شعر الشريف الرضي في المذهب
ألا لله بادرة الطلاب وکل مشمر البردين يهوي اعاتبه علي بعد التنائي رأيت العجز يخضع لليالي ولولا صولة الايام دوني ومن شيم الفتي العربي فينا له کذب الوعيد من الاعادي سأدرع الصوارم والعوالي واشتمل الدجي والرکب يمضي وکم ليل عبأت له المطايا لفيت الارض شاحبة المحيا فزعت إلي الشحوب وکنت طلقا و لم نر مثل مبيض النواحي أبيت مضاجعا أملي وإني [صفحه 213] إذا ما اليأس خيبنا رجونا أقول إذا استطار من السواري کأن الجو غص به فأومي جدير أن تصافحه الفيافي ذا هم التلاع رأيت منه قي الله المدينة من محل وجاد علي البقيع وساکنيه وأعلام الغري وما استباحت وقبر بالطفوف يضم شلوا وبغداد وسامرا وطوس قبور تنطف العبرات فيها فلو بخل السحاب علي ثراها سقاک فکم ظمئت إليک شوقا تجافي يا جنوب الريح عني ولا تسري إلي مع الليالي قليل أن تقاد له الغوادي[5] . أما شرق التراب بساکنيه فکم غدت الضغائن وهي سکري صلاة الله تخفق کل يوم واني لا أزال أکر عزمي [صفحه 214] واخترق الرياح إلي نسيم بودي أن تطارعني الليالي فأرمي العيس نحوکم سهاما ترامي باللغام علي طلاها أجنب بينها خرق المذاکي علي أن ابل بکم غليلا فما لقياکم إلا دليل ولي قبران بالزوراء أشفي أقود إليهما نفسي واهدي لقائهما يطهر من جناني قسيم النار جدي يوم يلقي[8] . وساقي الخلق والمهجات حري ومن سمحت بخاتمه يمين[9] . أما في باب خيبر معجزات أرادت کيده والله يأبي هذا البدر يکسف بالدياجي؟ وکان إذا استطال عليه جان أري شعبان يذکرني اشتياقي بکم في الشعر فخر لا بشعري اجل عن القبائح غير أني [صفحه 215] فأجهر بالولاء ولا اوري ومن أولي بکم مني وليا محبکم ولو بغضت حياتي تباعد بيننا غير الليالي وقال يرثي الامام السبط المفدي الحسين بن علي عليهماالسلام في يوم عاشوراء سنة 391. هذي المنازل بالغميم فنادها إن کان دين للمعالم فاقضه يا هل تبل من الغليل إليهم نوئ کمنعطف الحنية دونه ومناط أطناب ومقعد فتية ومجر ارسان الجياد لغلمة ولقد حبست علي الديار عصابة حسري تجاوب بالبکاء عيونها وقفوا بها حتي کأن مطيهم ثم انثنت والدمع ماء مزادها من کل مشتمل حمايل رنة حيتک بل حيت طلوعک ديمة وغدت عليک من الخمايل يمنة هل تطلبون من النواظر بعدکم لم يبق ذخر للمدامع عنکم شغل الدموع عن الديار بکاؤنا لم يخلفوها في الشهيد وقد رأي أتري درت ان الحسين طريدة [صفحه 216] کانت مآتم بالعراق تعدها ما راقبت غضب النبي وقد غدا باعت بصائر دينها بضلالها جعلت رسول الله من خصمائها نسل النبي علي صعاب مطيها وا لهفتاه لعصبة علوية جعلت عران الذل في آنافها عمت بأن الدين سوغ قتلها طلبت تراث الجاهلية عندها واستأثرت بالامر عن غيابها ألله سابقکم إلي أرواحها إن قوضت تلک القباب فإنما إن الخلافة أصبحت مزوية طمست منابرها علوج امية هي صفوة الله التي أوحي لها أخذت بأطراف الفخار فعاذر ألزهد والاحلام في فتاکها عصب يقمط بالنجاد وليدها تروي مناقب فضلها أعداؤها يا غيرة الله اغضبي لنبيه من عصبة ضاعت دماء محمد صفدات مال الله مل ء أکفها ربوا بسيف محمد أبناءه [صفحه 217] قد قلت للرکب الطلاح کأنهم ربد النسور علي ذري أطوادها[14] . يحدو بعوج کالحني أطاعه حتي تخيل من هباب رقابها قف بي ولو لوث الازار فإنما بالطف حيث غدا مراق دمائها ألفقر من أرواقها والطير من تجري لها حبب الدموع وإنما يا يوم عاشوراء کم لک لوعة ما عدت إلا عاد قلبي غلة مثل السليم مضيضة آناؤه يا جد لا زالت کتائب حسرة أبدا عليک وأدمع مسفوحة هذا الثناء وما بلغت وإنما أأقول جادکم الربيع؟ وأنتم أم استزيد لکم علا بمدائحي؟ کيف الثناء علي النجوم إذا سمت أغني طلوع الشمس عن أوصافها وقال يرثي جده الامام السبط الشيهد في عاشوراء سنة 377 صاحت بذودي بغداد فآنسني وکلما هجهجت بي عن منازلها أطغي علي قاطنيها غير مکترث خطب يهددني بالبعد عن وطني إني وإن سامني مالا اقاومه [صفحه 218] عجلان ألبس وجهي کل داجية ورب قايلة والهم يتحفني خفض عليک فللاحزان آونة فقلت هيهات فات السمع لائمه يوم حدي الظعن فيه بابن فاطمة وخر للموت لا کف تقلبه ظمأن سلي نجيع الطعن غلته أن بيض المواضي وهي تنهبه لله ملقي علي الرمضاء عض به تحنو عليه الربي ظلا وتستره هابه الوحش أن تدنو لمصرعه ومورد غمرات الضرب غرته ومستطيل علي الازمان يقدرها أغري به ابن زياد لؤم عنصره وود أن يتلافي ما جنت يده تسبي بنات رسول الله بينهم إن يظفر الموت منا بابن منجبة يلقي القنابجبين شان صفحته من بعد مارد أطراف الرماح به والنقع يسحب من أذياله وله في فيلق شرق بالبيض تحسبه ني امية ما الاسياف نائمة [صفحه 219] والبارقات تلوي في مغامدها إني لارقب يوما لا خفاء له وللصوارم ما شاءت مضاربها أکل يوم لآل المصطفي قمر وکل يوم لهم بيضاء صافية مغوار قوم يروع الموت من يده وأبيض الوجه مشهور تغطرفه مالي تعجبت من همي ونقرته بأي طرف أري العلياء إن نضبت ألقي الزمان بکلم غير مندمل ياجد لا زال لي هم يحرضني والدمع يخفره عين مؤرقة إن السلو لمحظور علي کبدي وقال يرثي سيدنا الامام الشهيد في يوم عاشوراء سنة 387 راحل أنت والليالي تزول لا شجاع يبقي فيعتنق البيض غاية الناس في الزمان فناء إنما المرء للمنية مخبوء وللطعن من مقيل بين الضلوع إلي طول فهو کالغيم ألفته جنوب عادة للزمان في کل يوم فالليالي عون عليک مع البين ربما وافق الفتي من زمان [صفحه 220] هي دنيا إن واصلت ذا جفت کل باک يبکي عليه وإن والاماني حسرة وعناء ما يبالي الحمام أين ترقي أي يوم أدمي المدامع فيه يوم عاشور الذي لا أعان ياابن بنت الرسول ضيعت ما أطاعوا النبي فيک وقد وأحالوا علي المقادير في حربک واستقالوا من بعد ما أجلبوا إن امرا قنعت من دونه السيف يا حساما فلت مضاربه الهام يا جوادا أدمي الجواد من الطعن حجل الخيل من دماء الاعادي يوم طاحت أيدي السوابق في النقع أتراني أعير وجهي صونا أتراني ألذ ماء ولما قبلته الرماح وانتضلت فيه المنايا والسبايا علي النجائب تستاق من قلوب يدمي بها ناظر الوجد قد سلبن القناع عن کل وجه وتنقبن بالانامل والدمع وتشاکين والشکاة بکاء لا يغب الحادي العنيف ولا يفترت عن رنة العديل العديل [صفحه 221] يا غريب الديار صبري غريب بي نزاع يطغي إليک وشوق ليت اني ضجيع قبرک أو لا أغب الطفوف في کل يوم مطر ناعم وريح شمال با بني أحمد إلي کم سناني وجيادي مربوطة والمطايا؟ کم إلي کم تعلو الطغاة؟ قد أذاع الغليل قلبي ولکن ليت إني أبقي فأمترق الناس وأجر القنا لثارات يوم الطف صبغ القلب حبکم صبغة الشيب أنا مولاکم وإن کنت منکم وإذا الناس أدرکوا غاية الفخر يفرح الناس بي لاني فضل فهم بين منشد ما اقفيه سرورا ليت شعري من لائمي في مقال أترک الشئ عاذري فيه کل الناس هو سؤلي إن أسعد الله جدي [صفحه 222]
ومن نماذج شعر الشريف الرضي في المذهب قوله يفتخر بأهل البيت ويذکر قبورهم ويتشوق إليها.
وعزم لا يروع بالعتاب
هوي المصلتات إلي الرقاب
ويعذلني علي قرب الاياب
ويرضي عن نوائبها الغضاب
هجمت علي العلي من کل باب
وصال البيض والخيل العراب
ومن عاداته صدق الضراب
وما عريت من خلع الشباب
مضاء السيف شذ عن القراب
ونار الحي حائرة الشهاب
تلاعب بالضراغم والذئاب
کما فزع المشيب إلي الخضاب
تعذبه بمسود الاهاب
أري الآمال أشقي للرکاب
فشجعنا الرجاء علي الطلاب
زفون القطر رقاص الحباب[1] .
ليقذفه علي قمم الشعاب
و يسحب فوقها عذب الرباب[2] .
رضابا في ثنيات الهضاب[3] .
لباب الماء والنطف العذاب
رخي الذيل ملآن الوطاب
معالمها من الحسب اللباب
قضي ظمأ إلي برد الشراب
هطول الودق منخرق العباب
کما نطف الصبير[4] علي الروابي
لذابت فوقها قطع السراب
علي عدواء داري واقترابي
وصوني فضل بردک عن جنابي
وما استحقبت من ذاک التراب
وتنحر فيه أعناق السحاب
فيلفظهم إلي النعم الرغاب
تدير عليهم کأس المصاب
علي تلک المعالم والقباب
وإن قلت مساعدة الصحاب
تطلع من تراب أبي تراب
وينشب في المني ظفري ونابي
تغلغل بين أحشاء الروابي
کما انحدر الغثاء عن العقاب[6] .
فاملي باللغام علي اللغاب[7] .
تغلغل بين قلبي والحجاب
علي کنز الغنيمة والثواب
بقربهما نزاعي واکتئابي
سلاما لا يحيد عن الجواب
ويدرأ عن ردائي کل عاب
به باب النجاة من العذاب
وفاتحة الصراط إلي الحساب
تضن بکل عالية الکعاب
تصدق؟ أو مناجاة الحباب؟
فجاء النصر من قبل الغراب[10] .
وهذي الشمس تطمس بالضباب؟
يري ترک العقاب من العقاب
فمن لي أن يذکرکم ثوابي
وعنکم طال باعي في الخطاب
لکم أرمي وارمي بالسباب
وانطق بالبراء ولا احابي
وفي أيديکم طرف انتسابي؟
وزائرکم ولو عقرت رکابي
ومرجعنا إلي النسب القراب
واسکب سخي العين بعد جمادها
أو مهجة عند الطلول ففادها
اشرافة للرکب فوق نجادها؟
سحم الخدود لهن إرث رمادها
تخبو زناد الحي غير زنادها
سجفوا البيوت بشقرها وورادها
مضمومة الايدي إلي أکبادها
وتعط بالزفرات في ابرادها
کانت قوائمهن من أوتادها
ولواعج الاشجان من أزوادها
قطر المدامع من حلي نجادها
يشفي سقيم الربع نفث عهادها
تستام نافقة علي روادها[11] .
شيئا سوي عبراتها وسهادها؟
کلا ولا عين جري لرقادها
لبکاء فاطمة علي أولادها
دفع الفرات يزاد عن أورادها
لقنا بني الطرداء عند ولادها؟
أموية بالشام من أعيادها
زرع النبي مطنة لحصادها
وشرت معاطب غيها برشادها
فلبئس ما ذخرت ليوم معادها
ودم النبي علي رؤوس صعادها
تبعت امية بعد عز قيادها
وعلاط وسم الضيم في أجيادها[12] .
أو ليس هذا الدين عن أجدادها؟
وشفت قديم الغل من أحقادها
وقضت بما شاءت علي شهادها
وکسبتم الآثام في أجسادها
خرت عماد الدين قبل عمادها
عن شعبها ببياضها وسوادها
تنزو ذئابهم علي أعوادها
وقضي أوامره إلي أمجادها
أن يصبح الثقلان من حسادها
والفتک لولا الله في زهادها
ومهود صبيتها ظهور جيادها
أبدا وتسنده إلي أضدادها
وتزحزحي بالبيض عن أغمادها
وبنيه بين يزيدها وزيادها
وأکف آل الله في أصفادها[13] .
ضرب الغرائب عدن بعد ذيادها
معتاصها فطغي علي منقادها
أعناقها في السير من أعدادها
هي مهجة علق الجوي بفؤادها
ومناخ اينقها ليوم جلادها
طراقهاوالوحش من عوادها
حب القلوب يکن من أمدادها
تترقص الاحشاء من ايقادها
حري ولو بالغت في إبرادها
خزر العيون تعوده بعدادها
تغشي الضمير بکرها وطرادها
إن لم يراوحها البکاء يغادها
هي حلبة خلعوا عذار جوادها
في کل منزلة ربيع بلادها
أين الجبال من الربي ووهادها؟
فوق العيون إلي مدي أبعادها؟
بجلالها وضيائها وبعادها
تقلبي في ظهور الخيل والعير
عارضتها بجنان غير مذعور
وأفعل الفعل فيها غير مأمور
وما خلقت لغير السرج والکور
فقد نجوت وقدحي غير مقمور
والبر عريان من ظبي ويعفور
بناظر من نطاف الدمع ممطور
وما المقيم علي حزن بمعذور
لا يفهم الحزن إلا يوم عاشور
سنان مطرد الکعبين مطرور
إلا بوطئ من الجرد المحاضير
عن بارد من عباب الماء مقرور[15] .
نار تحکم في جسم من النور
فم الردي بين إقدام وتشمير
عن النواظر أذيال الاعاصير[16] .
وقد أقام ثلاثا غير مقبور
جرت إليه المنايا بالمصادير
جني الزمان عليها بالمقادير
وسعيه ليزيد غير مشکور
وکان ذلک کسرا غير مجبور
والدين غض المبادي عير مستور
فطالما عاد ريان الاظافير
وقع القنابين تضميخ وتعفير
قلب فسيح ورائ غير محصور
علي الغزالة جيب غير مزرور
برقا تدلي علي الآکام والقور[17] .
عن شاهر في أقاصي الارض موتور
والسابقات تمطي في المضامير
عريان يقلق منه کل مغرور
من الرقاب شراب غير منزور
يهوي بوقع العوالي والمباتير؟
يشوبها الدهر من رنق وتکدير
أمسي وأصبح نهيا للمغاوير
مضي بيوم من الايام مشهور
والحزن جرح بقلبي غير مسبور
عيني؟ ولجلجت عنها بالمعاذير
عمر الزمان وقلب غير مسرور
علي الدموع ووجد غير مقهور
خفر الحنية عن نزع وتوتير
وما السلو علي قلب بمحظور
ومضر بک البقاء الطويل
ولا آمل ولا مأمول
وکذا غاية الغصون الذبول
تستجم الخيول
عناء وفي التراب مقيل[18] .
يوم دجن ومزقته قبول
يتناء خل وتبکي طلول
کما ساعد الذوابل طول
فرح غيره به متبول[19] .
هذا ملالا کأنها عطبول[20] .
طال بقاء والثاکل المثکول
للذي ظن انها تعليل
بعدما غالت ابن فاطم غول
حادث رائع وخطب جليل
الصحب فيه ولا أجار القبيل
العهد رجال والحافظون قليل
مالت أرواحهم إليک الذحول
لو أن عذرهم مقبول
فيها أ ألآن أيها المستقيل؟
لمن حازه لمرعي وبيل
وقد فله الحسام الصقيل
وولي ونحوه مبلول
يوم يبدو طعن وتخفي حجول
وفاض الوني وعاض الصهيل
وعلي وجهه تجول الخيول؟
يرو من مهجة الامام الغليل؟
وعانقته النصول
وقد نالت الجيوب الذيول
ومن أدمع مراها الهمول
فيه للصون من قناع بديل
علي کل ذي نقاب دليل
وتنادين والنداء عويل
وقتيل الاعداء نومي قتيل
وغرام وزفرة وعويل
أن ثراه بمدمعي مطلول
من طراق الانواء غيث هطول
ونسيم غض وظل ظليل
غائب عن طعانه ممطول؟
ومقامي يروع عنه الدخيل؟
وکم يحکم في کل فاضل مفضول؟
غير بدع إن استطب العليل
وفي الکف صارم مسلول
يستلحق الرعيل الرعيل
وشيبي لولا الردي لا يحول
والدي (حيدر) وامي البتول
شآهم من قال جدي الرسول
والانام الذي أراه فضول
وسامع ما أقول
ترتضيه خواطر وعقول؟
من أجل أن لحاني عذول
ومعالي الامور للذمر سول[21] .
صفحه 213، 214، 215، 216، 217، 218، 219، 220، 221، 222.