ولادة ألشريف الرضي ووفاته











ولادة ألشريف الرضي ووفاته



ولد الشريف الرضي ببغداد سنة 359 بإطباق من المؤرخين ونشأبها[1] وتوفي بها يوم الاحد 6 محرم[2] سنة 406 کما في معجم النجاشي وتاريخ بغداد للخطيب و عمدة الطالب والخلاصة وغيرها.

فما في شذرات الذهب انه توفي بکرة الخميس فهو من خطأ النساخ فإنه نقله عن تاريخ ابن خلکان وفي التاريخ بکرة يوم الاحد لا الخميس وأما ما في (دائرة المعارف) لفريد وجدي 4 ص 253 من انه توفي 404 فأحسبه مأخوذا من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، أو انه خطأ من الناسخ، وقد أرخه فريد وجدي صحيحا في دائرة المعارف ج 9 ص 487 ب د 6 محرم سنة 406، وقد رثي الشريف الرضي معاصره أبا الحسن أحمد بن علي البتي المتوفي سنة 405 في شعبان بقصيدة توجد في ديوانه ج 1 ص 138، وقال جامع الديوان وبعده بشهور توفي الرضي (رض).

وعند وفاته حضر إلي داره الوزير أبوغالب فخر الملک وسائر الوزراء والاعيان والاشراف والقضاة حفاة ومشاة وصلي عليه فخر الملک ودفن في داره الکائنة في محلة الکرخ بخط مسجد الانباريين[3] ولم يشهد جنازته أخوه الشريف المرتضي ولم يصل عليه ومضي من جزعه عليه إلي الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام لانه لم يستطع ان ينظر إلي تابوته، ومضي فخر الملک بنفسه آخر النهار إلي أخيه المرتضي بالمشهد الکاظمي فألزمه بالعود إلي داره.

ذکر کثير من المؤلفين نقل جثمانه إلي کربلاء المشرفة بعد دفنه في داره بالکرخ فدفن عند أبيه أبي أحمد الحسين بن موسي، ويظهر من التاريخ ان قبره کان في القرون الوسطي مشهورا معروفا في الحائر المقدس قال صاحب (عمدة الطالب) وقبره في کربلاء ظاهر معروف وقال في ترجمة أخيه المرتضي دفن عند أبيه وأخيه وقبورهم.

[صفحه 211]

ظاهرة مشهورة وقال الرفاعي المتوفي 885 في (صحاح الاخبار) ص 62 نقل المرتضي إلي مشهد الحسين بکربلا کأبيه وأخيه ودفن هناک وقبره ظاهر معروف.

وهذا قريب إلي الاعتبار لان بني إبراهيم المجاب قطنوا الحائر المقدس و جاوروا الامام السبط سلام الله عليه فدفن فيه إبراهيم المذکور بمقربة ممايلي رأس قبر الامام عليه السلام فاتخذ بنوه تربته مدفنا لهم، وکان من قطن منهم بغداد أو البصرة کبني موسي الابرش ينقل بعد موته إلي تربة جده، وقد ثبت ان والد الشريف المترجم نقل إلي الحائر المقدس قبل دفنه ودفن بها، مأو دفن في داره أولا ثم نقل إلي مشهد الحسين کما في (المنتظم) لابن الجوزي 7 ص 247 وصح ايضا نقل جثمان الشريف علم الهدي المرتضي إلي الحائر بعد دفنه في داره، وکانت تولية تلک التربة المقدسة بيدهم، وما کان يدفن هناک أي أحد إلا بإجازة منهم کما مر في ترجمة الوزير أبي العباس الضبي في هذا الحزء ص 106.

وقد رثي الشريف الرضي غير واحد ممن عاصروه وفي مقدمهم أخوه علم الهدي بقوله


يا للرجال لفجعة جذمت يدي
ووددت لو ذهبت علي برأسي


مازلت أحذر وقعها حتي أتت
فحسوتها في بعض ما أناحاسي


ومطلتها زمنا فلما صممت
لم يجدني مطلي وطول مکاسي


لا تنکروا من فيض دمعي عبرة
فالدمع غير مساعد ومواسي


لله عمرک من قصير طاهر
ولرب عمر طال بالادناس


وممن رثاه تلميذه في الادب مهيار الديلمي المترجم في شعراء القرن الخامس رثاه بقصيدتين إحديهما ذات 70 بيتا توجد في ديوانه ج 3 ص 366 مستهلها.


من جب غارب هاشم وسنامها؟
ولوي لويا فاستزل مقامها؟


وغزا قريشا بالبطاح فلفها
بيد؟ وقوض عزها وخيامها؟


وأناخ في مضر بکلکل خسفه
يستام واحتملت له ما سامها؟


من حل مکة فاستباح حريمها
والبيت يشهد واستحل حرامها؟


ومضي بيثرب مذعجا ما شاء من
تلک القبور الطاهرات عظامها؟

[صفحه 212]

يبکي النبي ويستنيح لفاطم
بالطف في أبنائها أيامها


ألدين ممنوع الحمي، من راعه؟
والدار عالية البنا، من رامها؟


أتناکرت أيدي الرجال سيوفها
فاستسلمت أم أنکرت اسلامها؟!؟!


أم غال ذا الحسبين حامي ذودها
قدر أراح علي الغدو سوامها؟


وقصيدته الاخري 40 بيتا توجد في ديوانه ج 1 ص 249 مطلعها


أقريش لا لفم أراک ولا يد
فتواکلي[4] غاض الندي وخلي الندي


ولشهرة القصيدتين ووجودهما في غير واحد من الکتب والمعاجم فضلا عن ديوان مهيار ضربنا عنهما صفحا.



صفحه 211، 212.





  1. قال جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة 2 ص 257 وکان يقيم في سر من رأي (سامرا)وکم له لدة هذا في تاريخه مما يميط الستر عن جهله بتاريخ الشيعة ورجالهم.
  2. في تاريخ ابن خلکان وقيل في صفر وفي تاريخ ابن کثير خامس المحرم.
  3. ينسب اليهم لکثرة من سکنه منهم.
  4. يقال تواکل القوم اتکل بعضهم علي بعض.