غديريات ابي محمد الصوري











غديريات ابي محمد الصوري



ألمولود ح 339، ألمتوفي 419


ولائک خير ما تحت الضمير
وأنفس ما تمکن في الصدور


وها أنابت أحسس منه نارا
أمت بحرها نار السعير


أبا حسن تبين غدر قوم
لعهد الله من عهد (الغدير)


وقد قام النبي بهم خطيبا
فدل المؤمنين علي الامير


أشار إليه فيه بکل معني
بنوه علي مخالفة المشير


فکم من حاضر فيهم بقلب
يخالفه علي ذاک الحضور


طوي يوم (الغدير) لهم حقودا
أنال بنشرها يوم (الغدير)


فيا لک منه يوما جر قوما
إلي يوم عبوس قمطرير


لامر سولته لهم نفوس
وغرتهم به دار الغرور


ولست من الکثير فيطمئنوا
بان الله يعفو عن کثير


وله في أهل البيت عليهم السلام


عيون منعن الرقاد العيونا
جعلن لکل فؤاد فنونا


فکن المني لجميع الوري
وکن لمن رامهن المنونا


وقلب تقلبه الحادثات
علي ما تشاء شمالا يمينا


يصون هواه عن العالمين
ومدمعه يستذل المصونا


فمالي وکتمان داء الهوي؟
وقد کان ما خفته أن يکونا


وکان ابتداء الهوي بي مجو
نا فلما تمکن أمسي جنونا

[صفحه 223]

وکنت أظن الهوي هينا
فلاقيت منه عذابا مهينا


فلو کنت شاهد يوم الوداع
رأيت جفونا تناجي جفونا


فهل ترک البين من أرتجيه
من الاولين والآخرينا؟


سوي حب آل نبي الهدي
فحبهم أمل والآملينا


هم عدتي لوفاتي هم
نجاتي هم الفوز للفائزينا


هم مورد الحوض للواردين
وهم عروة الله للواثقينا


هم عون من طلب الصالحات
فکن بمحبتهم مستعينا


هم حجة الله في أرضه
وإن جحد الحجة الجاحدونا


هم الناطقون هم الصادقون
وأنتم بتکذيبهم کاذبونا


هم الوارثون علوم النبي
فما بالکم لهم وارثونا؟


حقدتم عليهم حقودا مضت
وأنتم بأسيافهم مسلمونا


جحدتم موالاة مولاکم
ويوم (الغدير) لها مؤمنونا


وأنتم بما قاله المصطفي
وما نص من فضله عارفونا


وقلتم رضينا بما قلته
وقالت نفوسکم ما رضينا


فأيکم کان أولي بها؟
وأثبت أمرا من الطيبينا؟


وأيکم کان بعد النبي وصيا؟
ومن کان فيکم أمينا؟


وأيکم نام في فرشه
وأنتم لمهجته طالبونا؟


ومن شارک الطهر في طائر
وأنتم بذاک له شاهدونا؟


لحا الله قوما رأوا رشدکم
مبينا فضلوا ضلالا مبينا


وله في أهل البيت عليهم السلام


ما طول الليل القصيرا
ونهي الکواکب أن تغورا


إلا وفي يده عزيما
ت يحل بها الامورا


ذو مقلة لا تستقل
ضني وإن أضنت کثيرا


ليست تفتر عن دمي
وتري بها أبدا فتورا


وتري بها ضعفا يريک
المستجار المستجيرا

[صفحه 224]

فيما ينازعني عذولا
أو يسامحني عذيرا


أتري بوادر فتنتي
فيما تري إلا بدورا؟


لو شاء لاختصر الغرام
بها من اختصر الحصورا


ولقد لبست ثياب نفس
ک مالکا أو مستعيرا


وتمثل الشيطان لي
ليغرني رشؤا غريرا


فخلعتها ولبست ثوب
الفتک سحابا جرورا


ما شئت فاقلع عنه
واستغفر تجد ربا غفورا


ما لم يکن من معشر
غدروا وقد شهدوا الغديرا


وتوامروا ما بينهم
أن ينصبوا فيها أميرا


من کل صدر موغر
ملات ضغائنه الصدورا


مترشح للملک قد
نصبت سريرته السريرا


وتوارثوها ليس تخر
ج عنهم شبرا قصيرا


هذا إلي أن قام قايم آ
ل أحمد مستثيرا


وتسلم الاسلام أقتم
مظلما فکساه نورا


(ألقصيدة)

وله في أهل البيت عليهم السلام


نکرت معرفتي لما حکم
حاکم الحب عليها لي بدم


فبدت من ناظريها نظرة
أدخلتها في دمي تحت التهم


وتمکنت فأضنيت صي
کان بي منها واسقمت سقم


وصبت بعد اجتناب صفوة
بدلت من قولها لا بنعم


وفقدت الوجد فيها والاسي
فتألمت لفقدان الالم


ما لعيني وفؤادي کلما
کتمت باح؟ وإن باحت کتم؟


طال بي خلفهما فاتفقت
لي هموم في الرزايا وهمم


ورزايا المصطفي في أهله
فاتحات للرزايا وختم


يا بني الزهراء ماذا إکتست
فيکم الايام من عتب وذم؟

[صفحه 225]

يا طوافا طاف طوفان به
وحطيما بقنا الخط حطم


أي عهد يرتجي الحفظ له
بعد عهد الله فيکم والذمم؟


لا تسليت وأنوار لکم
غشيتها من بني حرب ظلم


رکبوا بحر ضلال سلموا
فيه والاسلام فيهم ما سلم


ثم صارت سنة جارية
کل من أمکنه الظلم ظلم


وعجيب إن حقا بکم
قام في الناس وفيکم لم يقم


والولا فهو لمن کان علي
قول عبد المحسن الصوري قسم


وأبيکم والذي وصي به
لابيکم جدکم في يوم خم


لقد احتج علي امته
بالذي نالکم باقي الامم



صفحه 223، 224، 225.