حكمه ودرر كلمه











حکمه ودرر کلمه



فياله في شعره من شواهد صادقة تمثله بهذا الجانب العظيم، وتعرب عن قدم صدقه في حث أمته إلي المولي سبحانه بالحکمة والموعظة الحسنة، وبت الدعوة إليه بدرر الکلم وغرر الحکم، وإصلاح أمته ببيان بحقيقة، وتشريح دعوة النفس الامارة بالسوء، وهن حکمياته قوله:


ليس خلق إلا وفيه إذا ما
وقع الفحص عنه خير وشر


لازم ذاک في الجبلة لا يد
فعه له بذلک خبر


حکمة الصانع المدبر أن لا
شيئ إلا وفيه نفع وضر


فاجتهد أن يکون أکبر قسم
يک من النفع والاقل الاضر


وتحمل مرارة الرأي واعلم
أن عقبي هواک منه أمر


رض بفعل التدبير نفسک واقصر
ها عليه ففيه فضل وفخر


لا تطعها علي الذي تبتغيه
وليرعها منک اعتساف وقهر


إن من شأنها مجانبة الخ
ير وإتيان کل ماقد يغر


وقوله:


عجبي ممن تعالت حاله
وکفاه الله زلات الطلب


کيف لا يقسم شطري عمره
بين حالين نعيم وأدب


فإذا ما نال دهرا حظه
فحديث ونشيد وکتب


مرة جدا وأخري راحة
فإذا ما غسق الليل انتصب

[صفحه 12]

يقتضي الدنيا نهارا حقها
وقضي لله ليلا ما يجب


تلک أقسام متي يعمل بها
عامل يسعد ويرشد ويصب


ومن کلمه الذهبية في تحليل معني الرضا عن النفس وما يوجب ذلک من سخطها وجموحها ورفض الاداب قوله:


لم أرض عن نفسي مخافة سخطها
ورضي الفتي عن نفسه اغضابها


لو أنني عنها رضيت لقصرت
عما تريد بمثلها آدابها


وببيننا آثار ذاک وأکثرت
عذلي عليه وطال فيه عتابها


ومن حکمه قوله:


بالحرص في الرزق يذل الفتي
والصبر فيه الشرف الشامخ


ومستزيد في طلاب الغني
يجمع لحما ماله طابخ


يضيع ما نال بما يرتجي
والنار قد يطفئها النافخ


وقوله حلل الشبيبة مستعاره
فدع الصبا واهجر دياره


لا يشغلنک عن العلا
خود تمنيک الزياره


خود تطيب طيبها
ويزين ساعدها سواره


يخلو أوائل حبها
ويشوب آخره مراره


ما عذر مثلک خالعا
في سکر لذته عذاره


من بعد ما شد الاش
د علي تلابيه ازاره


من ساد في عصر الشبا
ب غدت لسودده غفاره


ما الفخر أن يغدو الفتي
متشبعا ضخم الحراره


کلفا بشرب الراح مش
غوفا بغزلان الستاره


مهجورة عرصاته
لا تقرب الاضياف داره


ألفخر أن يشجي الفتي
أعداؤه ويعز جاره


ويذب عن أعراضه
ويشب للطراق ناره


ويروح إما للام
رة سعيه أو للوزاره

[صفحه 13]

فرد الکتابة والخطا
بة والبلاغة والعباره


متيقظ العزمات يج
تنب الکري إلا غراره


فکأنه من حدة
ونفاذ تدبير شراره


حتي يخاف ويرتجي
ويري له نشب وشاره


في موکب لجب کأن
الليل ألبسه خماره


تزهي به عصب تنفض
عن مناکبه غباره


ويطيل أبناء الرغا
ئب في مشاکله انتظاره


فادأب لمجد حادث
أو سالف يعلي مناره


واعمر لنفسک في العلا
حالا وکن حسن العماره


واقمر لها سوقا ين
فقها وتاجرها تجاره


لا تغد کلا واجتنب
أمرا يخاف الحر عاره


وإذا عدمت عن المآ
کل خيرها فکل الحجاره



صفحه 12، 13.