الصوري إلي دمشق جاءني المجدي الشاعر فعرفني به وقال هل لک أن نمضي إليه ونسلم عليه؟ فأجبت وقمت معه حتي أتينا إلي منزله وکان ينزل دائما إذا قدم في سوق القمح وکان بين يديه دکان قطان وفيها رجل أعمي فوقفت به عجوز کبيرة فکلمها بشئ وهي منصتة له فقال المجدي في الحال منصتة تسمع ما يقول فقال عبد المحسن في الحال[3] کالخلد لما قابلته الغول فقال له المجدي أحسنت والله يا أبا محمد أتيت بتشبيهين في نصف بيت اعيذک بالله اه. ومن لطيف د قول الصوري ما قاله وقد استعير منه کتاب وحبس عليه کما يوجد في ديوانه ماذا جناه کتابي فاستحق به فاطلقه نسأله عما کان حل به کتب الشاعر المفلق أحمد بن سلمان أعبد المحسن الصوري لم قد فإن قلت العبالة[4] أقعدتني فهذا البحر يحمل هضب رضوي وأن حاولت سير البر يوما إذا استحلي أخوک قلاک يوما تحرک عل أن تلقي کريما فما کل البرية من تراه [صفحه 231] فأجابه عبدالمحسن جزاک الله عن ذا النصح خيرا وقد حدت لي السبعون حدا ومذ صارت نفوس الناس حولي و قال في صبي اسمه مقاتل وله فيه شعر کثير تعلمت وجنته رقية صمت عن العاذل في حبه ودعته والدمع في مقلتي فظن إذ أبصرتها أنها وقال هذا قبل يوم النوي في غير وقت الدمع ضيعته وقال في مقاتل ايضا احفظ فؤادي فأنت تملکه هجرک سهل عليک أصعبه بسيف عينيک يا مقاتل کم أما عزائي فلست آمله وقال فيه وهو معذر وقف اليل والنهار وقد کا لا يري رجعه فيکسب عارا أين سلطان مقلتيک علينا؟ أنت فرقت نار خديک حتي فبماذا يلقي عذاريک؟ قل لي وعزيز علي إنک بالحرب و وخلف المترجم علي أدبه الجم وقريضه البديع ولده عبد المنعم ذکره الثعالبي [صفحه 232]
أبومحمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب[1] بن غلبون الصوري من حسنات القرن الرابع ونوابغ رجالاته، وقد مد له البقاء إلي اوليات القرن الخامس، جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعني، کما إنه لا تعدوه رقة الغزل وشدة الجدل، فهو عند الحجاج يدلي بحجته القويمة، وعند الوصف لا يأتي إلا بصورة کريمة، و ديوان شعره المحتوي علي خسمة آلاف بيت تقريبا الحافل بالرقايق والحقايق يتکفل البرهنة علي هذه الدعاوي، وهو نص في تشيعه کما عده إبن شهراشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين، وما ذکرناه من شعره يمثل روحه المذهبية، ونزعته الطائفية الحميدة، وتعصبه لآل البيت النبوي، واعترافه بحقهم الثابت، ونبذه ما وراء ذلک نبذا لا مرتجع إليه، وفي ديوانه غير ما ذکرناه شواهد وتلويحات لطيفة نحو قوله في صبي اسمه عمر
مشرقة يمرح فيه النظر
سيف علي بين جفني عمر
ملامي لتقضي صبوتي ما تمنت
بقلبي ولا استبکاک بين بمقلتي
لجاجا فإلا لمت أيام شرتي
وأحدو إذا ورق الحمايم غنت
ادافع من بعد الحلول منيتي
واستکثر الشکوي وإن هي قلت
احاول منها أن ترد تحيتي
إذا عدلت فيما جناه تجنت
وإن أنا سارعت الاجابة صدت
بإبطال قولي أو بإدحاض حجتي
عليها أجابتني بوانار وجنتني
عزوفا فتثنيني إذا ما تثنت
ولم أدر في أي السبيلين ضلت
تطاولني إلا لتقصر مدتي
مع الامة اللاتي بغت فاستحلت
ولا أقتدي إلا بصبر أئمتي
عليکم إذا فکرتم في رزيتي
إذا لمن تکن لي عدة عند شدتي
إذا هي ضلت عن سبيل أضلت
لهم ومن الحق القديم استملت
علي أحمد فيکم إذا ما استعدت؟
ترکت کتاب الله فيکم وعترتي
فتلک التي فلت ضميرا عن التي
فاستغاثوا في نکستي بالفراق
حقا حتي بطول السياق
رب خير أتي بغير اتفاق
لکم ما يکون بعد اللحاق
بين الخصمين ماض وباق
قومي عن الدم المهراق؟
ظهر المجن للارشاق
صرت ما بين ملتقي الاحداق
فماذا تراه في إطلاقي؟
فهل من مغرم أو راق؟
أو بوعد أو أن يبل اشتياقي
لا موحشي من خيالک الطراق
أول دمعي جري من الآماق؟
جع للعين أدمع في سباق؟
ن منه قبل شد وثاقي
علمته خيانة الميثاق
من بينهم نفور إباق
فاستقام النفاق بالانفاق
م فيها تطاول العشاق
إذ المال مال بالاعناق
طرايد الآفاق
أسري الشام قتلي العراق
خلت أن السماء ذات انطباق
ق کان التقصير کالاغراق
لا حقا غير أن تروا إلحاقي
رض ما دامتا لاهل افتراق
فدانت وقومکم في شقاق
سحقالهم من استحقاق
بانتظام من ظلمکم واتساق
نستثير الاقلام في الاوراق
جو فيها من قدرة الخلاق
الي من الليالي البواقي
م حوض عليه أکرم ساق
عليا بالعدل يوم التلاق
ما کسبتم يابؤس ذاک المذاق
إلي أن رمي سهما فصرت اساهمه
بجفنيه؟ أم لا يعدل السقم قاسمه؟
ففي العين عنواناته وتراجمه
ولکن لان النوم ليس يلايمه
فما طلعت حتي تجلت غمائمه
عن الشغل عنه قلت ما قال نائمه
فوالاه يوم شاحب الوجه ساهمه
خبا نوره لما استحلت محارمه
إلي الشمس من طغيانها متراکمه
هتفت بما قد کنت عنها اکاتمه؟
فلا تنکروا إن قوم الدهر قايمه
وحکم في الدين الحنيفي حاکمه
دعوا جده تبکي عليه صوارمه
إذا هي حيت من قتيل جماجمه
فلا أنت مبقيه ولا الله راحمه
يخاف علي أبوابها من يزاحمه
إذا أنتم أرکانه ودعائمه
تبدت بسعد حاکم الدهر خاتمه
والذي ألبس خديک من الورد نقابا
والذي صير حظي منک هجرا واجتنابا
والذي قالته للدمع فواراها انصبابا؟
عمرک الله بصب لا يري إلا مصابا
مذ ودعني فغاب صبري اذغاب
عيناک لقلبي المعنا فأجاب؟
ومسن غصونا والتفتن جواذرا
فأغدرت الدنيا علينا غدايرا
شموس وجوه توفف الليل حايرا
تعرضن أن يسبحن کن قوادرا
وبالموت بين الخلق ساوي بعدله
وهيهات يأتينا الزمان بمثله
سجنا طويلا وتغييبا عن الناس
في طول سجنک من ضر ومن باس
الفجري إلي عبد المحسن الصوري
جثمت جثوم منهاض کسير؟
علي مضض وعافت عن مسيري
ويستثني برکن من ثبير
فلست بمثقل ظهر البعير
فمثل أخيک موجود النظير
تزول بقربه إحن الصدور
ولا کل البلاد بلاد صور
ولکن جاء في الزمن الاخير
نهي عما أمرت من المسير
قصارا عذت بالامل القصير[5] .
لعقرب الصدع فما تلسع
اذني فمالي مسمع يسمع
في عبرتي مستعجل مسرع
ساير أعضائي بها تدمع
فما تري بعد النوي تصنع؟
قلت فقلبي عندکم أضيع
واستر ضميري فأنت تهتکه
وهو شديد علي مسلکه
قتلت قبلي ممن کنت تملکه؟
فيک وصبري ما لست أدرکه
ن إذا ما أتي النهار يقر
لا ولا ثم قوة فيفر
قل له ما يجوز في الحب سمر
کل قلب صب لها فيه جمر
سيما أن تدارک الشعر شعر
بالسلم طول عمرک غر
صفحه 226، 227، 228، 229، 230، 231، 232.